لنشر الرعب بعد سقوط الأسد.. الأمن الإيراني يتهم عرب الأهواز المعتقلين مؤخرا بالتجسس

زعم جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني "تفكيك شبكة تجسس" من عرب الأهواز، وذلك في أعقاب تقارير عن اعتقال عشرات الشعراء والنشطاء والمواطنين من السُّنّة، جنوب غربي إيران.

وأفاد الجهاز الأمني، في بيان صدر مساء أمس الجمعة 10 يناير (كانون الثاني)، بأن النشطاء العرب المعتقلين هم "عناصر في شبكة تجسس مرتبطة بجهاز استخبارات إحدى الدول الخليجية".

واتهم الجهاز الاستخباراتي المعتقلين بـ"جمع معلومات عن مراكز حساسة في محافظة خوزستان"، مشيرًا إلى أنه تم تسليمهم بعد الاعتقال إلى الجهات القضائية.

جاءت هذه التصريحات بعد شهر من اعتقال عشرات الشعراء والنشطاء الثقافيين والحقوقيين والإعلاميين والبيئيين العرب الأهواز؛ حيث صادرت السلطات أجهزتهم الشخصية، بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.

وأفادت تقارير بأن أكثر من 100 شخص تم استدعاؤهم إلى مراكز اعتقال تتبع استخبارات الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات في المحافظة؛ حيث تعرضوا للاستجواب والتهديد.

وكان موقع "إيران إنترناشيونال" قد نشر هويات بعض المعتقلين، أول من أمس الخميس 9 يناير، نقلاً عن مصادر حقوقية، مشيرًا إلى اعتقال عشرات الشعراء والنشطاء الثقافيين العرب في خوزستان.

وفي أحدث حالات الاعتقال، أفادت منظمة "كارون" الحقوقية، التي تغطي انتهاكات حقوق المواطنين العرب في إيران، بأن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت أكثر من 10 مواطنين من السُّنة في مدينة الأهواز، منذ 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وشملت قائمة المعتقلين أسماء مثل: عبدالمالك حيدري، ومحمد حيدري، وخليل خزعلي، وعلي خزعلي (أبو جبير)، ورضا زهيري، ومحمد سيلاوي، ورضا شموسي، وعلي عموري، ويونس غرباوي، ومحمد مرواني.

وأعربت المنظمة الحقوقية، في تقريرها، عن قلقها إزاء الاعتقالات، مشيرة إلى أنها تثير مخاوف بشأن القيود الدينية والحريات الفردية في المحافظة.

ووفقًا للتقرير، فقد اعتُقل خمسة مواطنين، في أوائل الشهر الماضي، بينهم: رضا حزباوي، وأحمد سميرات، ومهدي سميرات، ونبي سميرات، ومهدي سميري، بعد استدعائهم إلى محكمة الثورة في الأهواز، وتم نقلهم إلى سجن الأهواز المركزي (شيبان).

وأضاف التقرير أن هؤلاء الأفراد تعرضوا للاستجواب والتفتيش عند عودتهم من أداء فريضة الحج في مطار الأهواز؛ حيث تمت مصادرة هواتفهم المحمولة. كما تم استدعاؤهم لاحقًا إلى أحد الأجهزة الأمنية للاستجواب حول "إقامة الصلاة على الطريقة السُّنية خلال أيام الحج".

وفي تقرير آخر، أفادت المنظمة الحقوقية باعتقال مواطنين آخرين هما سعيد دورقي، ومحمد شخيتي بور (عبيات) في الأهواز، مشيرة إلى عدم وجود أي معلومات عن مصيرهما بعد الاعتقال.

يُذكر أن حملات القمع ضد النشطاء المدنيين والسياسيين قد تصاعدت منذ بداية الاحتجاجات، التي اندلعت تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" في سبتمبر (أيلول) 2022، ولا تزال مستمرة.

كما زادت حملات القمع في منطقة الأهوار، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ينظر مراقبون لحملات القمع هذه بأنها محاولة من السلطات الإيرانية لنشر الرعب في المجتمع خوفا من أي احتجاجات ضد النظام سواء في العاصمة طهران أو أي من محافظات إيران المختلفة.

وكان موقع "هرانا" الحقوقي قد أفاد، في 26 ديسمبر 2024، بأن ما لا يقل عن 2783 مواطنًا قد اعتقلوا خلال العام الماضي؛ بسبب أنشطتهم السياسية والمدنية، على يد قوات الأمن الإيرانية.