صحف إيران: معضلة تشكيل الحكومة وصيغة جديدة للاتفاق النووي ومعركة النفوذ بين الإصلاحيين

مستقبل الاتفاق النووي ومعضلة تشكيل الحكومة المقبلة هما العنوانان الأبرز في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 24 يوليو (تموز).

وانقسمت الصحف في قراءاتها لمستقبل الاتفاق النووي، حيث رأى بعضها أن هناك أملا في فوز الديمقراطيين بعد انسحاب بايدن لصالح نائبته كامالا هاريس، وأن وجود رئيسة ديمقراطية في البيت الأبيض سيعطي جرعة إيجابية لإحياء الاتفاق النووي.

صحف أخرى مثل "آرمان ملي" ذكرت أنه لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين بالنسبة للاتفاق النووي، إذ إن قرار الانسحاب منه جاء بإرادة كاملة من الولايات المتحدة الأميركية كدولة وليست كحزب، بعد أن اقتنعت في عام 2018 بأن الاتفاق النووي لم يعد يلبي مصالح واشنطن.

صحيفة "اعتماد" أشارت إلى الموضوع، وقالت إن الاتفاق النووي يشكل الأزمة الرئيسية التي تواجه إيران على الصعيد الدولي، مشددة على ضرورة اتخاذ "قرارات صعبة" من جانب طهران، وقالت إنه على الرغم من تعقيد الملف النووي وتشابكه مع أزمات أخرى فإنه ينبغي أن تتخذ إيران قرارات صعبة فيما يتعلق بملفها النووي.

الصحف الأصولية أبرزت في المقابل ما أسمته "معركة النفوذ" و"تقاسم السلطة" بين الإصلاحيين، حيث تدور معارك في الخفاء بين شخصيات هذا التيار من أجل اقتطاع أكبر نسبة ممكنة من المسؤوليات والمناصب لصالح أنصارهم والمقربين منهم.

صحيفتا "جوان" و"كيهان" ذكرتا أن الرئيس المنتخب أصبح لا يدري ما يجب عليه فعله أمام هذه المعركة على المناصب، ودعت بزشكيان إلى الاستقلالية أكثر في عمله عند اختيار المسؤولين والوزراء الجدد في حكومته المقبلة.

صحيفة "جمله" قالت إن المشكلة الأخرى فيما يتعلق بتشكيل الحكومة تعود إلى أزمة منح الثقة للمسؤولين والوزراء الذين سيختارهم بزشكيان، حيث يسيطر المتطرفون من التيار الأصولي على البرلمان، ومن المتوقع أن خلافاتهم مع المسؤولين الذين سيقدمهم بزشكيان للبرلمان ستكون كبيرة، وربما سيواجه الرئيس الجديد تحديا كبيرا في هذا الخصوص.

والآن نقرأ المزيد من التفاصيل في تغطية صحف اليوم:

"آرمان ملي": هل يخرج الاتفاق النووي من الغيبوبة؟

نشرت صحيفة "آرمان أمروز" مقالا للكاتب والمحلل السياسي أمير علي أبو الفتوح، رأى فيه أن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه أميركا لن يولد من جديد بهيئته التي توصلت إليها الأطراف عام 2015، مؤكدا أن قرار الانسحاب لم يكن مرتبطا بالرئيس السابق دونالد ترامب أو الجمهوريين، وإنما هو قرار على مستوى الدولة ككل.

وأضاف: أدركت الولايات المتحدة الأميركية أن الاتفاق النووي لم يحقق مصالحها، لهذا انسحبت منه، وصادف أن كان هذا الانسحاب في إدارة دونالد ترامب، وعلى هذا الأساس فإن واشنطن لن تعود للاتفاق السابق، سواء كان الرئيس بايدن أو ترامب أو کامالا هاريس.

