"لعبة" وكالة الطاقة الذرية.. والمواجهة بين أوروبا وإيران.. وجدل حجب الإنترنت
بين التهديد والترغيب تحاول إيران منع إصدار قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما تحدثت عنه الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني).
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد حذر من أن طهران سترد بشكل مناسب، إذا سعت الأطراف الأخرى للمواجهة، منتقدًا التصرفات الأوروبية، وقال إنها "غير مبررة واستفزازية".
وفي هذا السياق، حذرت وسائل إعلام إيرانية من أن تقديم الدول الغربية قرارًا ضد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون بمثابة تمهيد لتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، وتحويل ملفها النووي إلى مجلس الأمن.
وتوقعت صحيفة "تجارت"، الصادرة اليوم، أن يصدر المجلس في اجتماعه، الذي بدأ الأربعاء، وسيستمر حتى يوم الجمعة، قرارًا ضد إيران، واصفة سلوك المجلس بـ"العدائي"، وأنه يسير تحت ظلال الموقف المعادي، الذي تتبناه "الترويكا الأوروبية" ضد برنامج إيران النووي.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تقدم الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) قرارًا ضد إيران يدين نشاطها النووي، وسوف تطلب في قرارها من الوكالة الدولية للطاقة مضاعفة ضغوطها على إيران.
كما عنونت صحيفة "مردم سالاري" حول الأزمة، وكتبت في "مانشيتها" اليوم الخميس: "اللعبة المعقدة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وقالت إن أحد الأهداف من وراء هذه الضغوط الإيرانية هو الضغط على طهران لقبول التفاوض على برنامجها النووي، لاسيما أننا على مقربة من انتهاء موعد العمل بالاتفاق النووي؛ حيث سينتهي عام 2025.
وفي شأن آخر، أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى الجدل السياسي الداخلي، ومحاولة بعض الأطراف المتشددة عرقلة عمل الحكومة الإصلاحية فيما يتعلق بمعالجة بعض المشاكل، مثل قضية الإنترنت، وكتبت: "المتشددون أكثر سذاجة من أن يفهموا أن بزشكيان هو آخر فرصة أمام النظام، ولهذا على العقلاء من التيار الأصولي أن يفهّموا هؤلاء المتشددين هذه الحقيقة".
وأضافت الصحيفة أنه وبعد أن اتخذت الحكومة قرار رفع الحجب تنوعت أشكال معارضة هذا التيار الأصولي للقضية.. مشيرة إلى الحُجة الباهتة التي يرددها الأصوليون؛ حيث يعتبرون أن العالم الافتراضي هو مكان يمكن استخدامه للإضرار بالبلد واستقراره، وتساءلت بالقول: "إذا كان هذا منطقكم فلماذا لا تمنعون استخدام السكاكين كونها تسبب حالات قتل أكثر من الأسلحة النارية نفسها؟!"، مؤكدة أن هذا المنطق سخيف ولا يمكن قبوله أو تطبيقه عمليًا.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"آرمان ملي": المواجهة بين أوروبا وإيران
تناول الكاتب والمحلل السياسي، قاسم محب علي، في مقال بصحيفة "آرمان ملي" تردي العلاقات بين إيران والدول الأوروبية، وتحركات هذه الدول للضغط على إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ حيث تسعى لإصدار قرار يدين إيران وجهودها النووية المقلقة.
وقال الكاتب: "إن الدول الأوروبية ستكون متفقة في موقفها مع الموقف الأميركي، ونظرًا إلى التصعيد المحتمل بين طهران وواشنطن في الفترة المقبلة من المتوقع أيضًا أن نشهد تصعيدًا بين إيران والدول الأوروبية".
وذكر محب علي أن إيران ستبادر، في حال اتخاذ قرار ضدها في مجلس محافظي الوكالة، بقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول الأوروبية.. منتقدًا تعطل الحكومة في التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الديمقراطية المنتهية ولايتها، إلى أن وصل الجمهوريون المتشددون تجاه إيران إلى البيت الأبيض، بقيادة دونالد ترامب.
وذكر الكاتب حسن هاني زاده، بدوره، في مقال آخر بالصحيفة، أن الدول الأوروبية، وبالنيابة عن الولايات المتحدة الأميركية، تحاول قطع آخر حلقات الاتصال بين إيران والوكالة الدولية للطاقة.
كما لفت الكاتب إلى العقوبات الأخيرة، التي فرضها الاتحاد الأوروبي على قطاع الطيران والشحن البحري، معتقدًا أن هذه التحركات تكشف عن عزم الدول الأوروبية تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران لتعود العقوبات الأممية على إيران، بعد أن أُلغيت عام 2015، على خلفية توقيع الاتفاق النووي.
وأضاف الكاتب هاني زاده أن إيران أيضًا، وبعد أن يتم تفعيل "آلية الزناد" ضدها، ستلجأ إلى "آلية الزناد" الخاصة بها؛ حيث ستضاعف من نسبة تخصيب اليورانيوم، وستمنع زيارات مفشي الوكالة الدولية للمفاعل النووي.
"كيهان": قرارات مجلس الأمن الدولي فارغة ولا يمكن للعقوبات زيادة الضغوط على إيران
حاولت صحيفة "كيهان" المعارضة لأي اتفاق أو مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، حاولت طمأنة الأطراف القلقة من احتمالية التصعيد ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت إنه لا إمكانية لحدوث أي إجماع على برنامج إيران النووي بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت الصحيفة أنه من "النكت السمجة" في برنامج إيران النووي هو التكرار المتعدد للخطأ نفسه من الثقة بالأطراف الأوروبية من جانب إيران، محذرة من الثقة بالغرب والاطمئنان إليه، مرة أخرى.
كما قللت الصحيفة من أهمية القرارات، التي يصدرها مجلس الأمن الدولي، واصفة هذه القرارات بقرارات الأوراق الفارغة؛ لأنها- حسب قراءتها- لم تعد هناك عقوبات فاعلة يمكن أن تُفرض على طهران، ومِن ثمّ لا قلق من زيادة الضغوط على البلد.
"خراسان": ردودنا السابقة على إسرائيل لم تكن ناجحة ويجب البحث عن حل آخر
أشارت صحيفة "خراسان" الأصولية إلى أن الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل لم تكن مثمرة من حيث النتائج، ولم تؤدِ إلى وقف إطلاق النار، مضيفة أنه يجب على إيران أن تسلك مسارًا آخر، لأن هجماتها لم تكن "استراتيجية".
وأوضحت الصحيفة أن الهدف الأساسي الآن لإيران ومحور المقاومة هو وقف الحرب والتوصل لوقف إطلاق النار؛ لأنه وفي حال تم التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار دون أن تكون إسرائيل قد حققت أهدافها؛ فهذا يعني أنها الطرف المهزوم في هذا الصراع.
وذكرت "خراسان" أيضًا أن إيران حاولت استخدام الردين السابقين على إسرائيل كوسيلة ضغط سياسية، لكن تبين أن هذا النهج لم يكن ناجحًا، ولهذا يجب البحث عن طريق آخر، حسب تعبير الصحيفة.