بعد أحداث سوريا.. تراجع أعداد الباسيج والحرس الثوري في "مناورات مواجهة الاحتجاجات" بطهران

قال القائد بالحرس الثوري في طهران، حسن حسن زاده، إنه وفقاً لما وصفه بـ"اتجاه ظهر بعد سقوط الأسد"، فإن العديد من عناصر الحرس الثوري والباسيج رفضوا المشاركة في المناورات التي يتم الإعداد من خلالها لمواجهة أي احتجاجات محتملة.

وكان المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، قد صرح سابقاً بأن الهدف من هذه المناورات هو الاستعداد لمواجهة أي تهديد محتمل ضد العاصمة.

ووفقاً للمعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن الهدف من هذه المناورات هو "إظهار جاهزية شاملة لعناصر الباسيج لمواجهة أي تهديد، وإظهار مستوى التنسيق، والمهارات المهنية، والجاهزية في عمليات الإنقاذ والدفاع عن الأحياء والتصدي للعمليات الإرهابية".

وقد أشار نائيني إلى أن هذه المناورة ستشمل 110 آلاف شخص، لكن مع تصريح قائد الحرس الثوري في طهران الكبرى عن عدم تسجيل "العديد من الزملاء الذين يعتزون بعضويتهم في الحرس والباسيج"، لم يتضح عدد المشاركين الفعلي.

وقد أشار حسن زاده، في تصريحاته التي نُشرت قبل يوم من المناورة، إلى ما وصفه بـ"مشكلة في الإقبال الجماهيري" على المناورة. وأضاف: "وفقاً للإحصاءات الأولية التي وصلتني، فإن ما لا يقل عن 27 ألف أخ وأخت أفغانيين يقيمون في إيران قد سجلوا للمشاركة في المناورة".

كما أشار حسن زاده إلى تزايد ظاهرة عدم مشاركة أعضاء الحرس والباسيج في برامج الحرس بعد أحداث سوريا، وقال: "للأسف، العديد من الزملاء الذين كان لهم شرف العضوية في الحرس والباسيج، إما اعتذروا لأسباب مختلفة أو لم يعطوا إجابة قاطعة حتى الآن. هذا اتجاه شهدنا زيادته بعد أحداث سوريا".

وأعلن حسن زاده أن المشاركة في المناورة تتضمن مزايا للمشاركين، دون التطرق إلى التفاصيل. لكنه أضاف: "الحرس والباسيج لن يتوانوا في هذا الصدد، والإخوة والأخوات الأفغان المتقدمون راضون عن هذا الأمر".

جزء من هذه المزايا تم الكشف عنه أثناء المناورة، حيث أفادت وسائل الإعلام المحلية بأنه تم توزيع حزم معيشية، وأجهزة تجهيز العرائس، وأدوات مكتبية على المشاركين.

إجراء المناورات وسط تزايد الاستياء الشعبي

بالتزامن مع تزايد الاستياء الشعبي في إيران، يقوم الحرس الثوري بتنظيم سلسلة من المناورات في البلاد. وكان هدف مناورة الباسيج في طهران، التي أُقيمت للمرة الثانية في غضون شهرين، هو مواجهة الاحتجاجات الشعبية في العاصمة.

وقبل حوالي شهرين، تم إجراء مناورة أمنية في محيط طهران على طريق تلو، وفي مقر لواء أمني تابع للحرس الثوري، وكانت تركز على قمع الاحتجاجات في المدن.

كما بدأ الحرس الثوري، يوم السبت 4 يناير (كانون الثاني)، مناورة متعددة المراحل تُعرف باسم "النبي الأعظم 19"، والتي ركزت هذه المرة بشكل أكبر على موضوع الأمن الحضر، على عكس المناورات السابقة التي تُجرى عادةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من كل عام من قبل القوات المسلحة.

وفي 7 يناير، شاركت قوات "الصابرين" التابعة للحرس الثوري في هذه المناورة، والتي وصفها أحمد علي فيض اللهي، قائد هذا اللواء، بأنها تعمل على التدخل عند حاجة القوات الأخرى للدعم.