صحف إيران: عقوبات ترامب.. وجهل بزشكيان بالسياسة.. وتراجع تهديد إسرائيل

طغى فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، ومستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، على تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 9 نوفمبر (تشرين الثاني).

واهتمت صحيفة "آرمان امروز" بالموضوع، ونشرت مقالاً للباحث والمحلل السياسي يوسف مولايي، تحت عنوان: "الصدام أم التعامل؟"، ذكر فيه أن مرحلة جديدة من العلاقة بدأت بين طهران وواشنطن، بعد فوز ترامب، الذي يظهر حساسية أكبر تجاه برنامج إيران النووي.

وأشار الكاتب إلى أن هناك عقوبات شديدة سيفرضها ترامب على إيران، بعد تسلمه للرئاسة رسميًا، وسيعمل بكل قوة لمنع طهران من العمل باتجاه التسلح النووي.

كما انتقدت صحف أخرى مواقف المسؤولين الإيرانيين، واعتبار فوز ترامب بلا أهمية بالنسبة لإيران، مؤكدة أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين في هذا المجال لا معنى لها، وتكشف عن ضعفهم.

وفي المقابل هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، من سمتهم "أدعياء الإصلاح"، أي صحف ووسائل إعلام التيار الإصلاحي، حيث بدأوا، وفقًا لما ذكرته الصحيفة، حملة تخويف وترهيب للإيرانيين، بعد الإعلان عن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الإصلاحيين بدأوا العمل بنشاط في هذا الصعيد، وكأن "لجنة الحرب النفسية" لترامب قد تم تفعيلها في قلب طهران؛ حيث شرع هؤلاء بتخويف الحكومة والضغط عليها لتغيير استراتيجيتها مقابل الإدارة الأميركية الجديدة لتجنب الأزمة الاقتصادية والأمنية المحتملة في الفترة المقبلة.

واللافت في تغطية الصحف الموالية أيضًا هو تراجع خطاب التهديد لإسرائيل، وتوعدها بالرد "الحتمي" على هجومها في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث أصبحت نشرات هذه الصحف خالية من التهديد، الذي تعودت عليه خلال الأسابيع الأخيرة، ويبدو أن عودة ترامب والقلق من المواجهة هو من جعل هذه الصحف والقائمين عليها يحجمون عن خطاب الوعيد والتهديد السابق.

صحيفة "ستاره صبح" ربما كانت من الصحف، التي تعتبرها صحيفة "كيهان" مساهمة في خلق حالة نفسية سيئة لدى الإيرانيين تجاه الوضع في المستقبل؛ حيث كتبت في صفحتها الأولى: "اقبلوا الواقع.. لقد جاء ترامب"، ودعت صُناع القرار في طهران إلى ضرورة بعث رسالة عاجلة للولايات المتحدة الأميركية لطمأنتها بأن إيران لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، وأنها ترغب في تحسين العلاقات مع واشنطن.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"اعتماد": دور فوز ترامب في تغيير إيران لاستراتيجيتها للأمن القومي

رجح الكاتب والمحلل السياسي، حسن موسويان، في مقاله بصحيفة "اعتماد" أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت ومنذ فترة اعتماد سياسة مختلفة جذريًا في التعامل مع إيران، ودورها في الشرق الأوسط، وكذلك تجاه الجماعات المسلحة الموالية لها؛ حيث أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتصفية قادة حماس وحزب الله والحرس الثوري.

وأضاف الكاتب ان هذا التوجه الأميركي مهد لتبني إيران استراتيجية جديدة للأمن القومي وهي استراتيجية تشمل 6 عناصر رئيسية.

العنصر الأول في استراتيجية إيران الجديدة لأمنها القومي هو اعتبار حلف شمال الأطلسي (الناتو) عدوًا، بجانب الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.

وثاني العناصر في هذه الاستراتيجية، حسب الكاتب، هو تحرك إيران نحو امتلاك سلاح نووي، اعتقادا منها أن ذلك سيخلق لها قوة ردع مقابل التهديدات والضغوط، التي تتعرض لها.

وأما ثالث العناصر فهو إجراء عملية جراحية في كيان "محور المقاومة"، بعد اكتشاف مدى الاختراق، الذي كان يعانيه هذا المحور.

