صحف إيران: ترامب سيضغط على طهران للتفاوض والمتطرفون يسعون للحرب وتفكك أطراف محور المقاومة

الانتخابات الرئاسية الأميركية وانعكاسات ذلك على إيران والشرق الأوسط كان أحد العناوين المهمة في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 6 نوفمبر (تشرين الثاني).

بعض الصحف مثل "اعتماد" أجرت مقابلات مع خبراء ومختصين في الشأن الاقتصادي، واستطلعت آراءهم حول تأثير انتخاب كل من الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كمالا هاريس على الاقتصاد الإيراني، وذكر بعضهم للصحيفة أن الآثار الاقتصادية على إيران ستكون هي نفسها على المدى البعيد، لأن كلا الحزبين ينتهج موقفا صلبا وصارما تجاه طهران، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم.

لكن صحفا إصلاحية أخرى أكدت أن هناك فرقا كبيرا بالنسبة لإيران فيما يتعلق بالفائز في الانتخابات الأميركية، حيث تفضل طهران بصمت فوز الديمقراطية هاريس، لأن الديمقراطيين أكثر لينا في التعامل مع طهران، ويسمحون لها بمتنفس عبر صادراتها النفطية.

الصحف الأصولية مثل "جام جم" نقلت تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي حول الانتخابات الأميركية، حيث زعم بأنه "لا فرق لطهران بالنسبة للفائز في الانتخابات الأميركية".

صحيفة "ستاره صبح" أكدت غير ذلك، وعنونت في الصفحة الأولى من عددها اليوم الأربعاء بالقول: "احتمالية عودة سياسة الضغوط القصوى ضد إيران"، وأشارت إلى التقارير التي تتحدث عن نية الولايات المتحدة الأميركية بالقيام بأهم تغيير في سياساتها الخارجية منذ ما بعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، وتأثير ذلك على إيران.

في شأن آخر تستمر تهديدات الساسة والمسؤولين في إيران بالرد "القطعي" على إسرائيل، وهذا ما أبرزته صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، حيث كتبت على لسان وزير الخارجية عراقجي: "سنرد على الصهاينة بشكل دقيق ومدروس".

كما أبرزت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تصريحات المسؤولين والقادة العسكريين خلال مشاركتهم في فعالية بمناسبة مرور 40 يوما على مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، حيث قال نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي إن "على المواطنين الإيرانيين انتظار رد إيران على إسرائيل".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"اعتماد": ترامب سيضغط على إيران لإخضاعها على التفاوض معه

قال الخبير الاقتصادي وحيد شقاقي شهر لصحيفة "اعتماد" إن النهج الذي سيسلكه دونالد ترامب في التعامل مع طهران هو توسيع دائرة الضغوط الاقتصادية وزيادة العقوبات من أجل إخضاع إيران وإجبارها على التفاوض معه.

وأضاف الباحث أن بقاء الديمقراطيين في سدة الحكم يعطي الأمل بإمكانية التفاوض بين طهران وواشنطن والعودة إلى الاتفاق النووي، لكن في حال مجيء ترامب فإن هذا الاحتمال سيتضاءل كثيرا.

كما ذكر شقاقي شهري أن ترامب هو من أمر بقتل قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، لهذا هناك نظرة سلبية لدى طهران تجاهه، وفي حال جاء إلى البيت الأبيض فلا يمكن التأمل كثيرا في إمكانية التفاوض أو إحياء الاتفاق النووي.

"هم ميهن": المتطرفون يعملون على جر إيران إلى الحرب

كتبت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية في تقرير لها حول محاولات التيار المتطرف في إيران جر البلاد إلى الحروب والصراعات، وأشارت إلى أن بعض هؤلاء ينشرون أخبارا كاذبة ومفبركة، مثل خبر موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على توجيه ضربات عسكرية ضد إسرائيل.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى تصريحات وزير التعاون والعمل في حكومة رئيسي السابق حجب الله عبد الملكي، حيث دعا فيها إلى استهداف السفن التجارية التابعة للدول الإسلامية إذ ثبت أنها تتوجه إلى إسرائيل، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات من الممكن أن تفاقم من الوضع الراهن ووضع إيران في الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة أن هذه التصريحات لها عواقب كبيرة، فهي تعرقل مسار الدبلوماسية، وتُفشل جهود وزارة الخارجية الإيرانية، وتعطي فرصة لتجار الحروب، وتكلف البلاد خسائر باهظة ماديا وبشريا، حسب ما جاء في الصحيفة.

"ستاره صبح": حكومات الدول المحسوبة على محور المقاومة بدأت بالابتعاد عن إيران

قالت صحيفة "ستاره صبح" إن الشواهد والأدلة تظهر أن إسرائيل تتجه بعد الانتخابات الأميركية إلى مهاجمة إيران، لهذا نرى وصول قاذفات الصواريخ الأميركية إلى المنطقة بهدف دعم تل أبيب.

كما ذكرت الصحيفة أن واشنطن صرحت في وقت سابق بأنها غير قادرة على منع إسرائيل من مهاجمة إيران، وهذا يعني إعطاء صك الموافقة على شن هجمات إسرائيلية على طهران.

ولفتت إلى أن أحد مواطن القلق بالنسبة لطهران هو ابتعاد الدول والحكومات المحسوبة على "تيار المقاومة" عن النظام الإيراني، فالعراق أعلن الحياد، ووزير الاقتصاد اللبناني طالب بنزع سلاح حزب الله، والمرجع الشيعي علي سيستاني أكد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة العراقية، كما أن سوريا تتغاضى عن الاستهدافات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية أو مواقع الجماعات التابعة لها.

وأوضحت الصحيفة أن وقوع حرب في مثل هذه الحالة يعني أننا سنشهد حربا غير متكافئة، وستكون إيران هي الخاسر فيها.

كما ذكرت أن هناك تحالفا غير مكتوب بين الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية ضد إيران، وهذا يعد دليلا على فشل الدبلوماسية الإيرانية في الفترة الأخيرة، وستكون نتائج الانتخابات الأميركية لصالح هذا التحالف مهما كانت النتيجة.

ولم تبين الصحيفة من المقصود بالدول العربية، لكن سياق حديثها يشير إلى دول مثل العراق ولبنان وسوريا، حيث لحكوماتها مواقف أكثر بعدا عن إيران وجماعاتها، وأنها ترغب في تسوية مع الولايات المتحدة الأميركية لتجنب بلدانها الخراب والدمار.