المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: طهران تحتج رسميًا لدى روسيا بشأن الجزر الثلاث
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أعلن أن طهران احتجت رسمياً لدى موسكو، بعد بيان دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، والذي طالبت فيه بإثارة النزاع على الجزر الثلاث في محكمة لاهاي.
وقال كنعاني، اليوم الاثنين 17 يونيو (حزيران)، في بداية مؤتمره الصحافي الأسبوعي: "من المهم أن يكون احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها مبدأ لا يمكن إنكاره مستنداً إلى ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف: "إيران تعتبر التقيد بهذا المبدأ واجب النفاذ فيما يتعلق بوحدة أراضيها، وستظهر ردة فعل جادة ومتناسبة على أي عمل يخالف ذلك".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إلى بيان الدول الخليجية وروسيا ، وقال: "من الواضح أن إيران لم تعتبر أبدًا مسألة وحدة أراضيها على الجزر الثلاث قابلة للتفاوض ونعتبر تدخل أي طرف، بما في ذلك الإمارات وروسيا في هذا الصدد غير مقبول وسنرد عليه بجدية".
وقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء الماضي، أن السفير الروسي في طهران "أُبلغ باستدعاء إيران والاحتجاج على البيان الختامي للاجتماع السادس المشترك لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وروسيا بشأن الجزر الإيرانية الثلاث".
يشار إلى أنه في يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، استضافت موسكو اجتماع حوار استراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، وبعد ذلك أصدر مجلس التعاون الخليجي وروسيا بيانًا مشتركًا.
وفي جزء من هذا البيان، تم دعم موقف دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران.
يذكر أنه منذ عام 1992، تريد دولة الإمارات العربية المتحدة إحالة هذه القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي. من ناحية أخرى، رفضت إيران هذا الطلب مشيرة إلى أن مسألة السيادة على الجزر حُسمت بشكل نهائي ودائم في عام 1971، ولم تعلن سوى استعدادها للتفاوض "لحل سوء التفاهم".
وبعد إثارة مواقف الإمارات بشأن الجزر الثلاث في تصريحات الزيارة الأخيرة لرئيس الصين إلى المنطقة، يتم الآن إثارة هذه المواقف مرة أخرى في اجتماع دول الخليج العربية مع روسيا، في وقت تحاول فيه طهران بدء علاقات ودية مع الدول العربية.
إلى ذلك، كتب نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، في مقال، يوم الجمعة الماضي: "إن ضعف النظام وعدم قدرته على الدفاع عن أراضي البلاد" تسبب في "تصريحات روسيا الأخيرة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث، واستخدام اسم مزيف للخليج الفارسي"؛ حسب تعبيره.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت إيران أقرب إلى روسيا والصين، وفي العام الماضي، أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وقال كنعاني في مؤتمره الصحافي حول قضية روبرت مالي، مندوب الولايات المتحدة السابق للشؤون الإيرانية: "ليس لدينا تقييم خاص بهذا الأمر؛ إننا ننظر إلى سلوك الحكومات ولا نعتبر مجيء الأفراد وذهابهم معيارًا للخطط والسياسات".
وأضاف: "نحن نولي اهتمامًا لسلوك الحكومة الأميركية وليس لدينا تقييم خاص حول تغيير الأفراد".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "طهران تايمز"، المقربة من النظام الإيراني، أن التقارب المفرط لروبرت مالي من مساعدين ومستشارين إيرانيين غير رسميين أدى إلى خلعه من منصبه في الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة: "كان مالي على اتصال بمختلف الدوائر والأشخاص، بما في ذلك سفير إيران لدى الأمم المتحدة وإيرانيين آخرين يمكن رؤية تأثيرهم في دبلوماسية واشنطن تجاه طهران".