مقتل قائد بفيلق القدس في سوريا.. ومصادر تكشف تورط ضابط موالٍ لـ "الأسد"

أفادت معلومات جديدة، بأن كيومرث بورهاشمي، أحد قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمعروف باسم "حاج هاشم"، قُتل على يد ضابط سوري موالٍ لنظام بشار الأسد، وذلك بعد أن زعمت وسائل إعلام حكومية في إيران، في وقت سابق، بأن مقتله كان نتيجة هجوم من قِبل المعارضين المسلحين.

وذكر صحافي تركي، يوم الأحد 22 ديسمبر (كانون الأول)، نقلاً عن مسؤول أمني إيراني، بأن بورهاشمي قُتل إثر إطلاق نار من ضابط سوري أثناء اجتماع بغرفة العمليات المشتركة في حلب.

وذكر التقرير أن الاجتماع كان يضم "مستشارين عسكريين" من إيران وقادة من الجيش السوري، في ظل تصعيد هيئة تحرير الشام في محيط مدينة حلب.

وقد أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، في وقت سابق، وتحديدًا في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن كيومرث بورهاشمي قُتل خلال هجمات من معارضي الأسد في حلب. ووصفت تلك الوسائل بورهاشمي بأنه "مستشار عسكري كبير" في سوريا.

لكن الصحافي التركي، يعقوب أصلان، الذي تعتمد وسائل الإعلام التركية غالبًا على تقاريره، كتب أن قادة الحرس الثوري الإيراني في غرفة العمليات المشتركة بحلب كانوا يضغطون على القادة العسكريين السوريين لمقاومة المعارضة المسلحة وشن هجمات مضادة، بدعم من القوات الجوية الروسية.

وأضاف التقرير أن القادة السوريين كانوا مترددين في إصدار أوامر بالهجوم، ما خلق أجواء متوترة داخل غرفة العمليات. ووصف أصلان هذه الأجواء بأنها كانت "متشنجة"، وأوضح أن ضابطًا سوريًا دخل الغرفة وأطلق النار على بورهاشمي، ما أدى إلى مقتله على الفور.

وأشار أصلان إلى أن هذه الحادثة تُظهر "عمق الانهيار" داخل الجيش السوري، خاصة في ظل تقدم المعارضة المسلحة.

ونقل الصحافي التركي عن المسؤول الأمني الإيراني أن الضابط السوري، الذي أطلق النار، كان ينتمي إلى طائفة توقفت عن دعم نظام الأسد. ووفقًا للمسؤول، كانت طهران قد قدّمت قبل شهرين معلومات ووثائق إلى الحكومة السورية تفيد بوجود علاقات بين هذا الضابط وجماعات معارضة للأسد.

ولطالما كانت إيران أحد الداعمين الرئيسين لنظام الأسد؛ حيث أشارت تقارير سابقة إلى إنفاق طهران ما لا يقل عن 30 مليار دولار لدعم النظام السوري. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة، بما في ذلك نهاية حكم عائلة الأسد بعد وصول المعارضة إلى دمشق في 8 ديسمبر الجاري، تُعد ضربة كبيرة لنفوذ إيران الإقليمي.

وتعهد المرشد الإيراني، علي خامنئي، يوم الأحد 22 ديسمبر، باستعادة السيطرة على سوريا من معارضي الأسد، داعيًا الشباب السوري إلى مقاومة الحكومة الجديدة.

وفي تطور ذي صلة، أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، في 20 ديسمبر الجاري، أن طهران "لا مكان لها في مستقبل سوريا". وأضافت أن نهاية نظام الأسد ستُعيد تشكيل توازن القوى في الشرق الأوسط بما يقلص من نفوذ إيران.

ويُشار إلى أن الحرب الأهلية السورية بدأت عام 2011، عقب احتجاجات سلمية ضد نظام الأسد، وأدت إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد ستة ملايين آخرين. ودخلت النزاع جهات فاعلة متعددة، منها تنظيم "داعش" من جهة، وقوات داعمة للنظام السوري مثل الحرس الثوري الإيراني، وروسيا، وحزب الله اللبناني من جهة أخرى.

وأنهى الهجوم الأخير، الذي شنته المعارضة، وبدأ من إدلب وحلب، خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد، وأحدث تغييرًا جذريًا في المشهد السياسي السوري والإقليمي.