مسؤولية الحرب تقع على عاتق خامنئي.. والصمت خيانة
يدفع المرشد الإيراني، علي خامنئي، بلاده نحو الحرب، ويستمر في قرع طبولها؛ ففي خطابه الأخير، أكد مجددًا ضرورة الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، بينما أعلنت إسرائيل بدورها أنها سترد بقوة أكبر على أي خطوة من قِبل نظام طهران.
وتشير هذه التحركات إلى أن إيران تسير نحو حرب غير ضرورية، من الممكن تجنبها، وتقع المسؤولية الرئيسة لهذا التوجه على عاتق خامنئي، وأتباعه المتحمسين لتلك الحرب، التي من المؤكد أنها ستؤدي إلى الموت والدمار للشعب الإيراني، بل وقد تتسبب في إشعال المنطقة بأكملها.
يقود خامنئي إيران والإيرانيين نحو هذه الحرب، رغم عدم ضرورة ربط مصير البلاد بكل من غزة ولبنان وحماس وحزب الله، بينما حافظت 57 دولة إسلامية و22 بلدًا عربيًا على مسافة من هذه النزاعات، وعلى الرغم من الانتقادات الحادة ضد إسرائيل، فإن شعوب وحكومات هذه الدول لم تنجر إلى هذه الحرب.
ومع ذلك، يواصل خامنئي التحدث أمام الطلاب الإيرانيين عن "الواجب الإسلامي" و"التكليف بالحرب". لكن أي واجب وأي تكليف؟ ولماذا لا يشعر قادة الدول الأخرى بهذا الواجب ذاته؟
وبخلاف ما يقوله خامنئي، لا يملك الشعب الإيراني أي التزام بالدخول في حرب مع إسرائيل، التي لم تحتل أرضه ولا توجد خلافات حدودية بينها وبينه. هذه الحرب تُفرض على الإيرانيين فقط، بسبب سياسات خامنئي وأتباعه الراغبين في الحرب، التي لا مبرر لها ولا تأتي سوى بالموت والدمار والخراب، عبر القنابل والصواريخ.
وإذا قامت إيران باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية، وردت إسرائيل بضرب مصافي النفط ومحطات الطاقة الإيرانية، فمَن سيتحمل المسؤولية أمام الشعب؟
ومن المعلوم أن إيران تعاني حاليًا نقصًا في البنزين والكهرباء والغاز؛ فإذا استهدفت إسرائيل البنية التحتية للبلاد، ستتعرض حياة الإيرانيين لمزيد من الاضطراب. فكيف يمكن أن نضمن أين ستنتهي هذه الحرب وكم سيكون ثمنها؟
ويستمر خامنئي وأتباعه في قرع طبول الحرب، ويقودون البلاد والشعب نحو مستقبل مجهول وكارثي، هذا الشعب الذي من حقه أن يعيش في مجتمع خالٍ من الحروب والعقوبات، مجتمع يمكن للناس النوم فيه بسلام، دون قلق من هجمات محتملة.
وتقع مسؤولية هذه الحالة مباشرة، ودفع البلاد نحو الحرب على خامنئي، الذي يمتلك سلطة القرار في الحرب والسلم؛ بصفته القائد الأعلى. فما هو ذنب الشعب الإيراني حتى يجد نفسه منخرطًا في رؤى آخر الزمان الخاصة به؟
كما يستمر بعض المحللين وأنصار النظام في وسائل الإعلام بتأييد خامنئي، ويشجعون باستمرار على مهاجمة إسرائيل، مما يزيد من تأجيج المشاعر الداعية إلى الحرب.
وهذه التصريحات التهديدية الصادرة عن خامنئي وأتباعه قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على إيران وشعبها؛ حيث سيتم تدمير البنية التحتية للبلاد، وسيكون الشعب هو الضحية. وبينما لا تؤدي هذه التهديدات إلى أي نتائج ملموسة، فإنها تجعل أوضاع الإيرانيين أكثر تدهورًا، وقد تدفع إيران نحو مسار مجهول النهاية.
ويتساءل الشعب الإيراني: لماذا يجب أن ندخل في حرب مع إسرائيل؟ اليوم، كل من يلزم الصمت أمام هذا النزوع إلى الحرب، أو يحاول تبريره، فهو يخون البلاد، فهذه ليست حرب شعب إيران.
وأولئك الذين يسعون إلى إزالة المسؤولية عن خامنئي، ويغضون الطرف عن سياساته العدائية والمتعطشة للحرب، وعن قادة الحرس الثوري، سيتعين عليهم في الغد تقديم الإجابات لشعب إيران.
وتحتم الوطنية الحقيقية انتقاد السياسات الداعية للحرب، التي تقع مسؤوليتها على عاتق خامنئي، والصمت تجاهها اليوم خيانة.