صحف إيران: فوز جليلي وترامب "خطر" على طهران وحملات ترهيب بين الإصلاحيين والأصوليين
تستمر حملات التشويه والترهيب بين التيارين الإصلاحي والأصولي مع الاقتراب من يوم الجمعة الذي ستنعقد فيه الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية لتحديد من هو الرئيس المقبل لإيران لمدة 4 سنوات.
هل هو الإصلاحي الواعد بالتغيير مسعود بزشكيان أم الأصولي المتشدد سعيد جليلي، الذي يرى المراقبون أنه سيكون سببا في خلق الكثير من المشكلات والأزمات الاقتصادية والسياسية لإيران على الصعيدين الداخلي والخارجي.
الصحف الصادرة اليوم، الاثنين 1 يوليو (تموز)، عكست هذه التحركات من التيارين، حيث يحاول الإصلاحيون "تخويف" الشارع الإيراني من فوز جليلي، ويدعون إلى مشاركة أكبر من الجولة الأولى لضمان فوز بزشكيان، و"إنقاذ" البلاد من مخاطر التطرف والتشدد الأصولي.
الأصوليون وصحفهم أيضا لم يتوانوا في مهاجمة خصومهم الإصلاحيين، والتخويف من حكومة جديدة على غرار حكومة حسن روحاني، التي جلبت الويل والدمار لإيران، حسب صحيفتي "كيهان" و"جوان" والكثير من الصحف الأصولية الأخرى، والتي قالت إن جميع الكوارث التي عاشتها وتعيشها إيران اليوم هي ناجمة عن الـ8 سنوات التي قاد فيها روحاني والإصلاحيون البلاد قبل مجيء رئيسي.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية نقلت تحذير رئيس جبهة الإصلاح السابق والسياسي المخضرم بهزاد نبوي من خطورة فوز جليلي بالجولة الثانية، وضرورة المشاركة بأعلى نسبة ممكنة لمنع حدوث ذلك.
وعنونت "اعتماد" صفحتها الأولى: "خطر الراديكاليين على مستقبل إيران".
فيما أشارت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية إلى الاضطراب في سوق العملات والبورصة في إيران في ظل المخاوف من وصول الأصوليين إلى سدة الحكم.
أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد والتي تدعم جليلي بكل قوة، فهاجمت الإصلاحيين ومرشحهم مسعود بزشكيان، وأكدت أنهم ليس لديهم عمل هذه الأيام سوى الانشغال بالتخويف من جليلي، وكتبت في المانشيت: "التخويف من المنافس.. الشغل الشاغل لحملة بزشكيان"، فيما قالت "جوان" بأن بزشكيان حتى الآن لم يقدم حكومة مقترحة من الوزراء والمسؤولين المحتملين، ما يؤكد غياب أي برامج سياسية له في المستقبل، وأن همه وخططه تنحصر فقط في نقد التيار الآخر.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان أمروز": التفاوض مع الأكثرية الصامتة التي قاطعت الانتخابات
قال الكاتب والمحلل السياسي، علي ميرزا محمدي، في مقاله بصحيفة "آرمان أمروز" إن مقاطعة أكثر من 60 في المائة من الإيرانيين للانتخابات الرئاسية تكشف الحاجة لضرورة الحوار بين المرشحين للرئاسة وبين هؤلاء المواطنين الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
الكاتب رأى أن بزشكيان هو أكثر حاجة من جليلي ليجري معهم حوارا شفافا وصريحا، لأنه بحاجة إلى أصواتهم، كما أن جليلي لا يجد ضرورة لمصارحة هؤلاء المقاطعين والجلوس معهم، لأنه يدرك أن هؤلاء المواطنين يقفون بالضد تماما من أفكاره ورؤاه، ولا أمل في إقناعهم وتشجيعهم على التصويت له في الجولة الثانية، لكن بالنسبة لزبشكيان فهو في حاجة لأصواتهم للفوز أولا، ثم لإمضاء سياساته وبرامجه الانتخابية التي أعلن عنها في الأيام الماضية.
المشكلة الكبرى، حسبما يرى الكاتب، تتمثل في أن هذه الأكثرية الصامتة من المواطنين المقاطعين للانتخابات لا يملكون قيادة تمثلهم للجلوس مع المرشحين والتفاوض معهم.
