صحف إيران: قلق دولي من القنبلة النووية الإيرانية وطهران تفتقد قوة الردع بسبب ضعف اقتصادها

بالتزامن مع تصريحات "مستفزة" من قبل بعض المسؤولين ونواب البرلمان الإيراني حول نوايا طهران بامتلاك قنبلة نووية، وتلويح بعضهم بأن إيران تحتاج لأيام قليلة لاختبار أول قنبلة ذرية، نشهد قلقا متزايدا على الصعيد الدولي وتحديدا من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها رافائيل غروسي.

الصحف الإصلاحية انتقدت بشدة مواقف بعض المسؤولين "غير المسؤولة" حول احتمالية امتلاك إيران قنبلة ذرية، وتحميل البلاد مزيدا من الضغوط والتبعات.

صحيفة "اعتماد" أشارت إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين، وتأكيدهم على نوايا إيران الخطيرة في موضوع السلاح النووي، وكتبت أن "إدارة بايدن ومنذ وصولها إلى البيت الأبيض باتت تلعب بورقة إيران النووية، مستغلة ما يثار في طهران من تصريحات مستفزة".

الصحيفة أوضحت أن الولايات المتحدة الأميركية، وبعد انسحابها من الاتفاق النووي بشكل أحادي الجانب، تحاول الآن أن ترمي الكرة في ملعب إيران، وتدعي أن طهران تعقد موضوع ملفها النووي بإجراءاتها التصعيدية.

صحيفة "أبرار" لفتت إلى كثرة الضغوط التي تحاول واشنطن فرضها على إيران، مشيرة إلى طلب الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا من باكستان عدم التعاون التجاري مع طهران، وتحذيرها من تبعات ذلك، وقالت إن هذه المواقف الأميركية تجاه الدول ستمنع من أن نشهد علاقات طبيعية بين إيران والدول الأخرى، ما يعني مزيدا من الأزمة الاقتصادية في البلاد.

صحف النظام أبرزت تصريحات خامنئي يوم أمس حول استمرار إيران في برنامجها النووي رغم العقوبات والضغوط الدولية، مدعية أن هذه العقوبات لن تثني الإيرانيين عن مسيرتهم، وأنها ستساهم في "ازدهار الطاقات، وظهور المواهب الداخلية في البلاد".

كما نقلت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، جانبا آخر من تصريحاته حول "التقدم العسكري" الذي أحرزته إيران، وكيف أن هذا التقدم قد "حير العدو"، مؤكدا أن طهران ستستمر في إنتاج الأسلحة بشكل أكبر.

اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان أمروز": إسرائيل كانت تعلم أن رد إيران على استهداف قنصليتها لن يكون كبيرا ومباشرا

قال المحلل السياسي صابر غل عنبري، في مقال له بصحيفة "آرمان أمروز"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس مجازفا، حيث يخوض المخاطر التي يرى أن خطورتها منخفضة.

وأضاف غل عنبري أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية كان على أساس استنتاجات إسرائيلية بأن رد إيران لن يتجاوز الحد المعروف سابقا، أو أن الأمر لن يُشعل حربا في المنطقة.

وأكد الكاتب أنه لو كانت تل أبيب تشك قبل الهجوم على القنصلية الإيرانية بأن طهران سترد بشكل مباشر، لكانت امتنعت عن استهداف القنصلية.

وتابع الكاتب بالقول إن نتنياهو أطال أمد الحرب في غزة لحساباته الشخصية، لكنه ليس مستعدا لقبول مخاطر حرب إقليمية خارج غزة للبقاء في السلطة، لأنه يرى أن مثل هذه الحرب إلى جانب هجوم السابع من أكتوبر والجمود في غزة، من شأنه التعجيل بنهاية حكمه.

وذكّر الكاتب بأن نتنياهو رفض الدخول في حرب مفاجئة ضد حزب الله، وفق توصيات الجيش ووزير الدفاع، ناقلًا عن الكاتب الإسرائيلي آرون بيرغمن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحبّ دائمًا اتخاذ وضعيّة الحرب، لكن خلف الأبواب المغلقة يتسامح أكثر من غيره.

"شرق": ضعف الاقتصاد الإيراني أفقد طهران قوة رادعة أمام اللاعبين الإقليميين

في مقابلة مع صحيفة "شرق" الإصلاحية تطرق الكاتب والخبير الاقتصادي حسين راغفر، إلى انعكاسات السياسة الخارجية الإيرانية على الاقتصاد في الداخل، وقال منذ بداية تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية تقريبا شهدنا غيابا لأي استراتيجية في مجال الوضع المعيشي للمواطنين، لهذا نرى دائما أن تبعات السياسة الخارجية تصيب في المقام الأول المواطنين وأوضاعهم الاقتصادية.

كما لفت الكاتب إلى فقدان أي نية أو خطة ملموسة من قبل السلطات لخفض الآثار السلبية للسياسة الخارجية على الوضع الاقتصادي، وأوضح أن استمرار هذه الحالة قد خفض الاقتصاد الإيراني من حالة الاقتصاد الضعيف إلى الاقتصاد العاجز، حسب تعبيره.

وأشار الكاتب أيضا إلى آثار الوضع الاقتصادي السيئ لإيران على دورها في المنطقة، وكتب: "من الطبيعي أنه وفي ظل هذه السياسة الخارجية والاقتصاد العاجز أو الضعيف والتضخم الكبير والانهيار غير المسبوق للعملة الإيرانية لا يمكن أن نتصور وجود قوة رادعة للبلاد على المستوى الإقليمي وأمام اللاعبين المحيطين بنا".

"تجارت": جدل العطلة الرسمية في إيران بين يوم الخميس والسبت

تطرق الخبير الاقتصادي، يحيى آل إسحاق، في مقال بصحيفة "تجارت" الاقتصادية إلى قضية نقل يوم العطلة الرسمية من الخميس إلى السبت، والتي شهدت جدلا واسعا في البرلمان والشارع الإيراني، حيث يخشى البعض من تأثير زيادة العطل الرسمية على الوضع الاقتصادي في البلاد.

وأوضح الكاتب إنه بسبب وجود عطلة الخميس والجمعة في إيران، والسبت والأحد في أغلب دول العالم، سيكون هناك أربعة أيام تُحرم فيها البلاد من مجالات التصدير والاستيراد والخدمات، لا سيما مع دول المنطقة، مشدّدا على أنه إذا تم تقليل هذه الأيام إلى ثلاثة واعتماد يوم السبت كعطلة، سيمنح البلاد يومًا آخر من المعاملات الاقتصادية والمصرفية والنقدية مع الدول.

ونوه الكاتب إلى أن إغلاق يوم السبت هو أكثر فائدة للبلاد، وانعكاسه على الاقتصاد والإنتاج والتوظيف سيكون إيجابيا، محذرا من أن يؤدي مقترح استثناء المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من الإغلاق إلى فوضى وصراع، وأن تكون النتيجة إرباكا للقضايا الاقتصادية والاجتماعية.