تخبط حول لقاء إيلون ماسك واستنساخ تجربة "روحاني" الفاشلة وإسقاط النظام
بعد ضجة إعلامية وترحيب بين الإصلاحيين وصحفهم، نفت الحكومة الإيرانية خبر صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الذي كشف عن لقاء سري جمع بين مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، ومستشار الرئيس الأميركي المنتخب، إيلون ماسك.
وجاء هذا النفي بعد هجوم واسع شنته وسائل الإعلام والمنابر المقربة من المرشد الإيراني، والحرس الثوري؛ حيث اتهمت حكومة بزشكيان بمحاولة استنساخ تجربة روحاني الفاشلة في التعويل على المفاوضات مع المسؤولين الأميركيين.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد نفى أمس خبر لقاء إيلون ماسك مع مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، وأعرب عن استغرابه مما وصفه بـ "الحملة الإعلامية الواسعة لوسائل الإعلام الأميركية" حول هذا الأمر.
كما أن صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، قد هاجمت المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، في عددها الصادر أمس السبت، واعتبرت أن ما قام به دليل على "خيانته" أو "سذاجته"، لتعود اليوم وتشكر الحكومة بعد نفيها لخبر اللقاء، وذكرت أنه رغم ترحيبها بنفي الحكومة للخبر، فإنها تعتقد بأن ذلك جاء متأخرًا، وكان ينبغي للحكومة أن تنفي ذلك بوقت أسرع.
کما ذكرت صحيفة "شهروند" الأصولية أن الولايات المتحدة الأميركية تهدف من وراء هذا الخبر "الكاذب" إلى تحقيق بعض الأهداف، منها خلق الانقسام في الداخل الإيراني، وإضعاف محور المقاومة عبر إرسال رسائل إلى الجماعات المسلحة تظهر ضعف إيران وترددها في المواقف، كما أنها تهدف إلى إظهار قوة ترامب في جر إيران إلى طاولة المفاوضات، حسب الصحيفة.
وفي شأن غير بعيد سلطت صحيفة "تجارت" الاقتصادية الضوء على ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مصادر مطلعة، أن دونالد ترامب يعتزم إعادة سياسة "الضغط الأقصى"، التي انتهجها سابقًا ضد إيران، بهدف إجبارها على التفاوض بشأن برنامجها، ووفقًا للتقرير، فقد تم وضع سياسة "الضغط الأقصى" لمنع زيادة عائدات النظام الإيراني، التي تُستخدم لتمويل الجماعات الوكيلة في المنطقة، ومع ذلك، فإن الهدف النهائي للحملة هو دفع طهران للتفاوض على اتفاق نووي جديد وتعديل سياساتها الإقليمية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"آرمان امروز": تخبط حول لقاء إيلون ماسك والمندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة
قالت صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، تعليقًا على خبر لقاء إيلون ماسك والمندوب الإيراني الدائم في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، ثم نفي الخارجية الإيرانية للخبر بعد مرور ما يزيد على 30 ساعة من انتشاره: "إن تخبطًا ملحوظًا يمكن رؤيته في التناول الإعلامي الحكومي الإيراني في هذا الموضوع، وهو ما يثير تساؤلات عن حقيقة الأمر؛ فهل عُقد اللقاء فعلاً ونفت الحكومة ذلك بعد المواقف المتشددة لبعض وسائل الإعلام النافذة (صحيفة كيهان)؟".
وانتقدت الصحيفة هذا التراجع، ورأت أنه يدل على عدم حسم الحكومة والنظام لقرار التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، متوقعة أن يكون اللقاء فعلاً قد تم بين الطرفين، ونشرت مقالاً للكاتب صابر غل عنبري يوضح فيه أهمية اللقاء ودلالاته.
وذكر الكاتب غل عنبري، في مقالة هذا، أن أحد أهداف ترامب من هذا اللقاء هو معرفة مدى استعداد الإيرانيين وموقفهم من التفاوض مع إدارته القادمة، رغم أن المسؤولين فيها يعتبرون من الأكثر تشددًا ضد إيران، كما رأى أن الهدف الآخر قد يكون إرسال رسالة واضحة لإيران برغبة ترامب في عدم التصعيد في الفترة المقبلة من إدارته.
"كيهان": ترامب لم يغير من نهجه السابق وهدفه لا يزال إسقاط النظام في إيران
علّقت صحيفة "كيهان"، التي تصدر تحت إشراف المرشد الإيراني، علي خامنئي، على تصريحات بعض النشطاء السياسيين حول إمكانية إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن في ظل الإدارة الأميركية الجديدة، مؤكدة أن ترامب عام 2024 "هو نفسه ترامب لعام 2016".
وأضافت الصحيفة: "ما يشكّل جوهر الاستراتيجية الكبرى لترامب وجميع الإدارات الأميركية السابقة هو تهديد وجود النظام الإيراني".
وأشارت الصحيفة كذلك إلى موضوع اللقاء بين ممثل إدارة ترامب الجديدة، إيلون ماسك، والمندوب الإيراني في الأمم المتحدة، وشكرت الحكومة على نفيها للخبر، لكنها علقت على ذلك بالقول: "على الرغم من أن هذا النفي قد أزال القلق والمخاوف الموجودة في هذا الصدد، فإنه ينبغي القول إن تأخير نفي هذا الخبر المدمر، والذي طال ما يقارب 36 ساعة لا يمكن أن يبقى دون لوم أو عتاب".
"همدلي": المتشددون في الداخل والمعارضون في الخارج يعارضون الدبلوماسية بين طهران وواشنطن
رأت صحيفة "همدلي"، التي كانت مؤيدة لمثل هذه اللقاءات والتحركات الدبلوماسية، أن المتشددين في إيران يسيرون في الاتجاه نفسه، الذي تسلكه المعارضة الإيرانية الراغبة في إسقاط النظام؛ إذ تعارض هي الأخرى وجود دبلوماسية وقنوات تواصل بين طهران وواشنطن.
ولفتت الصحيفة إلى ردود الفعل المتشددة من الأصوليين تجاه اللقاء بين ماسك وممثل إيران في الأمم المتحدة، ورأت أن هؤلاء المعارضين في الداخل يجنون مكاسب اقتصادية لمثل هذه المواقف؛ لأنهم هم المستفيدون من بقاء العقوبات المفروضة على إيران، وما توفره لهم من موارد عبر حصر واحتكار المنافذ الاقتصادية بيدهم.
ونقلت الصحيفة تعليقات بعض الناشطين السياسيين حول وصف صحيفة "كيهان" للقاء بين ماسك وإيرواني بأنه خيانة وسذاجة؛ حيث رفض الناشط داوود حشتمي ذلك، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارة ليست خيانة، وإنما هي عين العقلانية والحكمة، معتقدًا أن الأصوليين الرافضين لمثل هذه التحركات هم "واهمون" في أفكارهم ومواقفهم تجاه العلاقات الخارجية للبلاد.
كما قال الناشط السياسي، سعيد مالكي: "إن أي لقاء من هذا النوع لا بد أن يكون بموافقة من الجهات السياسية العليا في إيران، ومِن ثمّ فإن محاولة عرقلة مثل هذه التحركات هو إجراء بهدف إفشال سياسات النظام ومنع أي اتفاق محتمل".