انتهاك حقوق السجينات وأطفالهن في سجون إيران

أشار تقرير صادر عن صحيفة "هم ‌ميهن" الإيرانية، يوم السبت 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى تعطيل روضة الأطفال في سجن "قرتشك" للنساء بمدينة ورامين، شرقي العاصمة طهران، منذ فترة طويلة، إذ لا توجد أي مُربية لتعليم الأطفال الموجودين مع أمهاتهم في السجن.

ووفقًا لعدد من السجينات، فإن هذه الروضة تفتح أبوابها فقط خلال الزيارات الرسمية، ثم تعود للإغلاق.

حانية يوسفيان، وهي صانعة أفلام وثائقية، ذكرت لصحيفة "هم ميهن" أن ظروف حياة الأطفال في السجون ليست ملائمة، لكنها أشارت إلى أن الجانب الإيجابي الوحيد هو وجود الأطفال بجانب أمهاتهم.

ووفقًا للقانون الإيراني، يحق للأطفال البقاء مع أمهاتهم في السجن حتى سن الثانية، لكن الظروف أحيانًا تفرض بقاء الأطفال حتى سن السادسة؛ بسبب غياب أسر تحتضنهم أو رفض الأمهات تسليمهم.

يُذكر أن عشرة أطفال يقبعون في السجن برفقة أمهاتهم، فيما تُنتظر ولادة ستة أطفال آخرين قريبًا.

ويبدأ عالم هؤلاء الأطفال في سجن قَرتشَك مع شروق الشمس عبر صحاري مدينة ورامين؛ حيث يسطع الضوء من خلف أسوار السجن ليعبر إلى باحة التنزه. أما الصغار، الذين لا يستطيعون السير بعد، فيبقون في أحضان أمهاتهم السجينات. وخلال وقت قصير، تملأ أصوات الأطفال المكان، لتكشف عن تفاصيل حياة داخل جدران السجن، مع تحديات تعترض حياة الأمهات وأطفالهن.

ووفقًا لأحد التصريحات، فإن الأطفال السبعة من الإناث والثلاثة من الذكور، الذين يقيمون في سجن قرتشك، لا يملكون سوى الجدران والساحة وعدد من دفاتر الرسم، دون أية أدوات لعب. أما الأمهات اللواتي يمتلكن القدرة المالية، فهنّ من يتكفلن بشراء بعض أدوات اللعب لأطفالهن، بينما البقية لا يستطعن توفير مثل هذه الاحتياجات.

وأكدت الصحافية والناشطة الاجتماعية، شهرزاد همتي، أن عددًا من الأمهات السجينات يواجهن ضغوطًا لتسليم أطفالهن لدور الرعاية الاجتماعية؛ حيث يسيطر عليهن القلق والضغط النفسي.

وأوضحت أن غالبية النساء السجينات ضحايا لجرائم ارتكبها أفراد عائلاتهن الذكور، وأن ظروف السجن تضطرهن إلى اتخاذ قرارات صعبة بحق أطفالهن.

وأشار تقرير الصحيفة أيضًا إلى أن سجن قَرتشَك يعاني نقصًا في التهوية، خاصة مع تعطل أجهزة التبريد وارتفاع الحرارة، فضلاً عن نقص في التغذية المناسبة والمياه الصالحة للشرب، إلى جانب انتشار الأمراض، بما فيها أمراض الجهاز الهضمي.

وتحدثت همتي عن الأوضاع الصعبة في قسم الأمهات في سجن قَرتشَك، قائلة إن "بعض السجينات لا يملكن حتى المال الكافي لشراء الحاجات الأساسية مثل الحليب الصناعي للأطفال، بينما تضطرهن الظروف لاستخدام أدوات بدائية وأحيانًا غير صحية".

وفي حين تواجه السجينات نقصًا في الخدمات الأساسية، ينتظر أن تُعدم إحدى السجينات، وتدعى "أفسانه"، إن لم تتمكن من دفع ستة مليارات تومان كدية لعائلة القتيل، قبل نهاية شهر نوفمبر الحالي، وهي القضية التي أثارت جدلاً واسعًا حول الحقوق الإنسانية للسجينات في إيران.

وفي عام 2014، أعلنت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة حينها، شهيندخت مولاوردي، افتتاح روضة للأطفال في سجن قَرتشك، لكن السجينات يؤكدن الآن أن هذه الروضة تُفتح فقط خلال زيارات المسؤولين، وأنها تفتقر إلى المربيات والأنشطة التعليمية للأطفال.

وفي أبريل (نيسان) 2021، صرحت مديرة سجن قَرتشك، صغرى خدادادي، بأن رئيس السجن يستطيع تحديد بقاء الأطفال مع أمهاتهم في السجن حتى سن السابعة، إذا استدعت الضرورة، فيما تشير بعض بنود اللوائح الجديدة إلى إمكانية بقاء الأطفال حتى سن السادسة.

وأشارت الناشطة الحقوقية المسجونة، نرجس محمدي، في رسالة سابقة من داخل سجن قَرتشك عام 2022، إلى ما وصفته "بقمع حقوق النساء" في البلاد، مشيرةً إلى أن القيود داخل السجن لا تشمل الأمور السياسية فقط.