صحف إيران: خطر ترامب "المجنون".. والدعوة لتبني سياسة جديدة.. وانهيار التومان

عاد ترامب وعادت معه المخاوف والقلق والاضطراب لدى النظام الإيراني، بسبب التجربة السيئة التي تركها في دورته الأولى من رئاسته لأميركا من عام 2017 إلى 2021؛ إذ تسببت سياسته في تدمير الاقتصاد الإيراني في هذه الفترة الزمنية القصيرة، وفقا لما أكده الخبراء والمختصون في الشؤون الاقتصادية.

الضرر الأكبر لحق بالعملة الإيرانية التي شهدت انهيارا غير مسبوق، إذ ارتفع سعر الدولار من 3 آلاف تومان تقريبا قبل مجيء ترامب إلى 32 ألف تومان في نهاية عهده، ما يعني زيادة بنسبة 762 في المائة.

واستمر تراجع التومان الإيراني في عهد بايدن، لكن بوتيرة أقل، وبعد الإعلان عن فوز ترامب سجل الدولار ارتفاعا جديدا، وتخطى حاجز 70 ألف تومان إيراني.

معظم الصحف الإصلاحية والمستقلة الصادرة اليوم الخميس 7 نوفمبر (تشرين الثاني) تناولت هذا الجانب من آثار عودة ترامب، وكتبت "آرمان أمروز": "أسواق إيران في ظل عودة ترامب"، وقالت "شرق": "صدمة ترامب"، في حديثها عن آثار عودته على الاقتصاد الإيراني.

كما دعت صحف مثل "اعتماد" و"تجارت" إلى تبني سياسة جديدة أكثر استعدادا للتفاوض والحوار مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد ترامب، وإلا فإن "أياما سوداء" ستكون بانتظار الإيرانيين، لا سيما وأن ترامب جاء في هذه الدورة بقوة أكبر، إذ إنه سيكون مدعوما بمجلسي الشيوخ والنواب، اللذين أصبحا في الغالب من حصة الجمهوريين أيضا.

في المقابل رأت صحيفة "كيهان"، الأصولية والمقربة من المرشد علي خامنئي، أنه لا ينبغي لطهران أن ترتبك في التعامل مع مجيء ترامب، وكتبت في مانشيتها ليوم الخميس: "أميركا الشيطان الأكبر.. لا فرق من يكون رئيس الجمهورية".

كما وصفت صحيفة "هشمهري" ترامب بـ"القاتل"، كونه من أمر بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، وأشارت إلى تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين الذين توعدوا ترامب، عقب الإعلان عن فوزه أمس، بالانتقام منه على ما فعله بحق إيران وسليماني.

أما صحيفة "سياست روز" الأصولية فدعت محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران الأسبق والمساعد الحالي للرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، إلى أخذ زمام المبادرة، وتنفيذ وعوده التي أطلقها أثناء دعمه لحملة بزشكيان الانتخابية، حيث حذر آنذاك من فوز الأصولي المتشدد سعيد جليلي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة واحتمالية فوز ترامب، وقال إن فوز بزشكيان وتوجهه هو الكفيل بقيادة إيران إلى بر الأمان، سواء كان الفائز ترامب أم الديمقراطيين. وكتبت الصحيفة عنوانا في هذا الخصوص: "يا سيد ظريف.. هذا الميدان يا حميدان".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"اعتماد": مع عود ترامب يجب على إيران اعتماد سياسة جديدة

حذرت صحيفة "اعتماد" النظام الإيراني من تبعات تشكيل تحالف أوروبي أميركي عربي ضد إيران في عهد ترامب، وقالت إن الدول الأوروبية سلكت نهجا متشددا في الفترة الأخيرة تجاه طهران، ودعمت الإمارات في قضية الجزر الثلاث، وفي حال انضم ترامب إلى هذه الجهود العربية والأوروبية فإن قضية الجزر ستصبح أكثر تعقيدا بالنسبة لطهران.

كما لفتت إلى إمكانية تعزيز جبهة نتنياهو بمجيء ترامب، وقالت إن على طهران، ومن أجل الحفاظ على مصالح أمنها القومي وتجاوز عقبة السنوات الأربع القادمة، أن تعتمد استراتيجية جديدة وتبني سياسة جديدة للتعامل مع ترامب.

كما قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الرضا فرجي راد، في مقال نشرته الصحيفة، إن إيران في الدورة السابقة لترامب لم تكن مستعدة للتفاوض معه ومع إدارته، كما أن الحكومة الأصولية بقيادة رئيسي أظهرت مواقف متصلبة تجاه إدارة بايدن الديمقراطية، ما جعل محاولات التفاوض تصل إلى طريق مسدود، لكن في حكومة بزشكيان الإصلاحية التي رفعت شعار خفض التصعيد والتوتر وإنهاء العقوبات قد نشهد تغييرا في التكتيكات والسياسات، من أجل التغلب على هذه المشكلة، وإلا فإننا سنشهد عودة الضغوط السابقة على الاقتصاد الإيراني.

"تجارت": أثر عودة ترامب على الاقتصاد الإيراني

صحيفة "تجارت" أيضا تطرقت إلى آثار عودة ترامب على إيران واقتصادها المترنح، وقالت إن الكثير يعتقدون بأن ترامب سيعود إلى "سياسة الضغط القصوى" من جديد لإجبار طهران على اتفاق يرضيه شخصيا، وستكون أول خطوة له في هذا المسار هو الحد من بيع صادرات إيران النفطية، التي زادت وتيرتها في عهد بايدن الديمقراطي، بسبب التغاضي الملحوظ الذي مورس في هذا الصعيد.

الصحيفة رأت أيضا أن ما هو واضح في هذا السياق أن عام 2025 لن يكون شبيها بعام 2017، حيث أثرت مواقف ترامب وخروجه من الاتفاق النووي بشكل رهيب على الاقتصاد الإيراني، فاليوم لم يعد هناك اتفاق نووي لكي يهدد به ترامب، كما أن معظم العقوبات مفروضة فعليا على طهران، وبالتالي فليس هناك أوراق كثيرة بيد الإدارة الأميركية الجديدة لاستخدامها في الضغط على إيران، حسب ما جاء في الصحيفة.

"سازندكي": لا أحد بين الساسة الإيرانيين شعر بالفرح بفوز "الرجل المجنون"

صحيفة "سازندكي" قالت إنه لا أحد بين الساسة الإيرانيين شعر بالفرح والارتياح لفوز ترامب، لأن وجوده في البيت الأبيض يمكن أن يضر بإيران بأشكال مختلفة.

وذكرت أن الكثير من الأحداث اليوم في إيران والشرق الأوسط منشؤها الدورة السابقة لرئاسة ترامب، حيث قتل سليماني وانسحب من الاتفاق النووي، واتخذ الكثير من القرارات الصادمة والمفاجئة على صعيد إيران والمنطقة والعالم.

وتوقعت الصحيفة أن يقوم ترامب باتخاذ سياسات وإجراءات مفاجئة جديدة، واصفة ترامب بـ"الرجل المجنون" الذي لا يمكن التكهن بقراراته وتصرفاته، ودعت طهران إلى الاستعداد للتعامل مع هذه الأزمة الجديدة.