صحف إيران:

هدف إسرائيل القادم.. والخلاف بين طهران وموسكو.. وخطط أردوغان في سوريا

بعد سقوط الأسد، وانقلاب إيران الهادئ في موقفها من نظامه وسياساته، تحاول الصحف الإيرانية اليومية توجيه هذا الموقف، وتأكيد رواية النظام بأن بشار الأسد لم يستمع لتوصيات طهران ونصائحها، ما أدى إلى سقوطه وانتهاء حكمه.

وزعمت صحيفة "سازندكي" أن الرئيس الإيراني الأسبق، هاشمي رفسنجاني، الذي تُوفي قبل 7 سنوات، كان قد نصح بشار الأسد عندما كان رئيسًا لمجلس تشخيص مصلحة النظام، عبر قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، وأوصاه بأن يستمع إلى مطالب الشعب السوري.

وذكرت الصحيفة أن رفسنجاني لو كان حيًا اليوم لأوصى المسؤولين في إيران هذه المرة بضرورة الاستماع إلى صوت الشعب الإيراني والتفكير بمستقبل إيران والابتعاد عن الخطاب غير الواقعي والمتناقض.

وفي شأن متصل، قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن الهدف التالي لإسرائيل بعد سوريا سيكون العراق والوصول إلى نهر الفرات.

وأضافت الصحيفة: "بعد سقوط سوريا بدأت إسرائيل بشن 300 هجوم على الأراضي السورية وبعد عبور الدبابات الإسرائيلية من مدينة القنيطرة السورية، ووصول هذه الدبابات إلى الحدود الإدارية لمحافظة دمشق، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الهدف التالي لهذه التحركات الإسرائيلية هو العراق، وتحقيق فكرة من النيل إلى الفرات".

وفي شأن متصل أثارت تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جدلاً في إيران، بعد كشفه عن بعض ما حصل في سوريا وسرعة انهيار قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، مقابل زحف الفصائل المسلحة في مدينة حلب ثم إلى باقي المدن والمحافظات السورية.

كما رد القيادي السابق بالحرس الثوري، محمد إسماعيل كوثري، على تصريح بوتين حول إجلاء روسيا أربعة آلاف مقاتل إيراني من سوريا أثناء هجوم المعارضة، وقال كوثري، وفقًا لما نشرته صحيفة "آرمان امروز": "إن هؤلاء العسكريين لم يكونوا إيرانيين، وإنما هم عبارة عن (مستشارين) أفغان ولبنانيين، وأجلتهم روسيا إلى طهران".

وعلى صعيد داخلي حذرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية من تحركات التيار المتشدد في إيران، وقالت إنه لا ينبغي أن ننسى تجربة عام 2017 عندما فجر الأصوليون احتجاجات ضد حكومة روحاني، ظنًا منهم أن هذه المظاهرات سوف تقتصر على حكومة روحاني؛ ليتبين لاحقًا أنها امتدت لتشمل أركان النظام، وتستهدف إسقاط وتغيير نظام الحكم.

وأوضحت الصحيفة أن التيار المتشدد يعمل الآن في عهد حكومة بزشكيان الإصلاحية على تكرار الخطأ نفسه، ودعت الجهات والمؤسسات المعنية لوقف هذه الأعمال والتصرفات، كون النظام سيكون هو المتضرر الأكبر منها، حسب تعبير الصحيفة.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"آرمان امروز": روسيا تلقي باللوم على إيران

في مقاله بصحيفة "آرمان امروز" أشار الكاتب والمحلل السياسي، صابر غل عنبري، إلى تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وذكر أن ما يُفهم من كلام بوتين أنه حاول إلقاء اللوم على إيران بعد سقوط النظام السوري، مشيرًا إلى هروب 30 ألف مقاتل من الجيش السوري والجماعات الموالية له، مقابل 350 مقاتلاً من المسلحين السوريين.

ولفت الكاتب إلى أن أحد الأسباب الرئيسة في سقوط نظام بشار الأسد هو اختلاف المصالح بين طهران وموسكو، بعد تثبيت حكم بشار الأسد بشكل مؤقت في السنوات الماضية، فإيران من جهة كانت تريد أن تكون سوريا معبرًا لدعم "المقاومة" في لبنان وغيرها، في حين أن روسيا لا تتعاطف مع هذه الغاية الإيرانية، وكانت تجتهد في أن تتيح لها سوريا مكانًا للتحرك في شرق المتوسط، دون أن ترغب في خلق أزمة لإسرائيل، التي تعد حليفًا أساسيًا لموسكو.

كما قال الكاتب غل عنبري: "إن روسيا خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي كانت تسيطر على الأجواء السورية، سمحت لإسرائيل بالتحرك بكل سهولة وضرب الأهداف والمواقع التابعة لإيران والجماعات المسلحة لها، دون تفعيل المنظومات الدفاعية لصد هذه الهجمات الجوية، ولو مرة واحدة".

"كيهان": افتتاح فرع "تي آر تي" بالفارسية لتشويه سمعة إيران

انتقدت صحيفة "كيهان" الأصولية قرار السلطات الإيرانية السماح لتركيا بإنشاء فرع لقناة ناطقة باللغة الفارسية وتتبع لمؤسسة "تي آر تي" الإعلامية التركية، متهمة أنقرة بالعمل على تشويه سمعة إيران ومكانتها عبر الإعلام.

وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت: "تم افتتاح قناة تركية ناطقة بالفارسية في إيران، بعد صدور إذن رسمي من طهران، وهذه القناة كانت قبل ذلك عبارة عن صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت تنشط بقوة ضد إيران، وتعمل على تشويه صورة إيران، وخلق الخلافات العرقية والطائفية في البلاد".

وأضافت "كيهان": "المسؤولون الإيرانيون بهذه الخطوة أعطوا جائزة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، الذي تتلطخ يده هذه الأيام بدماء الشعب السوري المظلوم، ولا ينكر أنه أحد الأضلاع الثلاثة (أميركا وإسرائيل وتركيا) لمواجهة محور المقاومة".

"اعتماد": العمق الاستراتيجي لإيران موجود داخل البلاد.. وليس في سوريا أو لبنان أو العراق

ذكرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية أن العمق الاستراتيجي لإيران ليس في العراق أو سوريا أو لبنان أو أي مكان آخر، وإنما يكمن في الداخل الإيراني وتحديدًا في تلبية مطالب الشعب الإيراني والاستماع إلى رأيه.

وأكدت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة في سوريا والمنطقة كشفت أن العمق الاستراتيجي هو في الداخل الإيراني، وكلما اهتم النظام بما يريده الشعب وعمل على تلبية مطالبه اقتصاديًا ومعيشيًا، كان ذلك سببًا في الانسجام الاجتماعي، والمشاركة العامة في الحياة السياسية.