وأوضح أبو الفتوح أننا قد نشهد اتفاقا بنفس الاسم، لكنه سيختلف عنه جوهرا ومضمونا، ولا بد أن يشمل الاتفاق الجديد ملفات أخرى، كدور طهران الإقليمي، وقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية في إيران، ولابد أن ينهي المخاوف الأميركية في ما يتعلق بالملف الإيراني.

ولفت الكاتب إلى انسحاب بايدن وخوض نائبته هاريس السباق الرئاسي ممثلة عن الحزب الديمقراطي، وقال: لا فرق يذكر عند مجيء كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، ولن يحدث أي تطور خاص بالنسبة للعلاقة بين إيران والولايات المتحدة، لأن المخاوف الأميركية تجاه إيران أصبحت اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه في عام 2018 ( تاريخ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي) وعام 2015 (تاريخ التوقيع على الاتفاق النووي)، مشيرا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، واتهام إيران بدعم آلة الحرب الروسية، وكذلك قضية الحرب في غزة، ودعم طهران لما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، وأكد أن كل هذه التطورات والمستجدات ستسلب من هاريس القدرة على معالجة أزمة إيران النووية، في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

"آرمان ملي": النظام جاء ببزشكيان لكي ينهي أزمات إيران الدولية

قال المحلل السياسي محسن جليل وند في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" إن النظام الإيراني زكي المرشح مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية، وسمح له بالفوز فيها بأمل خلق ظروف مناسبة لإنهاء التوترات والأزمة الدولية التي تواجهها البلاد.

وأضاف الكاتب: مع ذلك ينبغي أن نؤكد أن بزشكيان يواجه ظروفا سلبية وليست إيجابية في هذا الطريق، وفي حال تم إلغاء العقوبات عن إيران هذه اللحظة فإن البلاد تحتاج إلى 10 سنوات لكي تعود إلى ما كانت إليه عام 2011.

وتابع الكاتب جليل وند قائلا: إذا لم ينجح بزشكيان في إلغاء العقوبات عن إيران، وهي مهمة في غاية الصعوبة، فإنه سيفقد شعبيته بين الإيرانيين، حيث إن كثيرا من المواطنين الذين صوتوا لبزشكيان جاءوا به لهذا الأمل.

ولفت الكاتب إلى أن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة، وغيرها من الانتخابات التي شهدتها إيران في السنوات القليلة الماضية تظهر تراجع الرصيد الاجتماعي للحكومات في إيران، ما يعني أن الرئيس سيكون في وضع صعب على الصعيد الدولي، فكل رئيس أو مسؤول لا يحظى بدعم شعبي من أكثرية المواطنين لا يستطيع أن يكون مؤثرا وفاعلا على الصعيد الدولي.

"كيهان": بزشكيان في حيرة من أمره ولا يدري ماذا يفعل في معضلة اختيار الوزراء

في شأن منفصل قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، تعليقا على عملية اختيار الوزراء من قبل الرئيس الجديد، إن مسعود بزشكيان يعيش حالة من الحيرة والضياع بسبب ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي لترشيح الوزراء والمسؤولين" الذي يقوده وزير الخارجية السابق جواد ظريف.

ونقلت الصحيفة تصريح لبزشكيان قال فيه: "أصبحنا نواجه معضلة في اختيار الوزراء، لأننا وعدنا بأن نختار الأفضل، والآن عندما دعونا الجميع للمساعدة في هذه العملية نجد أن الكل يرشح أصحابه وأنصاره. لا أدري ماذا يجب أن أفعل".

وأوضحت الصحيفة أن معركة ضارية تدور بين الإصلاحيين حول المناصب والمسؤوليات التي سيعطيها بزشكيان لكل طرف منهم، مشددة على ضرورة أن يعتمد الرئيس الجديد على تعليمات المرشد خامنئي في اختيار المسؤولين والوزراء، ويقصي جميع هؤلاء الأفراد الذين يطالبون بالحصص والمناصب، وهم عبارة عن "مفلسين" سياسيين لم يجلبوا للبلاد سوى الأزمات والمشكلات، حسب الصحيفة الأصولية.