تحليلالنظام الإيراني بين التفاوض والحرب.. والشعب يرزح تحت الضغوط والمعاناة
تعيش إيران حالة من الغموض. فلا أحد يعلم، على وجه الدقة، ما إذا كانت البلاد تتجه نحو التفاوض أو الحرب، حيث تعتمد جميع القرارات على خامنئي.
محلل سياسي - إيران إنترناشيونال
تعيش إيران حالة من الغموض. فلا أحد يعلم، على وجه الدقة، ما إذا كانت البلاد تتجه نحو التفاوض أو الحرب، حيث تعتمد جميع القرارات على خامنئي.
أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجید تخت روانجي، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا"، أن إيران يجب أن تعد نفسها لـ"أسوأ سيناريو" في مواجهة دونالد ترامب.
يتحدث المرشد الإيراني، علي خامنئي، دائمًا، عن تقدم البلاد، بينما يرى المواطنون الإيرانيون يوميًا تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.
قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في آخر خطاب له إن البلاد تشهد تقدماً، مؤكداً على ضرورة إظهار هذه الإنجازات عبر العمل الإعلامي. لكن هذه الادعاءات ليست سوى أوهام.
من أبرز سمات السياسة الخارجية لإيران التناقضات الظاهرة في تصريحات المسؤولين المختلفين، والتي برزت مرة أخرى بشأن قضايا مثل التفاوض مع الولايات المتحدة، والحديث عن قتل دونالد ترامب، والرد على تهديدات إسرائيل.
مع تبقي 15 يومًا على بداية ولاية دونالد ترامب الرئاسية، يبرز السؤال الرئيس في طهران وواشنطن: هل ستتجه العلاقات بين إيران والولايات المتحدة نحو الحرب أم إلى الاتفاق؟
خلال أقل من شهر، شنّ المرشد الإيراني علي خامنئي، هجومًا للمرة الثالثة على الحكومة السورية الجديدة. ومنذ سقوط بشار الأسد، كانت إيران هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي أبدت رد فعل سلبيا تجاه هذا التحول السياسي.
يواجه علي خامنئي خطر عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بجدية حيث يشعر المرشد الإيراني بالقلق من أن العاصفة الناتجة عن عودة ترامب قد تدمر الهيكل القديم والمليء بالشقوق للنظام الإيراني، ما يؤدي إلى سقوطه.
قبل خمسة أعوام، قُتل قاسم سليماني بأمر مباشر من دونالد ترامب، الرئيس الأميركي وقتها. وكان هذا الحدث نقطة تحول في تطورات الشرق الأوسط، حيث صاحبته سلسلة من الهزائم لإيران، وأظهر كيف أن إزالة شخص ما يمكن أن تؤثر على نظام وحتى على منطقة بأكملها.
تصاعدت التهديدات المتبادلة بين قادة إسرائيل والنظام الإيراني، في مؤشر على اقتراب الطرفين من مواجهات عسكرية أشد، وتتزامن هذه الحرب الكلامية مع صراع فعلي بين الطرفين في اليمن؛ حيث يشن الحوثيون هجمات على مدن إسرائيلية باستخدام صواريخ "فلسطين 2" التي زودتهم بها طهران.
يومًا بعد يوم تزداد الأصوات المعارضة لعلي خامنئي والنظام الإيراني؛ ففي صفوف الملايين الذين يسعون للإطاحة بهذا النظام، تظهر جماعات متنوعة تشمل الجمهوريين، الملكيين، والأحزاب المختلفة، بل وأفراد مستقلون يمتلكون تأثيرًا يفوق أحيانًا تأثير الأحزاب.
يعيش الشرق الأوسط حاليا فترة من الهزائم والتراجعات الكبرى التي يواجهها النظام الإيراني.. واحدة تلو الأخرى، تتهاوى معاقل هذا النظام وخنادقه في المنطقة.
كان إنكار الحقائق الموجودة في المنطقة هو الجوهر الأساسي لتصريحات علي خامنئي يوم الأحد. ففي خطابه، أعلن مرشد النظام الإيراني معارضته الصريحة للحكومة السورية الجديدة، وتحدث عن ضرورة إسقاطها، مبشراً بتشكيل مجموعة لمكافحة حكومة دمشق.
لم يكن يُنظر إلى سقوط النظام الإيراني، خلال السنوات الماضية، كحقيقة ممكنة، بل كان يبدو احتمالاً بعيد المنال، ولكن في الآونة الأخيرة، تغير المشهد، وبدأ العديد من المحللين والخبراء، سواء داخل إيران أو خارجها، يتحدثون عن هذا الموضوع بجدية أكبر، ويقومون بدراسة أبعاد هذا التحول.
حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، من احتمال انهيار النظام الإيراني نتيجة للأزمات الاقتصادية والضغوط الخارجية على اقتصاد البلاد، بعد أن أشار في الأيام الأخيرة مرارًا إلى المأزق في تأمين الغاز والكهرباء والبنزين، وإلى فراغ خزينة الدولة.
