الخارجية الإيرانية: إعادة فتح سفارة طهران في سوريا مرهون بتوفر ضمانات أمنية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر (كانون الأول) إن إيران ستعيد فتح سفارتها في دمشق، لكن الأمر لن يتم في المستقبل القريب قبل ضمان أمن الموظفين.

وأضاف بقائي: "أفضل أن لا أستخدم كلمة "وشيك". هذا الأمر على جدول الأعمال، وبمجرد استيفاء الشروط اللازمة– سواء على الصعيد الأمني أو السياسي– سنتقدم نحو إعادة فتح السفارة".

وأظهرت مقاطع فيديو، في اليوم الذي فرّ فيه الرئيس بشار الأسد إلى موسكو، مسلحين يقتحمون السفارة الإيرانية، وهم يعبثون بالوثائق ويدمرون المبنى، حيث شوهد زجاج متناثر وأثاث مكسور داخل المبنى. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الموظفين فرّوا قبل اقتحام المبنى.

وفيما يتعلق بتصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الاثنين، التي قالت فيها إن على إيران وروسيا أن لا يكون لهما دور في مستقبل سوريا، علق بقائي قائلاً: "هذه نكتة مثيرة، وأعتقد أنها ربما كانت تقرأ كتب التاريخ عندما أدلت بهذا التعليق. لقد انتهى العصر الذي يمكن فيه للقوى الأجنبية أن تملي أوامرها على دول أخرى".

وأوضح بقائي الدور الإيراني في سوريا قائلاً: "وجودنا في سوريا كان مبدئيًا وأساسيًا، وانسحابنا كان مسؤولًا. لم نكن نسعى للتوسع أو الهيمنة أو إحياء الإمبراطوريات السابقة. ما كان يهمنا في سوريا هو المساعدة في ضمان أمنها في محاربة الإرهاب".

وتُعد سوريا، بقيادة الأسد، عنصرًا رئيسيًا في ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الإيراني، إذ تُستخدم كمعبر بري حيوي لتزويد حزب الله في لبنان بالأسلحة والمواد اللوجستية.

وخلال السنوات الماضية، سعت إسرائيل لتعطيل هذا الخط من خلال مئات الضربات الجوية.

وخلال المؤتمر الصحافي، تطرق بقائي أيضًا إلى تصريحات بعض السياسيين الإيرانيين حول ديون الحكومة السورية لإيران، والتي تُقدّر بنحو 30 إلى 50 مليار دولار.

ووصف الأرقام بأنها مبالغ فيها، موضحًا أن الديون ستُنقل إلى النظام السياسي الجديد في سوريا بناءً على مبدأ "خلافة الدول".

وقال: "هذه الأرقام، مثل الادعاء بوجود دين قيمته 50 مليار دولار على سوريا لصالح إيران، مبالغ فيها بشكل كبير".

وفي سياق استعدادات إيران للمستقبل بعد سنوات الحرب في سوريا، أكد بقائي أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان سيحضر قمة "D-8" التي ستُعقد في مصر.

ومن المقرر أن تنعقد القمة، التي تضم الدول الإسلامية الثماني النامية، والمعروفة باسم "منظمة التعاون الاقتصادي لمجموعة الثماني"، بعد غد الخميس.