الحكومة الإيرانية: استخدام المازوت في إنتاج الكهرباء تسبب في وفاة نحو 31 ألف شخص
فيما بدا وكأنه محاولة لـ"تبرير" قرار الحكومة الإيرانية بعدم استخدام المازوت في محطات الطاقة بدعوى "التلوث"، مما أدى لانقطاع الكهرباء في مختلف أنحاء إيران، أعلن عباس شاهسوني، رئيس مجموعة سلامة الهواء وتغير المناخ بوزارة الصحة، عن وفاة 30,690 شخصاً في عام 2023 نتيجة "تلوث الهواء".
وجاءت هذه التصريحات رغم أن الإحصاءات أشارت إلى أن مخزونات المازوت ووقود الديزل في محطات الطاقة قد انخفضت بشكل حاد، وأن حرق المازوت ليس هو العامل الرئيس في الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء.
وأوضح شاهسوني أن مجموعة صحة الهواء وتغير المناخ في وزارة الصحة مسؤولة منذ عام 2017 عن جمع إحصاءات الوفيات والخسائر الناتجة عن تلوث الهواء.
ووفقاً للبيانات التي تم تقديمها في المؤتمرات الصحافية السابقة، كان عدد الوفيات المبكرة بسبب تلوث الهواء في عام 2019 يقدر بحوالي 41,700 حالة، فيما بلغ هذا الرقم في عام 2022 أكثر من 26 ألف حالة وفاة.
يذكر أنه يتم جمع هذه الإحصاءات عادة في مدن مختارة. والأرقام التي قدمها شاهسوني عن عام 2023 تم جمعها من 57 مدينة تضم حوالي 48 مليون نسمة.
وفيما يتصل بعلاقة استخدام المازوت في محطات الطاقة بهذه الوفيات، قال شاهسوني إنه في طهران لم يكن هناك استخدام للمازوت، بينما كانت هذه المشكلة أكثر تأثيراً في مدن مثل أصفهان وآراك.
"لا يوجد مازوت"
ويُعتبر استخدام المازوت في محطات الطاقة أحد العوامل الرئيسة لتلوث الهواء، لكن هناك عوامل أخرى أيضاً تساهم في التلوث. لكن وسائل الإعلام الحكومية تسعى لتقديم قرار وقف استخدام المازوت من قبل حكومة الرئيس مسعود بزشكيان كـ"إنجاز"، وتعتبره خطوة نحو تحسين صحة المواطنين.
لكن الواقع هو أنه لا يوجد مازوت، كما أن الغاز والديزل أيضاً ليسا متوفرين.
ووفقاً لإحصاءات شركة النفط الوطنية الإيرانية، وباحتساب مجموع المازوت ووقود الديزل، انخفضت مخزونات الوقود السائل لمحطات الطاقة في إيران في سبتمبر (أيلول) 2024 بنسبة 36 في المائة مقارنةً بشهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
كما أفادت وكالة "فارس"، يوم الأحد 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، بتقرير استند إلى بيانات وزارة الطاقة، بأن عملية تعبئة مخزونات الوقود السائل لمحطات الطاقة توقفت منذ سبتمبر هذا العام، وبات حجم هذه المخزونات يتقلص تدريجياً ليصل إلى ثلث الحجم المعتاد.
وبحسب التقرير، فقد تراجع إمداد الغاز لمحطات الطاقة في أول أسبوعين من نوفمبر بنسبة 30 في المائة مقارنةً بالعام 2023، كما انخفض مخزون وقود الديزل للمحطات إلى أقل من 1,260 مليون لتر، مما جعل شبكة الكهرباء في إيران على حافة الدخول في حالة طوارئ.
بزشكيان يعترف بنقص الطاقة
الرئيس مسعود بزشكيان أوقف محاولة التغطية على الحقيقة، وأشار علناً إلى نقص الطاقة. ففي 13 نوفمبر، رد على سؤال حول الانقطاعات المخطط لها للكهرباء قائلاً: "بما أن مخزونات الغاز لدينا منخفضة، فقد نواجه مشكلات في الشتاء، ولذلك يجب أن نضبط مخزونات محطات الطاقة لدينا بحيث لا نواجه أية مشكلات".
وفي شتاء عام 2022، حدثت انقطاعات واسعة للكهرباء في جميع أنحاء إيران بسبب عجز الشبكة عن تأمين الغاز لمحطات الطاقة، ولا يزال هذا التحدي قائماً حتى الآن.