رغم مضايقات الأمن.. اتحاد الكُتاب الإيرانيين يحيي الذكرى الـ26 لضحايا جرائم القتل المتسلسل

أعلن اتحاد الكُتّاب الإيرانيين أنه سيقيم مراسم تكريم ذكرى ضحايا "جرائم القتل المتسلسل"، عبر تغطية مزار كل من محمد مختاري ومحمد جعفر بويَنده بالورود يوم 6 ديسمبر (كانون الأول).

يُذكر أن مختاري وبويَنده، وهما من أبرز الكتاب الإيرانيين، كانا ضمن ضحايا سلسلة من عمليات الاغتيال السياسي التي قام بها النظام الإيراني ضد المعارضين، ووقعت في خريف عام 1998، وعُرفت باسم "جرائم القتل المتسلسل".

وفي بيان أصدره الاتحاد، اليوم الخميس 5 ديسمبر، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاغتيال مختاري وبويَنده، أكد أنه "كما جرت العادة كل عام، ستُقام مراسم في الساعة الثالثة عصرًا يوم 6 ديسمبر عند مزار مختاري وبويَنده، اللذين قدّما حياتهما في سبيل الحرية، في مقبرة (إمام زاده طاهر) بمدينة كرج".

وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد أقرت بمسؤوليتها عن اغتيال الكاتبين، بالإضافة إلى داريوش فروهر وزوجته بروانه فروهر. لكنها زعمت أن "مجموعة من موظفي الوزارة المتمردين" هم من نفذوا تلك الجرائم.

وفي بيانها، شددت رابطة الكُتّاب على أن مرور ألف عام على هذه الجريمة السياسية والحكومية لن يثنيها عن المطالبة بالعدالة، وجددت دعوتها لكشف جميع أبعاد هذه الجرائم.

وأشارت الرابطة إلى أن "حرية التعبير، والنضال المستمر وغير المتهاون ضد الرقابة، والسعي نحو مجتمع خالٍ من الظلم والقمع" تمثل الإرث العظيم الذي تركه مختاري وبويَنده، بالإضافة إلى شخصيات مثل بكتاش آبتين وسعيد سلطانبور. وأكدت أهمية الحفاظ على هذا الإرث.

كما تناول البيان مسار المحاكمات التي جرت بشأن جرائم القتل المتسلسل، مشيرًا إلى أنه "عندما انكشف سر الجرائم التي ارتكبها عناصر أمنيون تابعون لوزارة الاستخبارات، اضطروا للاعتراف بها. لكن المحاكمة التي أُجريت للمتهمين كانت تفتقر للشفافية، وحُرمت عائلات الضحايا ومحاميهم من الحضور، مما جعلها محاكمة صورية وعاجلة. وبعد ذلك، أُطلق سراح المتهمين في إجازة مفتوحة".

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الإيرانية لم تسمح حتى الآن بإقامة مراسم إحياء ذكرى محمد مختاري ومحمد جعفر بويَنده في مزارهم بمدينة كرج.

وخلال السنوات الماضية، تدخلت الأجهزة الأمنية لفض أي فعاليات مستقلة لإحياء ذكرى الضحايا، وقامت باعتقال عدد من المشاركين.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، على سبيل المثال، منعت قوات الأمن إقامة مراسم تكريم ضحايا "جرائم القتل السياسي المتسلسل"، وقامت بتصوير المشاركين في الفعالية، بل ووصل الأمر إلى هرس الزهور التي وُضعت على مزار مختاري وبوينده.