أميركا تتهم إيرانيين اثنين بالهجوم على قاعدة "البرج 22" في الأردن العام الماضي

اتهمت وزارة العدل الأميركية إيرانيَّيْن اثنين بإرسال تكنولوجيا حساسة بشكل غير قانوني إلى إيران، تم استخدامها في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وقد أعلن المدعون الفيدراليون في بوسطن مساء الاثنين، اسمي الشخصين المتهمين، وهما مهدي محمد صادقي، مواطن إيراني-أميركي، ومحمد عابديني نجف ‌آبادي، المقيم في إيران وسويسرا.

ووفقًا للتقارير، فقد تم اعتقال مهدي محمد صادقي أمس الاثنين في بوسطن، بينما اعتُقل محمد عابديني في ميلان بإيطاليا بناءً على طلب من الولايات المتحدة، حيث يسعى المدعون إلى تسليمه لأميركا.

وبحسب وكالة "أسوشييتد برس"، يواجه كلا الشخصين تهمًا بانتهاك قوانين مراقبة الصادرات، بالإضافة إلى اتهام محمد عابديني بدعم إيران لوجستيًا فيما يتعلق بالهجوم بطائرة مسيّرة على القاعدة العسكرية في الأردن.

وقد وقع الهجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية أميركية شمال شرقي الأردن، المعروفة باسم قاعدة "البرج 22"، في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.

وأوضح جوشوا ليفي، المدعي العام الأميركي في ولاية ماساتشوستس، خلال مؤتمر صحافي، أن اعتقال المتهمين جاء بعد اكتشاف خبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي أن مكونات نظام تحديد المواقع (GPS) في تلك الطائرة المسيّرة تعود إلى شركة إيرانية تدعى "صدرا".

ووفقًا للتقارير، كان مهدي محمد صادقي موظفًا في شركة "Analog Devices"، التي تتخذ من بوسطن مقرًا لها والمتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات.

ولم تُشر تقارير المدعين العامين تحديدًا إلى اسم الشركة، لكن شركة "Analog Devices" أكدت في بيان لها أن مهدي محمد صادقي كان موظفًا لديها.

وبحسب المدعين، فإن محمد عابديني يُعد أحد مؤسسي شركة "صدرا"، وكان يشتري المعدات من شركة "Analog Devices" عبر شركة في سويسرا، ليتم نقلها في النهاية إلى إيران.

وأشار المدعون إلى أن محمد عابديني على صلة بالحرس الثوري الإيراني، وقد قام بتوريد مكونات مثل مقياس التسارع والجيروسكوب وإرسالها إلى إيران.
ولم تُسجل أي تعليقات من المتهمين أو محاميهم حتى الآن.

وقد مثُل مهدي محمد صادقي أمس الاثنين أمام محكمة في بوسطن خلال جلسة قصيرة، حيث قرر القاضي تمديد احتجازه حتى الجلسة المقبلة.

وقال جوشوا ليفي، خلال مؤتمر صحافي في بوسطن: "عندما نتحدث عن مخاطر وقوع التكنولوجيا الأميركية في الأيدي الخطأ، نتحدث عادةً عن مخاطر افتراضية، لكن للأسف هذه المرة لسنا بصدد فرضيات أو تكهنات".

وكان الهجوم بالطائرة المسيّرة على "البرج 22" أول هجوم مميت ضد القوات الأميركية منذ بدء الحرب في غزة.

وقد نفت إيران تورطها في هذا الهجوم، في حين أعلنت جماعة الميليشيات العراقية المعروفة باسم "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن الهجوم.

وعقب ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن شن هجوم واسع استهدف 85 موقعًا مرتبطًا بالميليشيات في العراق وسوريا.