شيرين عبادي: اتهام المعارضين بـ"الأمراض النفسية" أسلوب قمع قديم للنظام الإيراني

أدانت المحامية والناشطة الحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، حجز طالبة جامعة "آزاد" في مستشفى للأمراض النفسية، معتبرةً أن اتهام المحتجين والمعارضين بـ"المرض النفسي" أسلوب قديم يتبعه النظام لقمع المعارضة.

ويوم السبت 2 نوفمبر (تشرين الثاني) خلعت طالبة بجامعة "آزاد" فرع العلوم والبحوث ملابسها في الحرم الجامعي، احتجاجًا على تعرضها لمحاولة فرض الحجاب الإجباري من قبل عناصر الأمن الجامعي.

وبعد انتشار مقاطع الفيديو بشكل واسع، أفادت تقارير بأن الطالبة تعرضت للضرب واعتقلت، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى للأمراض النفسية.

وفي منشور لها على إنستغرام، يوم الاثنين 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت عبادي إن رد فعل السلطات تجاه هذه الواقعة "ليس سوى تكرار لنفس السيناريو البالي، من خلال وصف المعترضين باضطرابات نفسية".

وأشارت إلى أن "وصم المعترضين بالأمراض النفسية يعد أسلوبًا قديمًا لأجهزة القمع"، وتساءلت قائلة: "إذا كانت الطالبة المحتجة في جامعة العلوم والبحوث تعاني من مرض، فلماذا تم اعتقالها؟ هل الجهاز الأمني مكلف بمعالجة المواطنين؟"

واستحضرت عبادي أيضًا "التجربة الأليمة" لمقتل بهنام محجوبي، السجين السياسي الذي فارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى للأمراض النفسية، مؤكدة أن نقل المواطنين من قبل الأجهزة الأمنية إلى مستشفيات نفسية يمثل أحد أشكال التعذيب الشديدة.

وفي السياق ذاته، كانت 4 جمعيات للطب النفسي في إيران قد انتقدت العام الماضي استخدام السلطات الإيرانية للطب النفسي كوسيلة لقمع معارضي الحجاب الإجباري.

شعارات الدعم وانتشار الهاشتاغات

وحتى الآن، لم يتم الكشف عن مكان احتجاز الطالبة أو حالتها، فيما انتشرت على نطاق واسع هاشتاغات تضامنًا معها.

وأظهرت صور وفيديوهات، حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، شعارات كـ"المرأة، الحياة، الحرية"، و"عاشت آهو الشجاعة"، و"الموت لخامنئي القاتل" مكتوبة على جدران في طهران، مساء يوم الأحد 3 نوفمبر (تشرين الثاني) دعمًا لاحتجاج الطالبة.

ومنذ يوم السبت، أعلنت عدة محاميات، من بينهن مريم كيان آرثي، عن استعدادهن للدفاع عن الطالبة مجانًا.

وقارن العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هذا الاحتجاج بتصرفات ويدا موحد، التي صعدت في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2017 على صندوق كهرباء في شارع الثورة بطهران، ورفعت وشاحها الأبيض على عصا، مما أشعل حركة "فتيات شارع الثورة".

وحظي هاشتاغ "الطالبة في جامعة العلوم والبحوث" بآلاف المشاركات من المستخدمين الناطقين بالفارسية، في حين بدأت تتداول أخبار حول هوية الطالبة؛ إذ أفادت بعض المصادر بأن اسمها "آهو دريايي"، وهي طالبة في قسم اللغة والأدب الفرنسي.

كما وردت رسائل صوتية من مواطنين عبر قناة "إيران إنترناشيونال"، أعرب فيها البعض عن دعمهم للطالبة.

وقال أحدهم: "احتجاج هذه الطالبة هو الصوت الأبرز لمن لا صوت لهم، وسيبقى صداها يتردد في التاريخ". وقال آخر: "رد النظام يعتمد على تضامن الطلاب، فإذا لم يتكاتفوا، سيقوم النظام بعكس الحقائق. إن تحملنا هذا الظلم، سنواجه ما هو أسوأ".