بزشكيان يشعل جدلاً في إيران بعد وقوفه أمام أردوغان واضعًا يده على صدره

انتقد المحافظون في إيران بشدة، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان؛ بسبب وقوفه أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واضعًا يده على صدره، في حين اعتبر مؤيدوه أن زيارته إلى مصر كانت مؤشرًا على فتح جديد في السياسة الخارجية، وطالبوا باتخاذ إجراءات ضد منتقدي تصرفات بزشكيان.

وكتب عضو البرلمان الإيراني عن طهران، حميد رسائي، أن بزشكيان رحب بأردوغان، مبتسمًا وواضعًا يده على صدره، بينما بدا الرئيس التركي عابسًا وجادًا. وأشار إلى بعض الكتابات في وسائل الإعلام التركية التي تقول إن "بزشكيان فهم من هو الزعيم الحقيقي للعالم الإسلامي"، وأضاف: "سلوك بزشكيان غير المدروس له ثمن كبير".

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة مسعود بزشكيان، وهو يحيي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة "دي-8" بالقاهرة، واضعًا يده على صدره. وذكرت وسائل الإعلام المقربة من المحافظين أن الرئيس التركي عبر في وقت سابق أمام بزشكيان، خلال قمة "بريكس" بروسيا، حيث صافح رؤساء دول آخرين، لكنه تجنب مصافحة الرئيس الإيراني.

وأشار رسائي أيضًا إلى افتتاح تركيا شبكة إخبارية باللغة الفارسية ودعمها لمعارضي بشار الأسد، قائلاً: "ألا يفهم الرئيس الإيراني هذه الأمور عندما يقف هكذا؟"؛ فبعد سقوط الأسد، هاجمت وسائل الإعلام وبعض المسؤولين الإيرانيين تركيا بشدة، ووصفت أردوغان بأنه "شريك لإسرائيل".

وقد وعد المرشد الإيراني، علي خامنئي، في وقت سابق من هذا الشهر، بعودة سوريا إلى سيطرة النظام الإيراني، وأشار بشكل غير مباشر إلى دور تركيا في سقوط الأسد، قائلاً: "إن دولة مجاورة لسوريا تلعب دورًا بارزًا في هذا الصدد".

وردًا على هذه التصريحات وغيرها من حديث خامنئي بشأن عدم هزيمة "محور المقاومة"، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: "إن وجود إيران في سوريا لم يتمكن من منع إبادة جماعية كبيرة في غزة".

وقال بزشكيان، في اللقاء الذي عقده مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، في القاهرة: "إن التطورات في سوريا يجب أن تكون مصحوبة بالحفاظ على وحدة أراضيها، وأي مساس بوحدة أراضي سوريا غير مقبول على الإطلاق".

توقعات بمظاهرة ضد بزشكيان

وقد ردت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة على الانتقادات الموجهة إلى تصرف بزشكيان أمام أردوغان في القاهرة؛ حيث توقع موقع "عصر إيران" أن هناك احتمالاً بحدوث مظاهرة ضد هذه الزيارة.

وأوضح الموقع الإيراني، في تعليقه على هذه الانتقادات قائلاً: "هل يتوقعون أن يتخلى رجل في السبعين من عمره عن عاداته وتقاليده الحياتية المتواضعة؛ لأنه أصبح رئيسًا للجمهورية منذ بضعة أشهر؟".

كما تحدث مؤيدو الحكومة عن نجاحات زيارة بزشكيان إلى مصر، ونقلت صحيفة "شرق"، في تقرير لها على صفحتها الأولى بعنوان: "من الخليج إلى النيل"، عن المحللين: "إن تعزيز العلاقات مع مصر يصب في مصلحة المنطقة".

وسافر بزشكيان إلى القاهرة، أول من أمس، للمشاركة في القمة الحادية عشرة لرؤساء دول منظمة التعاون الاقتصادي للدول الثماني الإسلامية النامية، التي شارك فيها ممثلون من إيران، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وباكستان، وتركيا، وماليزيا، ومصر ونيجيريا.

وقبل 12 عامًا، كان الرئيس الأسبق، محمود أحمدي نجاد، أول مسؤول إيراني رفيع المستوى يزور القاهرة للمشاركة في قمة "منظمة التعاون الإسلامي"، بعد 34 عامًا من قطع العلاقات بين طهران والقاهرة.