رغم التصريحات العدائية بين البلدين بعد سقوط بشار.. طهران تتفاوض لإعادة فتح سفارتها في دمشق

في الوقت الذي اتخذ فيه أحمد الشرع، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا، والمرشد الإيراني علي خامنئي، مواقف عدائية تجاه بعضهما البعض، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة في إيران أن طهران تجري مفاوضات لإعادة فتح سفارتها في دمشق.

وقالت فاطمة مهاجراني المتحدثة باسم الحكومة في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر (كانون الأول)، بشأن إعادة فتح السفارة الإيرانية في سوريا: "نهجنا دبلوماسي، ونحن وهم جاهزون، ونحن في مفاوضات دبلوماسية لإعادة فتح سفارات البلدين".

وكان إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، قد صرح في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين 23 ديسمبر، بأن إيران لم تتمكن بعد من إنشاء قناة اتصال مباشرة مع الحكام الجدد في سوريا.

يشار إلى أن القوات المعارضة لبشار الأسد، بقيادة هيئة تحرير الشام، تمكنت فقط خلال 11 يومًا، من 27 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، من الإطاحة بنظام الأسد في سوريا.

وكانت سفارة إيران في دمشق هي الوحيدة التي تعرضت لهجوم من قبل القوات المتمردة في 8 ديسمبر.

وبعد سقوط الأسد، وعد خامنئي، الأحد 22 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، قائلاً: "بتوفيق الله، ستتحرر المناطق التي تم احتلالها في سوريا، على يد الشباب الشرفاء السوريين".

وجاءت تصريحات خامنئي في وقت كانت فيه وفود من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط قد التقت مع القادة الجدد في سوريا بعد سقوط حكومة الأسد.

وفي غياب إيران، بدأت تركيا، الداعم الرئيسي لهيئة تحرير الشام، علاقاتها الدبلوماسية مع الحكام الجدد في سوريا.

وفي تصريحات صحافية نُشرت في 20 ديسمبر الجاري، قال أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، إن سوريا في عهد الأسد "تحولت إلى منصة لإيران من أجل السيطرة على العواصم العربية الرئيسية، وتوسيع الحروب، وزعزعة استقرار الخليج من خلال المخدرات مثل الكبتاغون".

وأضاف الشرع: "لقد خدمنا مصالح المنطقة من خلال إزالة الميليشيات الإيرانية وقطع الطريق أمام نفوذ إيران في سوريا، وما لم تستطع الدبلوماسية والضغط الخارجي تحقيقه، حققناه بأقل الخسائر".