مع ذلك فقد اقترح الكاتب أن يقوم بزشكيان وحملته الانتخابية بالتفاوض مع السجناء السياسيين المعتقلين والناشطين النقابيين المعروفين، باعتبارهم ممثلين نسبيا لهؤلاء المقاطعين للانتخابات، والاستماع جيدا لمطالبهم ومواقفهم.
يذكر أن السجناء السياسيين من رجال ونساء عارضوا الانتخابات، وأكدوا أنها مسرحية لا ينبغي الانخداع بها، مؤكدين ضرورة إحداث تغيير جذري للتخلص من هذا الوضع. هذا التغيير، حسب المقاطعين، لا يمكن أن يتم عبر انتخابات يؤكد كل المرشحين فيها تبعيتهم للنهج العام في إدارة البلاد والملفات الكبرى التي تشكل أزمات متجذرة في إيران منذ عقود.
"آرمان أمروز": ماذا سيحدث لو أصبح جليلي وترامب رئيسين؟
طرح الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، سؤالا مخيفا بعض الشيء حول ما ستؤول إليه الأوضاع في إيران لو أصبح الأصولي المتطرف سعيد جليلي رئيسا لإيران في الانتخابات المقررة الجمعة القادمة، وزامَنه في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الرئيس دونالد ترامب؟
وأكد الكاتب أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيخلق أزمات حادة في إيران، مشيرا إلى أن ترامب كان منتقدا باستمرار لسياسة جو بايدن "المترددة" تجاه طهران والسماح بزيادة صادراتها من البترول للصين، معتقدا أن مجيء ترامب يعني انقطاع هذه الصادرات التي سُهلت بشكل كبير في عهد بايدن بسبب التغاضي الذي يمارسه تجاه هذا الملف.
وذكر بيكدلي أن جليلي المتشدد أكد أكثر من مرة أنه ضد الاتفاق النووي، وضد انضمام إيران إلى مجموعة العمل الدولية (FATF)، وضد التفاوض مع الغرب عموما، وهو يدعي بأنه سيقوم بإنهاء العقوبات من طرق أخرى غير معروفة، لكن من المؤكد أنها لن تكون فاعلة ومؤثرة، وستزداد العقوبات على البلاد في العهد الجديد.
وقال الكاتب: المشكلات التي نعيشها اليوم في إيران جاءت بسبب السياسة الخارجية لطهران، وجليلي يؤكد أنه سيتسمر في هذا النهج، وبالتالي فإن المشكلات قائمة وستستمر بشكل أكبر.
وأوضح بيكدلي أيضا أن مجيء بزشكيان بدوره لن يستطيع إنهاء مشكلات إيران في السياسة الخارجية، لأن السياسة الخارجية بيد المرشد علي خامنئي، وبالتالي فإن المطلوب والتأمل هو أنه وبمجيء بزشكيان سيظهر النظام نوعا جديدا من "المرونة البطولية" التي أظهرها في زمن حسن روحاني، وتوصل وقتها إلى اتفاق نووي، تم بموجبه إنهاء العقوبات عن البلاد.
"اعتماد": إنكار الأزمات من قبل المسؤولين السبب الرئيسي وراء عدم الإقبال على صناديق الاقتراع
أشارت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها إلى أزمة انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية، وتجاهل المسؤولين لهذه القضية، التي تعتبرها الصحيفة أهم بكثير من الفائز في الانتخابات وماهية التيار الذي ينتمي إليه.
الصحيفة ذكرت أن تجاهل المسؤولين لهذه المقاطعة لن يغير شيئا، ولن يعالج مشكلة، كما أن إنكار وجود بعض المشكلات والأزمات في البلاد مثل تعاطي المخدرات والدعارة المنتشرة في المجتمع نتيجة الفقر والحرمان، وعدم ذكر الإحصاءات في هذا الخصوص، لم تستطع أن تنهي وجود هذه المشكلات الاجتماعية، بل إنه ضاعف من وجودها وجعلها تصبح أكبر وأكثر خطورة.
وذكرت الصحيفة أن أحد أسباب انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات هو "الإنكار المستمر للأزمات والمشكلات"، والادعاء بأنها غير موجودة من قبل المسؤولين في إيران.