صحف إيران: لجنة لاختيار الوزراء الجدد والانتخابات كشفت المستور ومعضلة اختيار خليفة المرشد

تشكيلة الحكومة الجديدة والهجمات المتبادلة بين الإصلاحيين والمقربين من حكومة رئيسي، هما العنوانان الأبرز للتغطية الصحفية في إيران، اليوم الخميس 11 يوليو (تموز).

صحف عدة أشارت إلى التكهنات بوجود بعض الوزراء والمسؤولين في حكومة بزشكيان وغياب شخصيات أخرى، على رأسها محمد جواد ظريف، الذي أكد أنه لن يكون ضمن حكومة بزشكيان القادمة.

صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية انتقدت إعلان بعض الشخصيات البارزة اعتذارها عن المشاركة في تشكيلة بزشكيان الجديدة، وقالت إن هذه الشخصيات التي كان لها دور في فوز بزشكيان "تضعف" الحكومة القادمة من خلال إعلانها "الاستغناء" عن المناصب والوزارات.

وأشارت الصحيفة إلى شخصيات مثل محمد جواد ظريف وزير الخارجية السابق، ومحمد جواد آذري جهرمي وزير الاتصالات في حكومة روحاني، وقالت إن ظريف كان رمزا لخفض التصعيد مع العالم على مستوى علاقات إيران الخارجية، فيما يعد آذري جهرمي رمزا لمواجهة القيود على الإنترنت في الداخل، وتساءلت بالقول: "ما السبب الذي يدفع هؤلاء الأفراد إلى التخلي عن الحكومة وإعلان اعتزالهم في المرحلة المقبلة؟ هل هي رغبة شخصية أم بسبب طبيعة الأجواء السائدة بعد الانتخابات؟".

صحيفة "همدلي" أشارت إلى أنه من المتوقع جدا أن يشغل عباس عراقجي منصب وزارة الخارجية، وهو معروف بقربه من ظريف وعمله الطويل معه، معتقدة أن اختيار عراقجي صاحب الخبرة الطويلة في التفاوض مع الغرب دليل على عزم الحكومة الجديدة إيجاد سبل للتفاهم والاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية.

في شان آخر ردت الصحف الإصلاحية بشكل واسع على تقرير لصحيفة "كيهان" التي ادعت فيه أن حكومة بزشكيان الجديدة ستتسلم "إنجازات" الحكومة السابقة، وأنها ستسير على طريق ممهد بفضل أداء حكومة رئيسي السابقة.

صحيفة "آرمان أمروز" عارضت هذا الادعاء، وكتبت في عنوانها الرئيسي وقالت: "ميراث حكومة رئيسي لبزشكيان.. ديون كبيرة وركود اقتصادي"، مشيرة إلى أرقام التضخم العالية، ونسب البطالة المرتفعة، والنمو الاقتصاد المتعثر، والصادرات النفطية الغامضة، بسبب وطأة العقوبات وغياب الشفافية، وهي بعض من سجلات حكومة رئيسي التي يجب على حكومة بزشكيان الجديدة التعامل معها، وإيجاد حلول لها.

في شأن آخر نقلت الصحيفة تصريحات وزير الثقافة والإرشاد في حكومة محمد خاتمي السابقة، عطاء الله مهاجراني، المقيم في المملكة المتحدة، والذي انتقد تأخر تسليم الحكومة الجديدة لأعمالها، وقال إن في بريطانيا مثلا عقدت الانتخابات في 4 يوليو (تموز) وكانت الحكومة الجديدة على رأس أعمالها في 6 يوليو (تموز) أي بعد يومين، لكن في إيران تم الإعلان عن فوز بزشكيان في 6 يوليو الجاري، لكن من المقرر أن ينظر البرلمان في ملفات الوزراء لمنحهم الثقة بعد شهرين من الآن.

صحيفة "آرمان ملي" نشرت مقالا للكاتب والمحلل السياسي مهدي مطهرنيا، قال فيه إن إيران اليوم تواجه تحديات كثيرة على الصعيد الداخلي والخارجي، وأهم معضلة داخلية تتمثل في موضوع خلافة المرشد واختيار مرشد جديد لإيران، مضيفا: "هذه القضية وإن لم يتم طرحها بشكل صريح إلا أنها موجودة وبقوة لدى صانع القرار الإيراني، وتشغل حيزا كبيرا من اهتمامه".

أما على صعيد السياسية الخارجية فيرى مطهري نيا أن مشكلة الاتفاق النووي، وانضمام طهران إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) هما المعضلتان الأكبر أمام إيران في المرحلة المقبلة.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"همدلي": لجنة من الخبراء تحدد أسماء الوزراء لبزشكيان للاختيار من بينهم

أشارت صحيفة "همدلي" إلى التقارير التي تتحدث عن تشكيل لجنة مكونة من 9 أشخاص من قبل الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، تكون مهمتها ترشيح الوزراء لتولي المناصب المختلفة، وتقديمهم إلى رئيس الجمهورية.

