الناشطة الإيرانية الحائزة على نوبل نرجس محمدي: هزائم النظام تسهل طريقنا نحو الديمقراطية

قالت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، إنه "على الرغم من الأنشطة والاستثمارات التي قامت بها إيران على مستوى المنطقة وفي القوات الوكيلة لها، فقد تكبد نظام طهران في الأشهر الأخيرة خسائر لا يمكن تعويضها".

وأضافت، خلال لقاء وحوار عبر الإنترنت مع مسعود قره خاني، رئيس البرلمان النرويجي، وفي إجابة على سؤال من صحافي نرويجي كان حاضرًا في الجلسة: "نظرًا لعدم شرعية النظام داخل البلاد، واعتماده فقط على قوة مزيفة قائمة على القمع، فإن طريقنا نحو الديمقراطية يصبح أكثر وضوحًا وسهولة".

وتابعت: "أنا لا أقول إن عملنا سيصبح سهلًا. لكنني أتحدث عن يقيني بالنصر في مسار الديمقراطية والحرية والمساواة، وأنا متفائلة جدًا".

وأشارت الناشطة الإيرانية إلى أن "وعي الشعب الإيراني قد وصل في السنوات الأخيرة، خاصة مع حركة المرأة، الحياة، الحرية، إلى مستوى تاريخي سيكون له دور كبير في تحقيق الديمقراطية".

وقالت: "صحيح أن الشعب قد ناضل على مدار 46 عامًا لتحقيق حقوقه، لكننا الآن في فترة زمنية استثنائية لتحقيق الحرية".

وأكدت نرجس محمدي: "أسعى إلى الانتقال من الجمهورية الإسلامية كنظام استبداد ديني، مع التركيز على تحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة، وإعطاء الشعب دوره الحقيقي".

وتطرقت الناشطة، التي صدر ضدها عدة أحكام بالسجن، إلى التطورات الإقليمية قائلة: "لا يمكن إنكار أن هناك العديد من العوامل الإقليمية والخارجية المؤثرة، لكن الأولوية بالنسبة لي هي دور الشعب. الشعب، بفضل وعيه وإرادته للانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية، سيحقق النجاح رغم صعوبة المرحلة القادمة".

نظام يفتقد القدرة على تحقيق الديمقراطية والحرية

وأضافت الحائزة على جائزة نوبل للسلام: "النظام الإيراني أثبت على مدار 46 عامًا أنه يفتقر إلى القدرة على تحقيق الديمقراطية والحرية".

وأردفت: "الأمر الأكثر أهمية هو أن إيران لا تملك القدرة على الإصلاح. لا يمكننا أن نتخيل أن هذا النظام قابل للإصلاح. وبالتالي، الخيار الوحيد المتاح أمامنا هو الانتقال من هذا النظام الاستبدادي الديني".

وخلال هذا اللقاء الافتراضي، هنأ مسعود قره خاني مرة أخرى نرجس محمدي على حصولها على جائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى فيديو تظهر فيه محمدي وهي تهتف "المرأة، الحياة، الحرية" أثناء نقلها من المستشفى بسيارة إسعاف. وقال قره خاني مخاطبًا محمدي: "أنتِ امرأة شجاعة."

وخلال اللقاء، ناقش الطرفان قضايا حقوق الإنسان في إيران وحركة "المرأة، الحياة، الحرية".

وبعد نهاية اللقاء، وفي مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" قال مسعود قره خاني: "يجب أن نشهد قريبًا ثورة في إيران".

ووفقًا لتقاليد جائزة نوبل للسلام، يُدعى الفائزون بالجائزة في اليوم التالي لاستلامها إلى لقاء رسمي مع رئيس البرلمان النرويجي. وفي العام الماضي، بسبب سجن نرجس محمدي، دُعيت عائلتها التي تسلمت الجائزة نيابة عنها إلى هذا اللقاء.

نرجس محمدي، التي تقضي إجازة طبية مؤقتة من السجن، عقدت في وقت سابق اجتماعًا افتراضيًا مع أعضاء لجنة نوبل للسلام.

مقابلة مع "سي إن إن"

كما أجرت نرجس محمدي، يوم الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول)، مقابلة مع كريستيان أمانبور، مقدمة البرامج في شبكة "سي إن إن"، قالت فيها: "منذ حصولي على جائزة نوبل للسلام، زادت ضغوط السلطات الإيرانية عليّ في السجن".

وأضافت: "بغض النظر عن أي عقوبة أو ضغط تمارسه الحكومة ضدي، سأبقى صامدة ضد الإعدام، والفصل العنصري القائم على الجنس، وسياسات نظام الجمهورية الإسلامية".

وعن الكتاب الذي تعمل عليه في السجن، قالت لشبكة "سي إن إن" إنه ليس مجرد مذكرات شخصية، بل يتناول تجارب المجتمع الإيراني خلال العقود الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالنساء.

وأضافت: "لقد عانت النساء في إيران أشد أنواع القمع في العقود الأخيرة، واستمررن في مقاومتهن. هذه المقاومة لم تكن فقط ضد الحكومة، بل أيضًا ضد التقاليد القديمة في الشرق الأوسط وداخل البلاد".

وأكدت أن "مقاومة النساء الإيرانيات كانت دائمًا مصحوبة بأمل في مستقبل مشرق، وقد دفعن ثمنًا باهظًا مقابل هذه الصمود".