إيران تهدد بهجوم "معقد" واستخدام "أسلحة أقوى" في ردها المحتمل على إسرائيل

هددت إيران بأنها "ستستخدم أسلحة أقوى" في أي هجوم جديد على إسرائيل؛ حيث أكد مسؤولون في الحرس الثوري، مرة أخرى، "حتمية" الرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، بينما قال الرئيس الإيراني إن وقف إطلاق النار المحتمل في غزة قد يؤثر على شدة هذا الهجوم.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تصريحات لمسؤولين إيرانيين، خلال محادثاتهم مع دبلوماسيين عرب، بأن إيران ستقوم بـ "ردٍ معقد وأقوى" يشمل مشاركة الجيش.

وذكرت الصحيفة الأميركية، يوم الأحد 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلاً عن عدد من المسؤولين الإيرانيين والعرب، أن إيران أبلغت دولاً عربية بأن ردّها القادم على الهجمات الإسرائيلية سيكون "ردًا معقدًا وأقوى"، وأن الجيش الإيراني سيكون جزءًا من هذا الرد.

وأوضحت الصحيفة أن طهران أكدت، في محادثات مع دبلوماسيين عرب، أنها ستستخدم صواريخ "برؤوس حربية أقوى"، بالإضافة إلى "أسلحة أخرى" لم تُستخدم من قبل.

ونُقل عن مسؤول إيراني للصحيفة قوله إن إيران قد تستخدم "أراضي العراق لتنفيذ جزء من العملية"، وأن هذا الهجوم سيكون "أكثر شدة وقوة من المرة السابقة".

وتساءلت "وول ستريت جورنال" عمّا إذا كانت هذه التهديدات جدية أم أنها مجرد تصريحات شديدة اللهجة في ظل الظروف الحالية؛ حيث أوضحت أن الهجوم الإسرائيلي الأخير قد كشف عن نقاط الضعف في الدفاعات الجوية الاستراتيجية لإيران، وزاد من خطر التصعيد ضدها.

وأشار المسؤول الإيراني، الذي تحدث للصحيفة، إلى أن الهجوم المرتقب من المتوقع أن يتم "بعد الانتخابات الأميركية، ولكن قبل تنصيب الرئيس الجديد".

وخلال الأشهر الستة الماضية، استهدفت إيران إسرائيل بهجومين صاروخيين، وقع الأول في منتصف ليل 14 إبريل (نيسان) هذا العام، بينما شنت الثاني مساء الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وردت إسرائيل على الهجوم الثاني، فجر السبت 26 أكتوبر، بإعلانها استهداف مواقع عسكرية في إيران، ما أسفر عن أضرار كبيرة بحسب تقارير إعلامية متعددة.

وأكدت الولايات المتحدة لإيران أنها ستواجه "عواقب وخيمة" في حال شنت هجومًا جديدًا على إسرائيل.

استمرار تهديدات الحرس الثوري

كرر قادة الحرس الثوري، في الأيام الأخيرة، تهديداتهم ضد الولايات المتحدة وإسرائيل؛ حيث وجه القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، تهديدًا في بيان مكتوب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل "ستواجهان ردًا قاسيًا" من إيران ومن "جبهة المقاومة"، وهي التسمية التي تستخدمها طهران للإشارة إلى الجماعات الموالية لها في المنطقة.

وفي خطاب له أمس، خلال تجمع حكومي، تزامنًا مع ذكرى احتلال السفارة الأميركية في طهران، الموافق 3 نوفمبر، كرر سلامي تهديداته للولايات المتحدة وإسرائيل وقال: "سنهزمهم في النهاية". كما أكد نائب القائد العام للحرس الثوري، علي فدوي، أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير "سيحدث بلا شك".

ومع ذلك، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في اليوم نفسه، إنه في حال وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، فإن ذلك سيؤثر على "نوعية وشدة" الرد الإيراني. وفي اجتماع للحكومة، اتهم بزشكيان إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، بالسعي إلى "تأجيج الأزمة والحرب".

تصاعد التهديدات بعد الهجوم الإسرائيلي

بعد الهجوم الإسرائيلي، فجر 26 أكتوبر الماضي، حاول المسؤولون الإيرانيون في البداية التقليل من شأنه، وأشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، إلى أنه سيترك القرار بشأن الرد إلى "المسؤولين".

ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، أصبح خطاب المسؤولين الإيرانيين أكثر حدة؛ حيث هدد خامنئي يوم أمس الأول السبت، إسرائيل والولايات المتحدة بـ "رد قاسي".

ووفقًا لتقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام، فقد أعطى خامنئي، يوم الاثنين الماضي، توجيهات للمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران بالاستعداد لهجوم على إسرائيل.