صحف إيران:

"مؤامرة" إسرائيل ضد طهران.. والاتفاق مع غروسي.. والتفاوض مع واشنطن

احتلت زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أهمية كبيرة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 14 نوفمبر (تشرين الأول)، حيث وصفتها صحف إصلاحية بأنها "شديدة الأهمية" كونها تؤثر على رؤية ترامب للتعامل مع الملف الإيراني.

صحيفة "آرمان ملي" دعت إلى ضرورة أن تتوصل طهران إلى اتفاق مع غروسي في زيارته الحالية، ومنع صدور تقرير يتهم إيران بعدم التعاون، مؤكدة أن ذلك سينعكس مباشرة على توجه ترامب وموقفه من إيران مستقبلا.

صحيفة "آرمان إمروز" أشارت أيضا إلى الزيارة، ولفتت إلى تصريحات غروسي قبل يومين في أذربيجان عندما حذر إيران من عدم التعاون، وتأكيده على أن الوقت ينفد بشأن التوصل لاتفاق، وأن الأوضاع والظروف الدولية قد تغيرت.

وفي شأن غير بعيد أشارت صحيفة "إسكناس" إلى الاتهامات الجديدة لطهران بشأن ضلوعها في محاولة اغتيال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وتأثير ذلك على العلاقة مع واشنطن في المرحلة القادمة، وقالت إن هذه "مؤامرة" لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لمنع أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق بين إيران وأميركا.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني والمتحدث باسم الخارجية اللذين وصفا هذه الاتهامات بأنها تهدف "لوضع الألغام في مسار العلاقة المعقدة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية".

صحيفة "جمله" تطرقت إلى قضية افتتاح "عيادة نفسية" في طهران لمعالجة النساء اللواتي يخالفن قانون الحجاب الإجباري، في خطوة تعتبر الأحدث ضمن محاولات السلطات تصوير معارضي هذا القانون على أنهم يعانون من اضطرابات نفسية.

وستكون هذه العيادة، هي الأولى من نوعها في إيران، المخصصة لتقديم "علاج علمي ونفسي للالتزام بالحجاب"، بحسب تصريحات المُشرفة المسؤولة عن المشروع، مهري طالبي دارستاني.

صحيفة "جمله" وصفت هذه التصريحات بـ"السخيفة"، وتساءلت لماذا يصر المسؤولون الإيرانيون على تجاهل القضايا المحورية مثل الأزمة الاقتصادية والعلاقات الدولية، ويركزون في المقابل على قضايا فرعية مثل الحجاب؟

كما لفتت الصحيفة إلى نفي الحكومة أي دور لها في هذا المشروع، وقالت إن هذه التصريحات بعد أن أثارت الجدل والسخرية والغضب في الوسط الشعبي دفعت الحكومة إلى "التهرب" منها وعدم تبنيها.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جوان": ترشيحات ترامب تؤكد صعوبة التفاوض مع واشنطن

أشارت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إلى ترشيحات ترامب بعد أسبوع من انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وقالت إن الشخصيات التي رشحها ترامب لتولي مناصب حساسة في إدارته القادمة تكشف صعوبة التفاوض بين طهران وواشنطن في عهده الجديد، موضحة أن هذه الشخصيات لها مواقف واضحة في معاداة طهران ومعارضتها.

الصحيفة أشارت إلى بيت هيغسيث، وزير الدفاع المحتمل لترامب، وهو جندي مقاتل سابق ومذيع في قناة "فوكس نيوز"، وقالت إن مواقف هيغسيث تجاه إيران كانت واضحة، حيث دعم فكرة قيام إسرائيل بشن ضربات جوية على المواقع النووية الإيرانية، مؤكدا أن ذلك هو الخيار الصائب الذي يجب القيام به.

كما لفتت الصحيفة إلى ترشيح ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية الأميركي، وقالت إن روبيو أيضا معروف بمعاداته لطهران ومعارضته الشديدة للاتفاق النووي، وتأكيده على إمكانية استخدام الخيار العسكري لمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي.

"كيهان": مسؤولو إدارة ترامب يدعون إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإسقاط نظام طهران

صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، خاطبت الداعين إلى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد ترامب، وكتبت في مانشيتها ليوم الخميس: "ليقرأ دعاة التفاوض مع أميركا.. صهاينة وضد إيران.. خاصيتان بارزتان في أعضاء إدارة ترامب القادمة".

وأضافت الصحيفة أن بعض المسؤولين في طهران يرددون فكرة أن ترامب رجل تاجر، وأنه تغير عن دورته السابقة، ويدعون إلى التفاوض مع "مجموعة متوحشة" شعارها دائما هو: "الحرب مع إيران".

وقالت الصحيفة المقربة من المرشد خامنئي إن هؤلاء المسؤولين الذين تم ترشيحهم في مناصب حساسة، مثل وزارة الدفاع والخارجية والاستخبارات ومستشار الأمن القومي الأميركي، كلهم أصحاب سجلات سيئة تجاه طهران، ويدعون إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وإسقاط النظام الإيراني.

"آرمان ملي": زيارة غروسي مهمة لنظرة ترامب تجاه إيران وملفها النووي

نشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالا للكاتب والدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد، قال فيه إن اختيار هذه الشخصيات الجدلية والمعادية لإيران لا يمكن اعتباره نهاية لإمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، لأن هؤلاء المسؤولين في نهاية المطاف سيعملون على تنفيذ رغبة ترامب وإرادته.

كما لفت الكاتب إلى أهمية زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، وقال إن نظرة ترامب تجاه الملف النووي الإيراني تعتمد على هذه الزيارة، وذكر أنه من المهم لإيران أن تتوصل في هذه الزيارة إلى تفاهمات واتفاق مع غروسي بشأن القضايا الخلافية بين الطرفين، لمنع مدير الوكالة من تقديم تقرير لمجلس المحافظين يتهم طهران بعدم التعاون والشفافية في برامجها النووية.

ولفت الكاتب إلى أن التفاوض مع دونالد ترامب لا ينبغي أن يطول، لأن شخصية ترامب مختلفة عن بايدن والديمقراطيين عموما، فهو يريد التوصل إلى اتفاق بشكل سريع، وإلا فإنه سيعود إلى فرض عقوبات صارمة ضد إيران إذا لم يصل إلى الاتفاق المطلوب.