ورابع العناصر هو توجه إيران نحو تحالف مع الشرق، فتوحد الجبهة المعارضة لإيران قد يدفع طهران إلى إبرام معاهدات عسكرية بعيدة المدى مع أطراف كتلة الشرق، ممثلة بروسيا والصين.
ويتمثل العنصر الخامس، وفقًا لهذه القراءة، في أن تعمل إيران على تعزيز قدراتها الدفاعية، بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

أما العنصر السادس والأخير في هذه الاستراتيجية الجديدة لإيران فيتمثل، حسب الكاتب، في تغيير فكرة "لا حرب ولا سلام"، إلى فكرة "الحرب والسلام"؛ حيث أظهرت تصريحات المسؤولين الإيرانيين مؤخرًا أن طهران بدأت تظهر احتمالية خوضها حربًا في ظل الظروف الراهنة، وأنها لم تعد تحرص على تجنبها، كما هو الحال في السابق.

"ستاره صبح": ادعاء بزشكيان بأن فوز ترامب لا يشكل فرقًا بالنسبة لإيران يكشف عن جهله بعالم السياسة والنظام الدولي

انتقد الكاتب والمحلل السياسي، يد الله إسلامي، في مقال له بصحيفة "ستاره صبح"، تصريحات ومواقف المسؤولين الإيرانيين تجاه فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية؛ حيث يدعون أنه لا اهتمام أو قلق لدى إيران بمجيء ترامب، مؤكدًا أن هذا الادعاء بعدم الاهتمام لا يغير من الواقع شيئًا، وعلى المسؤولين أن يتوقفوا عن ذلك، ويبحثوا عن طرق جديدة للتعامل مع الواقع الجديد.

أما مدير تحرير الصحيفة، علي صالح آبادي، فنشر أيضًا مقالاً، حول الموضوع، ذكر فيه أن فوز ترامب أطرب عددًا من الدول، مثل روسيا والدول العربية، فيما أقلق دولاً أخرى مثل الصين وإيران والدول الأوروبية.

وتوقع الكاتب أن ينضم ترامب إلى روسيا في مواقفها من الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات، مؤكدًا ضرورة أن لا تحسب إيران حسابًا لعلاقاتها مع روسيا والصين؛ لأن هاتين الدولتين ستكونان مستعدتين لإبرام صفقة مع ترامب، على حساب طهران.

وأوضح صالح آبادي أن جميع ساسة العالم تقريبًا قد هنأوا ترامب بفوزه، لكن بزشكيان وحكومته زعموا أن مجيء ترامب لا يشكل فرقا بالنسبة لإيران، وهذا يظهر "جهل الرئيس الإيراني وحكومته بعلم السياسة والنظام الدولي".

"جمهوري إسلامي": يمكن لطهران أن تحول عهد ترامب الجديد إلى فرصة

قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إنه عبر الدبلوماسية الصحيحة يمكن لإيران أن تحول التهديد في عهد ترامب القادم إلى فرصة.

وشددت الصحيفة على ضرورة أن يفشل المسؤولون الإيرانيون خطط نتنياهو، لجعل ترامب يقف في وجه إيران بشكل مباشر، كما شددت على ضرورة أن يكون المسؤولون على قلب رجل واحد من حيث الاتفاق في المواقف والتصريحات، ولا يتناقض أحدهم مع الآخر؛ مما يخلق حالة من الفوضى والغموض في موقف إيران من العلاقة مع الولايات المتحدة.

"هم ميهن": كلام المسؤولين عن عدم أهمية من يكون رئيسًا لأميركا علامة ضعف لا قوة

نقلت صحيفة "هم ميهن" مقتطفات من تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول عدم أهمية مجيء ترامب، أو أن وجوده في البيت الأبيض لا يفرق عن وجود غيره من الرؤساء، قائلة: "إن هذه المواقف والتصريحات لا معنى لها".

وأشارت الصحيفة إلى جزء من هذه التصريحات الرسمية، مثل: "لا فرق لإيران من يكون رئيسًا لأميركا"، و"لن يهمنا من سيفوز بالانتخابات الأميركية"، و"لا نكيل وزنًا لمن يكون رئيسًا في البيت الأبيض"، وقالت إن جميع هذه الأقوال لا صحة لها، وإن المواطن لا يستوعبها أصلًا ولا يجد لها معنى.

وأكدت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين أنفسهم يدركون خطأ هذه المواقف، وهي لا تدل على القوة، وإنما على الضعف.