الصحافية الإيطالية تشيشيليا سالا تكشف تفاصيل صادمة عن ظروف اعتقالها في سجون إيران
تحدثت الصحافية الإيطالية، تشيشيليا سالا، التي عادت إلى وطنها بعد اعتقالها نحو 20 يومًا في سجن إيفين بطهران، خلال مقابلة إعلامية، عن ظروف اعتقالها الصعبة في الحبس الانفرادي والتحقيقات التي تعرضت لها، قائلة إن دموعها انهمرت عندما رأت السماء لأول مرة في ساحة السجن الصغيرة.
وأوضحت سالا، في مقابلة مع مجلة "كورا ميديا"، أنها خلال الأسبوعين الأولين من اعتقالها كانت تتعرض للتحقيق يوميًا، ولم يتم إبلاغها رسميًا بالتهمة الموجهة إليها أو سبب اعتقالها.
وذكرت أنها كانت تنام على بطانية في زنزانة انفرادية، ولم يُسمح لها باستخدام نظارتها الطبية أو الحصول على الكتب والأغراض، التي أرسلتها والدتها.
وأشارت إلى أن الوقت في الحبس الانفرادي كان يمر ببطء شديد؛ حيث قالت: "كل ساعة كانت تبدو كأسبوع، ولم أكن أعتقد أنه سيُطلق سراحي قريبًا".
وأضافت الصحافية الإيطالية البالغة من العمر 29 عامًا: "عندما رأيت السماء لأول مرة من ساحة السجن الصغيرة المحاطة بالكاميرات والأسلاك الشائكة، بكيت من الفرح وضحكت في الوقت ذاته، وحاولت التفكير كل يوم بأنه ربما سأُمنح فرصة للخروج إلى الساحة مرة أخرى".
ملابسات الاعتقال
يشار إلى أن سالا كانت قد سافرت إلى إيران، يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بتأشيرة صحافية، واعتُقلت يوم 19 من الشهر نفسه، بتهمة "انتهاك قوانين البلاد"، وفقًا لما أعلنته السلطات الإيرانية. وتم الإفراج عنها بعد قضاء نحو 20 يومًا في السجن.
وصرحت سالا بأنها اعتُقلت في الفندق، الذي كانت تقيم فيه في طهران أثناء عملها، وتم نقلها بعد ذلك إلى مكان آخر قبل أن تُحتجز في سجن "إيفين".
وذكرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية أن أجهزة المخابرات القطرية لعبت دورًا في المفاوضات، التي ضمنت للإيرانيين عدم تسليم محمد عابديني نجف آبادي إلى الولايات المتحدة.
وأفادت الصحيفة بأن عابديني، الذي اعتُقل في 17 ديسمبر الماضي بمطار مالبينسا في مدينة ميلانو الإيطالية، أثناء قدومه من إسطنبول، كان يحمل أجهزة إلكترونية، تضمنت هواتف محمولة وأجهزة تخزين يُعتقد أنها تحتوي على معلومات حساسة تتعلق بتكنولوجيا الطائرات المُسيّرة.
ويواجه محمد عابديني نجف آبادي، البالغ من العمر 38 عامًا، اتهامات أميركية بتوريد تقنيات مرتبطة بهجوم طائرة مُسيّرة على قاعدة عسكرية في الأردن، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وتم تحديد جلسة النظر في طلب الحبس المنزلي لعابديني من قِبل محكمة الاستئناف في ميلانو بتاريخ 15 يناير الجاري.
من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، في 10 يناير الجاري، أن قضية عابديني قيد الدراسة في وزارة العدل الإيطالية، وفقًا للاتفاقيات القائمة مع الولايات المتحدة، وأضافت أنها كانت تعتزم مناقشة القضية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته لإيطاليا، التي تم إلغاؤها لاحقًا.
وقد تزامن الإفراج عن تشيشيليا سالا مع إعلان وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، عن انتحار مواطن سويسري في سجن بمحافظة سمنان، أمس الخميس 9 يناير الجاري.
كما ذكرت وكالة "مشرق نيوز"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن المواطن السويسري انتحر في ظروف "خاصة" باستخدام "تقنيات دربته عليها أجهزة استخباراتية".