للمرة الخامسة هذا العام.. الدولار يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا ويتجاوز 75 ألف تومان إيراني
حقق الدولار الأميركي في السوق الحرة بإيران قفزة تاريخية، بتخطيه حاجز 75 ألف تومان، مسجلاً رقمًا قياسيًا جديدًا هو الخامس منذ بداية العام الإيراني الحالي (بدأ 21 مارس/آذار 2024). وفي هذا السياق، أعلن البنك المركزي إنشاء مركز جديد للعملات الأجنبية.
وجاء هذا الارتفاع الحاد، بعد تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في 12 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، والتي لم يستبعد فيها احتمال القيام بعمل عسكري ضد إيران؛ حيث ارتفع سعر الدولار بنحو ألفي تومان، خلال 48 ساعة فقط.
وتم تداول الدولار بسعر تجاوز 75 ألف تومان، ليصل إلى 75 ألفًا و200 تومان، صباح السبت 14 ديسمبر، وهو أول يوم عمل بعد تصريحات ترامب، بعد ما شهد الدولار ارتفاعًا بنحو خمسة آلاف تومان، خلال الأسبوع الماضي فقط.
وأثر إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأميركية، 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على سوق العملات في إيران؛ حيث سجل الدولار سعرًا قدره 70 ألف تومان عند الافتتاح، إلا أن السلطات تدخلت لاحقًا للحد من هذا الارتفاع، ما أدى لانخفاض السعر إلى ما دون هذا المستوى لفترة قصيرة.
واستؤنف الاتجاه التصاعدي للعملة الأجنبية، بعد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، في 21 نوفمبر الماضي؛ إذ عاود الدولار تجاوز حاجز 70 ألف تومان، واستمر في الارتفاع.
وفي 11 ديسمبر الجاري، تجاوز سعر الدولار حاجز 73 ألف تومان، بعد تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول سقوط الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد.
ومنذ بداية العام الإيراني الحالي، شهدت أسعار الدولار ارتفاعات في فترات مختلفة، بما في ذلك بعد الهجوم العسكري الذي شنته طهران على إسرائيل، في شهر أبريل (نيسان) الماضي.
ومع استمرار هذا الاتجاه التصاعدي، سجل الدولار الأميركي رقمًا قياسيًا جديدًا بعد ما تجاوز سعره 75 ألف تومان اليوم.
وبالتزامن مع ارتفاع أسعار الدولار، أعلن البنك المركزي الإيراني إنشاء مركز جديد للعملات الأجنبية. ووفقًا لبيان البنك، سيتمكن المشترون والبائعون من إجراء معاملات بالعملات الأجنبية في نظام "نيما"، وفقًا لأسعار السوق التوافقية.
ورأت صحيفة "دنياي اقتصاد" الإيرانية، في هذه الخطوة، دليلاً على إنهاء نظام "نيما"، مشيرة إلى أن المصدرين في قطاع التعدين سيتمكنون من بيع عائداتهم من العملات الأجنبية بأسعار السوق التوافقية في المركز الجديد.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار قد تكون له تأثيرات كبيرة على قطاع التعدين والصناعات المرتبطة به. ومع ذلك، تظل إيرادات النفط ومشتقاته المصدر الأساسي للعملات الأجنبية في إيران، رغم الجهود الحكومية لتقليل الاعتماد عليه على مدى العقود الماضية.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال"، قد ذكرت، أمس الجمعة 13 ديسمبر، أن السلطات الإيرانية تسعى لبيع شحنات النفط المتجهة إلى ميناء داليان الصيني بأسرع وقت ممكن، وسط مخاوف من عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، ما قد يحول دون بيع شحنات تبلغ قيمتها نحو مليار دولار.
وأبدت الولايات المتحدة مرونة نسبية في فرض العقوبات على إيران، في ظل فترة ولاية الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن. لكن مع عودة ترامب، خلال الشهر المقبل، وسياسة أوروبا المتشددة تجاه طهران، تبدو في الأفق فترة أكثر صعوبة للنظام الإيراني.