وأوضحت الصحيفة أنه ووفقا لهذه التقارير فقد تقرر أن تقوم هذه اللجنة من الخبراء باختيار 5 أشخاص لكل وزارة لكي يختار رئيس الجمهورية واحدا منهم ليكون وزيرا في النهاية.

الصحيفة أكدت أنه ورغم مرور أيام من الإعلان عن فوز بزشكيان، إلا أنه وحتى اللحظة لا يوجد شخص تم تأكيد توليه منصبا معينا في التشكيلة الوزاراة، مستدركة بالقول إن ما هو شبه مؤكد هو أن عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين في حكومة روحاني سيتولى وزارة الخارجية، فيما يشغل علي طيب نيا منصب وزير الاقتصاد في الحكومة الجديدة.

"كيهان": بزشكيان عليه أن يتذكر كلام خامنئي وأن لا يستعين بالأفراد الذين كانوا يختلفون مع رئيسي

صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد، هاجمت الإصلاحيين ومن ينتقدون حكومة رئيسي الذي تصفه بـ"الشهيد"، وقالت إن حكومة بزشكيان الجديدة وجدت أرضية خصبة وتمهيدات كبيرة قامت بها حكومة رئيسي، لكن الإصلاحيين وبدل أن يشكروا جهود الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي على ذلك فإنهم يهاجمونه وينتقدون أداءه.

وحذرت الصحيفة الرئيس الجديد من الاستعانة بهؤلاء الأفراد، وكتبت: "نوصي بزشكيان بأن يكون حذرا ممن حوله، وكما قال المرشد خامنئي ينبغي أن لا يستفيد من الأفراد الذين كانوا يختلفون مع رئيسي".

وذكرت الصحيفة أن من يحيطون ببزشكيان يستعدون من الآن للفشل، وتبرير ضعفهم من خلال الهجوم على هذا وذاك، موضحة أنهم سيتخلون عن بزشكيان في النهاية كما تخلوا عن روحاني وخاتمي في نهاية عهدهما.

وقالت كيهان إن من يحيطون بالرئيس الجديد "حاقدون" على رئيسي لأنهم يدركون أن "إنجازاته" ستفضح فشلهم وضعفهم، لهذا يحاولون تشويه هذه الإنجازات وإنكارها من الأساس، لكي يسهل عليهم تبرير فشلهم المستقبلي.

"اعتماد": الانتخابات الأخيرة كشفت المستور وعلى الإصلاحيين والأصوليين تغيير خطابهما

قال المحلل السياسي والباحث في الشؤون الاقتصادية، أحمد ترك نجاد، إن الانتخابات الأخيرة في إيران حملت دلالات عديدة للشارع السياسي، وفرضت على كلا التيارين الإصلاحي والأصولي ضرورة إعادة النظر في نهجهما، وإيجاد تغيير أساسي في خطابهما العام.

وأكد الباحث أن الأجيال الجديدة في إيران لم تعد تقبل طبيعة الخطاب التقليدي لهذين التيارين، وإن مشاركتهما في الانتخابات وقبول العملية السياسية يتطلب إقناع هذه الأجيال الجديدة بشكل منطقي وصريح.

وأشار الكاتب في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إلى أن إيران أمامها عقد من الزمن لخلق هذه التغييرات الكبرى، لأن أبواب التنمية ستغلق بعد ذلك، كون المجتمع الإيراني سيشيخ، كما أن الاقتصاد الإيراني سيصغر أكثر بسبب اعتماده المطلق على النفط والغاز.

وذكر ترك نجاد أنه منذ الثورة الإيرانية وحتى الآن يستمر الاقتصاد الإيراني بالتراجع، موضحا أن الاقتصاد الإيراني في عام 1980 كان يشكل 9 أعشار الاقتصاد العالمي، لكنه اليوم تراجع إلى أقل من 4 أعشار.

وأضاف: لو أردنا أن ندرك هذا التراجع يكفي أن نعرف أن الاقتصاد التركي مثلا كان في عام 1980 يشكل 6 أعشار الاقتصاد العالمي، لكن الأتراك اليوم يستحوذون على 1 في المائة من الاقتصاد العالمي، والصين كانت تستحوذ على 1.8 بالمائة من الاقتصاد العالمي في بداية الثمانيات، لكنها اليوم تمتلك 20 في المائة من الاقتصاد العالمي وهذا يظهر مدى التنمية والتطور الاقتصادي في هذين البلدين، مقابل الركود أو التراجع الاقتصادي في إيران.