خامنئي: لا نتفاوض.. وإذا هاجمونا سنرد
شهدت الجهود الدبلوماسية والوساطات المتكررة بين إيران والولايات المتحدة فشلاً متواصلاً، رغم الرسالة التي حملها الممثل الخاص للإمارات، من دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، وسلمها إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال زيارته لطهران، أمس الأربعاء.
ومع ذلك، قال المرشد الإيراني علي خامنئي: "لن نتفاوض، وسنرد على أي عمل ضدنا برد فعل مماثل".
واتهم خامنئي الولايات المتحدة بـ"التنمر"، بينما في الواقع، طهران هي من تمارس التنمر. الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يطالبان إيران بأن تكون دولة عادية مثل باقي دول العالم الـ200، وأن لا تسعى لتدمير إسرائيل أو زعزعة استقرار الشرق الأوسط.
لكن موقف خامنئي هذا يؤكد مرة أخرى استراتيجية المواجهة التي تتبعها إيران ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي كلمته، اتهم خامنئي الولايات المتحدة بـ"الاستبداد" وزعم أن إيران لن تستسلم لهذه السياسات.
يأتي ذلك في حين يعتقد الكثيرون أن طهران هي التي يجب أن تغير سياستها.
وتطالب الدول الغربية إيران بالتخلي عن سياساتها العدوانية في المنطقة، بما في ذلك دعم الجماعات المسلحة الموالية لها، وتسليح حزب الله في لبنان، وتهديد إسرائيل.
يشار إلى أن خامنئي وقادة الحرس الثوري يدّعون دائماً أن الولايات المتحدة تهدف إلى وقف البرنامج الصاروخي للنظام الإيراني، لكن القلق الرئيسي لا يتمثل فقط في القدرات الصاروخية الإيرانية، بل في استخدام طهران لهذه القدرات لدعم الجماعات الموالية لها في العراق واليمن ولبنان وغزة.
وعلى عكس إيران، تمتلك دول أخرى في المنطقة أيضاً قدرات صاروخية، لكنها لم تواجه ردود فعل مماثلة بسبب عدم اتباعها سياسات عدوانية.
وواصل المرشد خامنئي حديثه بمقارنة الوضع الحالي لإيران بظروف المسلمين بعد الهزيمة في معركة أحد، مؤكداً أن مقتل قادة الجماعات الموالية لإيران، وحتى وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، لا يعني إضعاف النظام.
في حين يعتقد العديد من المحللين أن مقتل شخصيات مثل حسن نصرالله ويحيى السنوار وإسماعيل هنية، قد ألحق ضربة قوية بمحور المقاومة وسياسات النظام الإيراني الإقليمية.
وأكد خامنئي مرة أخرى معارضته لأي مفاوضات مع الولايات المتحدة، ورفض رسالة ترامب، ووصف جهود الوساطة الدبلوماسية من قبل روسيا وقطر والإمارات بأنها بلا جدوى.
كما انتقد المرشد الإيراني بعض المحللين والصحافيين المحليين الذين يطالبون بالتفاوض مع الولايات المتحدة. ورد على هذا الرأي بلهجة استهزاء، ورفض أي رأي يعارض سياسته.
وتشير هذه المواقف مجتمعة إلى أن خامنئي ما زال متمسكاً بسياسة عدم التفاهم مع الولايات المتحدة. وهو يدرك جيداً أن الهدف الرئيسي لترامب هو إنهاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وتقييد القدرات الصاروخية، ووقف دعم الجماعات الموالية؛ وهي قضايا تعتبرها طهران أدوات لنفوذها الإقليمي.
مع إضعاف الجماعات الموالية لإيران، بما في ذلك حماس وحزب الله، وتزايد الضغوط الاقتصادية، يبدو أن إيران تمر بأحد أصعب فتراتها. ومع ذلك، ما زال خامنئي متمسكاً بسياساته السابقة، وغير مستعد لتغيير المسار أو السلوك.