يواجه النظام الإيراني حاليًا مزيجًا من سبع أزمات داخلية ودولية على الأقل، ما أدى إلى تشكيل ما يمكن وصفه بـ"أزمة كبرى" تهدد النظام وقيادته.
بعد أن سقطت مدينة حلب في قبضة المعارضة، ازدادت الأزمة تعقيدًا أمام النظام السوري بشكل كبير، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو أن هذا التطور يضع النظام الإيراني في موقف بالغ الصعوبة، في ظل مساعيه لدعم بشار الأسد، بعد خسائره المتواصلة ميدانيًا وعسكريًا.
تتصاعد وتيرة إقصاء معارضي مشروع خلافة مجتبى خامنئي لوالده المرشد علي خامنئي، بشكل تدريجي من مراكز النفوذ والسلطة في إيران؛ حيث يتعرضون للإقالة من المناصب الرئيسة والحساسة.
تواجه إيران الآن مرحلة حساسة في سياستها النووية، مع إعلانها الاستعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الدول الأوروبية. يأتي هذا التطور في أعقاب قرار قدمته ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يدين البرنامج النووي الإيراني.
شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات العنيفة، التي شنّتها إسرائيل ضدّ حزب الله اللبناني، وكان أبرزها تدمير مبنى من ثمانية طوابق في بيروت باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، وكان الهدف الأساسي لهذه العملية استهداف القائد الميداني البارز في حزب الله، محمد حيدر.
يعتقد البعض في وسائل الإعلام الغربية وحتى داخل إيران أن تقديم الحوافز الاقتصادية للنظام الإيراني قد يسهم في إصلاح سلوكه والوصول إلى اتفاق معه. لكن هذه الرؤى، التي غالبًا ما يطرحها مؤيدو سياسة المهادنة مع النظام الإيراني، تتجاهل الحقائق الراهنة.
يبدو أن الحكومة الإيرانية تخطط مجددا لرفع أسعار البنزين، لكنها تسعى إلى التغطية على هذا القرار من خلال استخدام مصطلحات مثل "تحسين الاستهلاك"، و"إصلاح الأسعار"، و"توزيع عادل للدعم"، بدلاً من الإفصاح عن نيتها بشكل مباشر.
أعلن إمام الجمعة المؤقت في أصفهان عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، أبو الحسن مهدوي، أن مجلس الخبراء اختار ثلاثة أشخاص لخلافة المرشد علي خامنئي، حسب الأولوية، لكن أسماءهم ظلت سرية، وذلك وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، والمخاوف من احتمالية اغتيال خامنئي على يد إسرائيل.
أدلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ونائبه للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، ووزير خارجيته، عباس عراقجي، بتصريحات في الأيام الأخيرة، تشير إلى أهمية التفاعل مع الولايات المتحدة أو على الأقل اتباع نهج العقلانية في إدارة التوترات معها.
يبدو أن المرشد الإيراني علي خامنئي قلقٌ من احتمال مقتله، بينما نجله مجتبى خامنئي مستعد لتولي القيادة، والشعب يأمل في سقوط النظام الإسلامي.
يواجه الإيرانيون أزمات متعددة ومتفاقمة، من نقص في الكهرباء والغاز والبنزين والديزل والمياه والإسكان والأدوية والمعلمين، فضلاً عن عجز كبير بالميزانية، الذي يعد مساويا تقريبا للوضع أثناء الحرب العراقية الإيرانية وفقًا لقول علي لاريجاني، أحد المسؤولين السابقين البارزين في النظام.
نُشر مؤخرًا على موقع "يوتيوب" مقطع فيديو، من قناة "ديدبان إيران"، يتناول الفساد المستشري بين ما لا يقل عن ٥٢ مسؤولاً في النظام الإيراني.
عاد دونالد ترامب، الشخص الذي أمر بقتل قاسم سليماني، القائد الذي كان مقربا من علي خامنئي؛ والذي خفّض صادرات النفط الإيراني إلى شبه الصفر؛ والذي أدرج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية؛ والذي يعتبره خامنئي "كابوسًا". عاد إلى البيت الأبيض.
يدفع المرشد الإيراني، علي خامنئي، بلاده نحو الحرب، ويستمر في قرع طبولها؛ ففي خطابه الأخير، أكد مجددًا ضرورة الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، بينما أعلنت إسرائيل بدورها أنها سترد بقوة أكبر على أي خطوة من قِبل نظام طهران.
بينما تتركز الأنظار على القوة الصاروخية الإيرانية وسلاح الجو الإسرائيلي، يظل غياب القوة الجوية لإيران نقطة محورية تستحق التأمل، وهو ما يطرح تساؤلاً حول غياب القوة الجوية الإيرانية في خضم مواجهاتها مع إسرائيل؟
وُضِعت صورة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في شوارع تل أبيب، مُرفقة بعبارة مثيرة: "بعد نصر الله والسنوار، هذا أيضًا سيذهب"، وفي ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران، يُحتمل أن تحمل هذه الرسالة دلالات عميقة ومؤثرة.
