الهجوم على الحوثيين.. الحرب الثالثة بالوكالة بين إسرائيل وإيران

مراد ويسي
مراد ويسي

محلل سياسي - إيران إنترناشيونال

تصاعدت التهديدات المتبادلة بين قادة إسرائيل والنظام الإيراني، في مؤشر على اقتراب الطرفين من مواجهات عسكرية أشد، وتتزامن هذه الحرب الكلامية مع صراع فعلي بين الطرفين في اليمن؛ حيث يشن الحوثيون هجمات على مدن إسرائيلية باستخدام صواريخ "فلسطين 2" التي زودتهم بها طهران.

وفي المقابل، أعلنت إسرائيل رسميًا أن الحوثيين وكلاء لإيران، وقصفت مواقعهم بشكل مكثف.

وتعد هذه المواجهة ثالث حرب بالوكالة بين إسرائيل وإيران، بعد مواجهات مع كل من حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان، خلال هذا العام؛ فالوضع يشير إلى احتمالية اندلاع مواجهة مباشرة وشاملة بين الطرفين في أي لحظة.

وكان رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، قد دعا مؤخرًا إلى استهداف النظام الإيراني مباشرة، بدلاً من التركيز على الحوثيين. وأكد ضرورة "ضرب رأس الأفعى" بدلاً من التعامل مع وكلائها. هذا الموقف سبق أن أعلنه بارنيا، مشيرًا إلى قدرة إسرائيل على الوصول إلى طهران وكل وكلائها.

وبينما يطالب رئيس الموساد بتسريع الهجوم على إيران، يؤيد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، استراتيجية تقضي بتدمير الحوثيين كقوة وكيلة لإيران، قبل الانتقال إلى المواجهة المباشرة معها. ويعكس هذا النهج استراتيجية إسرائيل لتقليل خطر وكلاء طهران، قبل الدخول في صراع شامل مع النظام الإيراني.

ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، فإن إضعاف الحوثيين سيضعف قدرة إيران على الاعتماد على وكلائها في الحرب المستقبلية المحتملة. وكما أدت ضربات إسرائيل لحماس وحزب الله وسقوط نظام بشار الأسد إلى تقييد قدرة إيران على استخدام هؤلاء ضد إسرائيل، فإن هزيمة الحوثيين ستعزل إيران أكثر.

وأكد وزير الدفاع السابق، يوآف غالانت، أن استراتيجية إسرائيل تتضمن استهداف قادة الحوثيين بالأسلوب نفسه، الذي استُخدم ضد قادة حماس وحزب الله، مشيرًا إلى أن الهدف هو تدمير وكلاء إيران خطوة بخطوة قبل التركيز على المواجهة مع النظام الإيراني.

وفي الوقت نفسه، ورغم ادعاء طهران بأنها نجحت في محاصرة إسرائيل بـ "ستة جيوش"، فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة أظهرت أن هذا الادعاء غير دقيق؛ فقد أضعفت إسرائيل بشكل تدريجي وكلاء إيران، وها هي تقترب الآن من مرحلة المواجهة المباشرة معها.

وعلى الجانب الآخر، يظهر أن عقلية قادة الحرس الثوري الإيراني لا تزال عالقة في إطار الحرب الإيرانية- العراقية التقليدية، متجاهلين التحولات في طبيعة الحروب الحديثة، التي تعتمد على التكنولوجيا والأسلحة الذكية.

وعلى سبيل المثال، فقد ادعى عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، في وقت سابق، أنه في حال وقوع حرب مع الولايات المتحدة، يمكن لإيران أسر ألف جندي أميركي وطلب فدية بمليارات الدولارات، وهو تحليل غير واقعي وأقرب إلى الوهم.

وفي النهاية، تكشف الضربات الإسرائيلية الأخيرة على وكلاء إيران، وحتى على طهران نفسها، عن ضعف استراتيجي وعملياتي لدى خامنئي ونظامه في الرد على هذه الهجمات. وهذا الضعف قد يمهد الطريق أمام إسرائيل لتسريع خططها للهجوم المباشر على النظام الإيراني، خصوصًا إذا تمكنت من القضاء على الحوثيين.