صحف إيران: مقاطعة الانتخابات "انتحار" ورفع العقوبات بيد واشنطن والشعب سئم من الشعارات

تستمر التحليلات والقراءات لما آلت إليه الانتخابات الإيرانية، حيث تحدث كثير من الصحف عن مفاجآت حملتها نتائج الانتخابات الجمعة الماضية، مثل انخفاض نسبة المشاركة إلى 40 في المائة، وكذلك تراجع قاليباف وتقدم المتشدد سعيد جليلي عليه.

وذكرت صحيفة "خراسان" في تحليل لها حول نتائج الانتخابات أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية شهدت بعض المفاجآت، مثل نسبة المشاركة البالغة 40% رغم الأجواء الإيجابية التي كانت يتوقع فيها ارتفاع نسبة المشاركة.

المفاجأة الثانية، حسبما ترى الصحيفة، هي الافتراض بأن احتمال فوز الأصوليين يزداد في ظل انخفاض نسبة المشاركة، وهو ما بدا غير صحيح.

الإصلاحيون وصحفهم حاولوا دفع المواطنين إلى المشاركة من خلال "تخويفهم" من فوز جليلي المتشدد في حال انخفاض نسبة المشاركة، وعنونت صحيفة "آرمان أمروز" بكلام الرئيس السابق حسن روحاني، الذي قال إن "مقاطعة الانتخابات بمثابة الانتحار"، فيما كتبت "جملة" فوق صورة كبيرة لبزشكيان: "الصوت المنقذ"، معتقدة أن التصويت للمرشح الإصلاحي هو الطريق الوحيد لإنقاذ إيران من مزيد من المشكلات والأزمات والعزلة الدولية.

صحيفة "هم ميهن" نقلت كلام بعض المحللين السياسيين حول تبعات فوز جليلي في الانتخابات الرئاسية، وقال جعفر شير علي نيا: "هذه الأيام قلق من الحرب حتى لو انتهت بالنصر، لأن النصر في الحروب يأتي على حساب كثير من الأرواح والنفوس".

فيما انتقد نصرت الله تاجيك في حديثه للصحيفة تصريحات جليلي عن الحرب، وتأكيده أن إيران في عهده لن تدخل الحروب العسكرية، موضحا أن رئيس الجمهورية يجب أن يطمئن الناس، لا أن يتحدث دون مبرر عن الحروب والصراعات.

أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، فادعت أن حكومة رئيسي السابقة كانت ناجحة بامتياز، وأن سعيد جليلي سيكون استمرارا لنهج رئيسي في السياسة والاقتصاد وغير ذلك، وعنونت في مانشيتها: "سيختار الشعب.. التراجع إلى حكومة روحاني أم الاستمرار في حكومة رئيسي"، مدعية أن حكومة روحاني سببت الكثير من الأضرار والأزمات التي ستتكرر في حال فاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.

اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"جمهوري إسلامي": أسباب العزوف الشعبي عن الانتخابات

تطرقت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقالها الافتتاحي إلى أسباب المقاطعة الكبيرة في الانتخابات الإيرانية، وقالت إن مسار انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات مستمر منذ سنوات، وأن جميع المحاولات من قبل السلطة لوقف هذا المد في العزوف عن الانتخابات لم تفلح، وثبت أن الشعب لن يشارك في العملية الانتخابية بعد أن سئم الخطابات والشعارات والوعود الفارغة.

وعن أسباب هذا العزوف الشعبي الكبير من صناديق الاقتراع قالت الصحيفة إن العامل الأول يعود للأزمة الاقتصادية التي ضاعفت من حجم الاستياء وعدم الرضا بين الناس.

والعامل الثاني وراء النسبة المتدنية في المشاركة الانتخابية، حسب قراءة الصحيفة، يعود لإقصاء كثير من المرشحين، وأكدت أن تزكية مرشح واحد من التيار الآخر (الإصلاحي) لن يكون كفيلا بجعل الانتخابات تنافسية تشجع الناخبين على التصويت والمشاركة.

وأشارت "جمهوري إسلامي" إلى أن ثالث العوامل يعود إلى إصرار السلطة على نهجها في السياسة الخارجية، وتعليق ملفات هامة كالاتفاق النووي والانضمام إلى "FATF"، وعدم البقاء بشكل محايد في النزاعات الدولية الكبرى، وهو ما يعرف بمبدأ "لا شرقية ولا غربية" الذي رُفع في بداية الثورة.

"ستاره صبح": مفتاح حل المشكلات في إيران بيد الولايات المتحدة الأميركية

دعا المحلل الاجتماعي والمختص بالشأن الإيراني، أمام الله قرائي مقدم، الرئيس الإيراني المقبل إلى إنهاء الجمود في العلاقات بين طهران وواشنطن، معتبرا أن معظم المشكلات والتحديات الاقتصادية لإيران تعود جذورها إلى العلاقات مع واشنطن.

وقال قرائي مقدم لصحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية إن المحادثات التي جرت في الفترة الأخيرة مع الولايات المتحدة لم تكن كافية، داعيا المرشح الرئاسي لتقديم خطته بشأن العلاقة مع أميركا.

وأضاف الكاتب: "مفتاح رفع العقوبات في يد الولايات المتحدة، فكيف تعِدون برفع العقوبات ولا تقولون شيئا عن خطة الدولة للتفاوض مع واشنطن؟، من دون حل القضايا بين أميركا وإيران لا نستطيع أن نقدم وعودا، لأن مثل هذه الوعود لن تقنع المواطن الإيراني الذي يدرك سبب المشكلة وطريق حلها".

وأرجع مقدم تراجع المشاركة في الانتخابات الرئاسية بنسبة 9% مقارنة بعام 2021 إلى أداء حكومة رئيسي الضعيف، الذي وصفه بأنه "أثبط عزيمة عدد كبير من مؤيدي النظام نفسه"، مشيرا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث يوم الجمعة المقبل لأن المجتمع لا يثق في قدرة الحكومة.

ويرى الكاتب أنه في حال شهد يوم الجمعة زيادة في المشاركة لصالح المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، فيعتبر ذلك احتجاجا على هيمنة المتطرفين على السلطة، على حد تعبيره، متمنيا أن تكون الحكومة قد سمعت رسالة 60% من المجتمع الذين لم يشاركوا في الانتخابات.

"خراسان": آثار انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات على أداء الرئيس في السياسة الخارجية

قال المحلل السياسي، حامد رحيم بور، في مقال بصحيفة "خراسان" الأصولية إن مقاطعة 60 في المائة من الإيرانيين للانتخابات يستدعي من المسؤولين وصناع القرار دراسة الأمر من الزوايا والأبعاد المختلفة للوقوف على أسباب ذلك ومنع تكرارها، مؤكدا أن هذه النسبة المنخفضة ستكون ذات تأثير سيئ على قدرة الرئيس في تنفيذ سياساته داخليا وخارجيا.

وذكر رحيم بور أن الجولة الأولى حملت رسائل واضحة، كان أهمها أن انخفاض المشاركة يبعث برسالة سلبية للأجانب في ظل الظروف الخاصة بالمنطقة، حيث إن نسبة المشاركة والرئيس المنتخب لهما تأثير في حسابات الأصدقاء والأعداء، كما أن ذلك يدل على عدم اكتفاء المجتمع الإيراني بالدين كمرجع للانتخاب، كما كان يحدث في الماضي، بل أصبح الشارع الإيراني اليوم لا تقنعه الخطابات الدينية، وإنما يريد رؤية تأثير التصويت في حياته.