استعان المرشد الإيراني، علي خامنئي، بآيات قرآنية من سورة الأحزاب؛ لإطلاق مصطلح جديد يهدف إلى إسكات المنتقدين، وإخماد أصوات المعارضين، مروجًا لمفهوم "المرجفون"؛ حيث وصف خامنئي أولئك الذين ينشرون الأخبار والتحليلات، التي تتعارض مع رواية النظام بأنهم "مرجفون".
في ظل تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، تتزايد التكهنات حول ما إذا كانت إسرائيل ستتبع استراتيجيتها السابقة وتستهدف قادة النظام الإيراني، كما فعلت مع "حماس" و"حزب الله".
أدت السياسات العدائية لنظام طهران إلى تدمير الاقتصاد الإيراني المنهار أصلاً، ورغم أن إسرائيل لم تبدأ بعد هجومها الانتقامي على إيران، فإن أسعار العملات والمعادن الثمينة، التي تتأثر بالأوضاع السياسية والعسكرية المتوترة، تواصل تحطيم الأرقام القياسية يوميًا.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن الهجوم على إيران "قريب وقاتل"؛ حيث ناقش غالانت مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، يوم الثلاثاء 15 أكتوبر (تشرين الأول)، كيفية تنفيذ هذا الهجوم، ورد الفعل المحتمل من النظام الإيراني.
نجحت إسرائيل، خلال الأشهر الأخيرة، في استهداف عدد كبير من قادة حزب الله اللبناني وقتلهم، ومن بين هذه العمليات، كان مقتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، ونائبه هاشم صفي الدين، مما شكّل تحولاً بارزًا دفع الكثيرين إلى التساؤل حول كيفية تحقيق إسرائيل هذا الاختراق الاستخباراتي.
تقف إيران اليوم على حافة الخطر، وهي تواجه حربًا لم يكن للشعب الإيراني فيها خيار أو رغبة. هذه الحرب ليست حرب الشعب، و"لا ناقة له فيها ولا جمل"، لكنه هو من يتحمل عواقبها وتبعاتها ومخاطرها. إنها حرب مفروضة من قِبل النظام، الذي ربط مصير الإيرانيين بمصير حزب الله وحماس.
مع تزايد هجمات إسرائيل وضعف حزب الله اللبناني، بعد مقتل معظم قياداته، بمن فيهم حسن نصر الله، قام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بزيارة إلى بيروت ودمشق، في مسعى لإرساء وقف إطلاق النار، وإنقاذ حزب الله من الضغوط المستمرة، التي يتعرض لها.
بعد سلسلة من الضربات العنيفة ضد حزب الله اللبناني، ومقتل زعيمه حسن نصر الله، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على الحوثيين، وهي إحدى الجماعات الوكيلة الأخرى لإيران، وقد استهدفت الغارات ميناء الحديدة، وهو الميناء الأهم الذي تسيطر عليه الجماعة، مدمرة محطات كهربائية ومستودعات وقود.
شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث غيَّرت إسرائيل بشكل كبير وجه المنطقة، فقد تلقت حركة حماس والجهاد الإسلامي ضربة كبيرة، بعد مقتل إسماعيل هنية، كما فقد حزب الله اللبناني جزءًا حيويًا من قيادته بمقتل أمينه العام حسن نصرالله، مع عدد من قادة هذا التنظيم.
تشابهت تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى حد كبير، مع البيانات المعتادة لنظام طهران والتي طالما تكررت على ألسنة رؤساء إيران السابقين مع تغييرات بسيطة، ولم يسمع العالم أي جديد في خطابه ولم تكن هناك توقعات بذلك أساسًا.
إن المقاطعة المحتملة للانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، من قِبل مصطفى تاج زاده ومير حسين موسوي، وهما من أشد المعارضين للمرشد علي خامنئي، يمكن أن تخلق تحديًا كبيرًا للإصلاحيين، ومرشحهم، مسعود بزشكيان، وتخاطر بانهيار حملته الانتخابية قبل بدء المعركة.
أعلنت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط "سنتكوم"، أنه تم تعيين الأدميرال "الأميركي م أصول إيرانية، كيوان حكيم زاده قائداً للمجموعة الهجومية المتمركزة في منطقة القيادة المركزية.. فمن هو كيوان حكيم زاده، وما المسؤولية التي يتحملها في "سنتكوم" وما أهميتها؟
تلوح مؤشرات بالأفق تظهر توجه النظام في إيران نحو تسليم مزيد من المناصب السيادية والحساسة إلى الحرس الثوري، بما فيها منصب رئيس الجمهورية.
بحسب إعلان العميد أحمد وحيدي، وزير الداخلية الإيراني، فقد تم ترشيح 80 شخصًا للانتخابات الرئاسية. ولا يعني هذا التسجيل وجود هؤلاء الـ80 شخصًا في المنافسات النهائية.
أشار محمود واعظي، رئيس مكتب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، في مقابلة أجريت معه، إلى عدم رغبة المرشد علي خامنئي، في تعيين علي شمخاني أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي في عام 2013. وقد نُشرت هذه المقابلة عشية فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في إيران.