صحف إيران: التصعيد مع العالم والحجاب محور المناظرات والتلفزيون يتجاهل مساعد "بزشكيان"
تزداد حدة وضراوة الهجمات المتبادلة بين مرشحي الرئاسة في إيران، كلما اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل، ويحاول الطرفان، لاسيما التيار الأصولي، تشويه الطرف الآخر وتخريب صورته.
أحد محاور هذه الهجمات هي السياسة الخارجية؛ حيث يتهم الأصوليون الإصلاحيين بأنهم كانوا السبب في الأزمة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وجميع ما ترتب عليها من مشاكل وتبعات، فيما يدافع الإصلاحيون عن سياسة إيران الخارجية في عهد حكومة روحاني؛ حيث سعت إلى السلام مع الغرب من أجل مصلحة البلاد واقتصادها.
ويتهم الإصلاحيون، كما أبرزت ذلك صحيفة "شرق"، التيار الأصولي بعرقلة إحياء الاتفاق النووي، في نهاية عهد حكومة حسن روحاني، عبر معارضة البرلمان، الذي يسيطر عليه الأصوليون، إحياء الاتفاق النووي والعودة إليه.
ومن الملفات الأخرى، التي برزت في تغطية الصحف الصادرة اليوم السبت، قضية النساء وطريقة التعامل معهن، وكذلك موضوع الحجاب، الذي تحول إلى قضية سياسية في السنوات الماضية.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى الموضوع، وعنونت في صدر صفحتها الأولى: "الحجاب محور المناظرة التلفزيونية الثالثة"، واللافت أن جميع المرشحين ظهروا في المناظرة الأخيرة بثوب المدافع عن حقوق النساء، والمنتقد لما يتعرضن له من مضايقات وقيود، بحجة الحجاب الإجباري، واعدين بالقيام بإجراءات تحسّن من ظروف النساء وحالتهن الراهنة.
وفي شأن منفصل تناولت بعض الصحف مثل "جمهوري إسلامي" تصنيف كندا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وردود الفعل الإيرانية، التي توعدت كندا بالمحاسبة والمساءلة على الصعيد الدولي.
ولفتت الصحيفة كذلك إلى دعم واشنطن قرار كندا بتصنيف الحرس الثوري في قوائم الإرهاب، موضحة أن هذا الاصطفاف من قِبل واشنطن وراء كندا سيضعف فرص التفاهم وحل الأزمات بين إيران والولايات المتحدة.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": تجاهل إنجازات حكومة "رئيسي" في المناظرات التلفزيونية
انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، ما سمته تجاهل المناظرات التلفزيونية لإنجازات حكومة "رئيسي"، الذي "جلب المفاخر لإيران على الصعيد الداخلي والخارجي"، مؤكدة أن المنافسة الانتخابية اليوم بين تيار يريد مواصلة "إنجازات" حكومة رئيسي وبين تيار يريد العودة إلى الوراء، وتكرار تجربة حكومة روحاني، التي عُرفت بسوء الإدارة والفشل على كل الأصعدة والمجالات، حسب ما جاء في الصحيفة.
ورغم الفشل الكبير على مستوى السياسة الخارجية في حكومة رئيسي، فإن الصحيفة دافعت عن هذا الجانب أيضًا، وادعت أن حكومة رئيسي قد حلت كثيرًا من العُقد، وحولت كثيرًا من العداوات إلى صداقات، وفتحت أبوابًا جديدة أمام إيران في علاقاتها الدولية.
يذكر أن أهم قضية تواجه السياسة الخارجية لإيران تتمثل في الأزمة مع الغرب، وتجميد المفاوضات النووية، واستمرار العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني منذ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي عام 2018، وإعادة فرض العقوبات.
لكن صحيفة "كيهان" اعتبرت أن الاتفاق النووي كان وبالًا على إيران، وأن حكومة روحاني قد أضرت البلاد كثيرًا من خلال اعتمادها على الغرب وتعويلها على الاتفاق النووي، وقالت إن الاتفاق النووي قد دمر الصناعة النووية الإيرانية، وأضاع كثيرًا من الفرص، وقالت إن حكومة رئيسي بدون وجود هذا الاتفاق قد أنجزت كل هذه المكتسبات في فترة لم تتجاوز 3 سنوات.
"آرمان ملي": التصعيد مع العالم وأزمة العقوبات.. محورا الانتخابات المقبلة
في المقابل رأى الكاتب الإصلاحي ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقال بصحيفة "آرمان ملي"، أن المحور الأساسي للانتخابات الرئاسية في إيران سيكون حول قضية العقوبات والتصعيد مع الغرب.
وأوضح الكاتب أن مؤيدي الحكومة الحالية يعتقدون أن التوتر في العلاقات الخارجية ضرورة لا بد منها، وينظرون إلى ذلك باعتباره نعمة، ويرون أن كثرة العداوات التي سببوها للبلاد إنجاز ومفخرة.
وبيَّن أن الانتخابات المقبلة هي بين تيار يؤمن بالتصعيد والعداء مع العالم، وبين تيار يرى ضرورة خفض التصعيد وإنهاء التوتر مع العالم.. موضحًا أن هناك تيارًا يريد استمرار العقوبات لاحتكار التصدير والاستيراد والانفراد ببيع النفط بعيدًا عن المحاسبة والمساءلة؛ لهذا فإن هذا التيار يعارض كل نوع من المصالحة والاتفاق الذي ينهي هذه الحالة من السرية والخفاء في القضايا الاقتصادية.
"اعتماد": التلفزيون يحرم مساعد "بزشكيان" من إكمال مداخلته ويثير ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي
سلطت صحيفة "اعتماد" الضوء، في تقرير لها، على الجدل الكلامي في التلفزيون الإيراني، خلال مشاركة تلفزيونية لـ "مسعود بزشكيان"، ومساعده، محمد فاضلي؛ حيث قام المسؤولون عن التلفزيون بقطع الحديث عن فاضلي، وحرمانه من الرد على أحد ضيوف مؤسسة الإعلام الإيراني؛ باعتبارهم خبراء يسألون المرشحين للرئاسة، ما أدى إلى ترك فاضلي البث المباشر، وخلق حالة من الاحتقان والهجمات المتبادلة التي امتدت لوسائل التواصل الاجتماعي.
وحاول بزشكيان تهدئة الأوضاع، وطلب من التلفزيون السماح لمساعده فاضلي بإكمال مداخلته بقوله: "دعه يقل كلامه"، وهي جملة سرعان ما أصبحت "هاشتاغ" متداولًا غرّد فيه الكثير من الإيرانيين، معتبرين إياه رمزًا لقمع حرية الإعلام والكلمة في إيران، ونشروا صورًا لشخصيات وسياسيين أقصاهم النظام من المشهد السياسي، مثل مير حسين موسوي، والرئيس الأسبق محمد خاتمي، والكثير من الفنانين والرياضيين.
ورأى الباحث الحقوقي، محسن برهاني، أنه من المهم معرفة الرئيس القادم في إيران، وإن كان هذا الرئيس لا يتمتع بكامل الصلاحيات؛ لأن الرئيس، حسب رأيه، لديه تأثير على مسار الجامعات وعمل الأساتذة والحرية الإعلامية النسبية في البلاد، كما رأى أن وجود رئيس إصلاحي سيكون أفضل لطلاب الجامعات والأساتذة على حد سواء؛ حيث ستكون لهم فرصة أكثر للمشاركة في القضايا السياسية والاجتماعية بالبلاد.