صحف إيران: الوكالة الذرية تدين طهران ودعوات لطرد مفتشي الوكالة وشروط الإصلاحيين للمشاركة
المصادقة على مشروع قرار الدول الأوروبية ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو العنوان الأبرز في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 6 يونيو (حزيران)، بجانب ملف الانتخابات الرئاسية المبكرة.
الصحف الموالية للنظام اعتبرت، بشكل يكاد يكون منسقا، أن هذه التحركات الأوروبية والغربية عموما تهدف إلى الضغط على إيران لقبول شروط الغرب والنزول على رغباته.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، وصفت قرار المصادقة على القرار بأنه "لعبة من جانب أوروبا والوكالة الدولية للطاقة للتأثير على الانتخابات المقبلة"، فيما وصفتها صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، بأنها "مشروع قرار انتخابي"، وأوضحت أن بعض الدول حولت الوكالة الدولية إلى محل لتصفية الحسابات السياسية.
كما دعت الصحيفة إلى "طرد" جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران ردا على هذا القرار.
صحيفة "جام جم" بدورها تحدثت عما أسمته "شرارة الغرب ورد إيران"، وقالت إن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تعلم بأن طهران لن يكون ردها هذه المرة باعتماد سياسة "الصبر الاستراتيجي"، وإن تبعات هذا القرار ضد إيران ستكون أكثر بكثير مما يتخيله "الأعداء".
جلال ساداتيان، الدبلوماسي الإيراني السابق، قال لصحيفة "آرمان ملي" إن أحداثا بعينها سببت انعدام الثقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، منها تصريحات المسؤولين الإيرانيين بقدرة طهران على صنع قنبلة نووية، وكذلك منع النظام مفتشين بعينهم من الدخول إلى إيران، بالإضافة إلى ما كشفته تقارير للوكالة الدولية تؤكد وجود نسب عالية التخصيب في مواقع لم تعلن عنها طهران سابقا.
من الملفات الأخرى التي أيضا كانت حاضرة ضمن تغطية الصحف اليوم الخميس هو موضوع الانتخابات الرئاسية، واقتراب موعد الإعلان عن الأسماء التي نالت تزكية مجلس صيانة الدستور.
صحيفة "آرمان ملي" ذكرت أن التيار الإصلاحي هذه المرة أصبح أكثر حزما في التعامل مع الانتخابات، حيث اشترط الإصلاحيون تزكية مرشحيهم الرئيسيين للمشاركة في الانتخابات، وإن أي رفض لمرشحيهم فسيؤدي إلى عدم مشاركتهم في هذه الانتخابات، وإنهم لن يكرروا الأخطاء السابقة في دعم مرشحين "معتدلين" بعد غياب مرشحيهم نتيجة الإقصاء من قبل مجلس صيانة الدستور.
اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": لماذا لا تطردون مفتشي الوكالة الدولية للطاقة؟
دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، النظام إلى طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردا على المصادقة على قرار الدول الأوروبية ضد برنامج طهران النووي.
وأوضحت الصحيفة أن مهمة الحكومة الحالية تتمثل في طرد جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران، لأن هؤلاء المفتشين يقدمون تقارير مغرضة وغير واقعية للوكالة، وهو ما أثر على صدور مثل قرار يوم أمس.
وربطت الصحيفة بين قرار الوكالة الدولية للطاقة والانتخابات الرئاسية، حيث زعمت أن الوكالة تريد من خلال هذا القرار دعم المرشحين الذين يدعون إلى التفاوض مع الغرب، والتخويف من المرشحين الآخرين، لأنها تريد الإيهام بأن مزيدا من العقوبات والحظر الاقتصادي سيطبق على إيران، وبالتالي فإن ذلك قد يعزز من جبهة المرشحين "غربي الهوى" كما حدث سابقا في الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس حسن روحاني، حسب قولها.
"شهروند": أوروبا تريد الضغط على إيران لزيادة عمليات التفتيش والوصول إلى نقاط أكثر حساسية
هاجمت صحيفة "شهروند" الإيرانية تحركات الدول الأوروبية لإصدار قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رابطةً بين ذلك وبين الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وقال كاتب الصحيفة عبد الباسط أنصاري إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) تعملان بشكل واضح على تقسيم العمل بينهما للضغط على إيران في ظل الظروف الخاصة التي تمر بها حاليًا.
وأضاف أن المحاولة الأوروبية تأتي بهدف الضغط على الحكومة الإيرانية المقبلة للموافقة على التعاون بشكل أكبر مع الوكالة الدولية.
وتابع الكاتب: "تهدف الجهود الأوروبية لتخويف إيران من إعادة إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن خلال فترة قصيرة، أي بعد سنة من الآن، عندما ينتهي القرار 2231 وتُلغى نهائيًا القرارات السابقة".
ولفت أنصاري إلى أنه وبحسب التقديرات الغربية، فإن طهران ستضطر إلى زيادة عمليات التفتيش وتسهيل وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نقاط أكثر حساسية داخل البلاد.
"آرمان ملي": شروط الإصلاحيين للمشاركة في الانتخابات
قالت صحيفة "آرمان ملي" إن تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي تكشف أن لدى الإصلاحيين استراتيجية جديدة للمشاركة في الانتخابات تتمثل في عدم دعم مرشح غير إصلاحي، وهي ما يشكل اعترافا غير مباشر بفشل الاستراتيجية السابقة، حيث دعموا شخصيات غير إصلاحية قادت في النهاية إلى تضرر سمعة الإصلاحيين ومكانتهم في الشارع الإيراني.
ونقلت الصحيفة شروط محمد خاتمي للمشاركة في الانتخابات، بعد أن قاطع الانتخابات السابقة لاعتقاده بأنها غير تنافسية، نتيجة سياسات مجلس صيانة الدستور، والإقصاء الكبير للمرشحين الإصلاحيين.
وذكرت الصحيفة أن هذه العقيدة الجديدة لدى الإصلاحيين ليست وليدة اللحظة، بل إنهم أدركوا منذ وقت غير قصير بأن نهجم السابق كان خاطئا، عندما كانوا يدعمون مرشحا خارج عباءة الإصلاحيين، بعد أن يتم رفض مرشحهم المطلوب من قبل مجلس صيانة الدستور.