تصاعد الانقسامات في إيران.. "الثوريون المتطرفون" يتحدّون النظام

مريم سينائي
مريم سينائي

صحافية ومحللة سياسية - إيران إنترناشيونال

هاجمت صحيفة "صبح نو"، المقربة من رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، بشدة ما وصفته بـ "الثوريين الأشد" أو المتشددين المتطرفين، لرفضهم العلني "المؤسسات الرسمية والثورية".

وكتبت الصحيفة: "يمكن اعتبار تصريحات صادق كوشكي، ومهدي غضنفري، وفؤاد إيزدي، مؤشرًا على ظهور اتجاه في اليمين يعرض قراءة راديكالية للثورية ضد العقلانية الثورية والمؤسسات الرسمية والثورية"، حسب وصفها.

وكانت التصريحات المشار إليها تدور أساسًا حول السياسة الخارجية، بما في ذلك هجمات إسرائيل على حلفاء إيران في المنطقة، ومطالبة المتشددين بإقالة مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، إضافة إلى تنفيذ قانون جديد للحجاب، الذي تؤكد حكومة بزشكيان أنه غير قابل للتنفيذ، وسط معارضة داخلية وانتقادات دولية واسعة.

وخصصت الصحيفة جزءًا كبيرًا من صفحتها الأولى لصورة مركبة للمتشددين الثلاثة تحت عنوان: "قفزة ثورية كبيرة نحو الانحراف الثوري".

وقالت: "يمكن اعتبار تصريحات كوشكي وإيزدي وغضنفري، في الأيام الأخيرة، بمثابة بيان للثورية المتطرفة".

وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ادعى كوشكي أن حكومة بزشكيان تخضع للضغوط الخارجية. وكتب: "مع اكتمال المفاوضات مع الولايات المتحدة والأوروبيين، ستسلم الحكومة قدرات إيران الصاروخية وبقية محور المقاومة للعدو، وهذا سيكون شبيهًا بدخول قوات المعارضة إلى دمشق وإتمام مهمتها هناك".

"الثوريون الفائقون" أو "الثوريون الأشد"، الذين أشارت إليهم صحيفة "صبح نو" في افتتاحيتها، يرتبطون بشكل وثيق بحزب "بايداري" (الصمود) و"جبهة صبح إيران"، التي تأسست قبل أقل من عام. وغالبًا ما يطلقون على أنفسهم لقب "أرزشيه ها"، أي حماة قيم الجمهورية الإسلامية.

وتربطهم علاقات وثيقة بالمتشدد السابق في المفاوضات النووية سعيد جليلي، الذي خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ورجل الدين محمد مهدي ميرباقري المعروف بتفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية وميله للسياسات المؤيدة لروسيا والصين.

ولا يكتفي أعضاء حزب "بايداري" و"جبهة صبح إيران" بانتقاد الرئيس مسعود بزشكيان وحكومته فحسب، بل يهاجمون أيضًا قاليباف ومؤيديه.

وتطالب هذه الجماعات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالانتقام من إسرائيل تحت شعار "الوعد الصادق 3" ردًا على هجوم تل أبيب في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على مواقع متعددة داخل إيران، متهمة السلطات بالإخفاق في تنفيذ وعدها بعدم ترك الهجمات بلا رد.

وفي هذا السياق، نظم نحو 50 من أعضاء هذه الجماعات احتجاجًا في طهران، مطالبين السلطات باتخاذ إجراء عسكري ضد إسرائيل، وقال متحدث في التجمّع: "نأمركم بتدمير تل أبيب وحيفا. إذا لم تهاجموا، سنُسقطكم نحن الذين صوّتنا لكم".

ومنذ الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، تصاعدت انتقادات هذه الجماعات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، في منصات مغلقة مثل "إيتا" و"تلغرام".

وفي منشور عبر منصة "إكس" هذا الأسبوع، قال محمد مرندي، مستشار فريق التفاوض النووي خلال فترة الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، والمقرّب من هذه الجماعات، إنه ينبغي استهداف قطر إذا استهدفت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية.

وكتب: "قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر صغيرة. في حالة العدوان، سيتم تدمير منشآت الغاز والبنية التحتية في قطر بالكامل، ومِن ثمّ لن يكون هناك غاز طبيعي من الدوحة، ولن تكون هناك قطر. ولن تتوقف الأمور عند هذا الحد…".