صحف إيران: الرد الحتمي على إسرائيل.. والدعوات لإغلاق سفارة ألمانيا.. والتغلغل الاستخباراتي
ما زالت الصحف الإيرانية تتحدث عن ضرورة الرد على الهجوم الأخير، الذي شنته إسرائيل، فجر يوم السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستهدف العديد من المواقع العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي ومصانع إنتاج الأجهزة والمُسيّرات في إيران.
وفي هذا الصدد أكدت صحيفة "آرمان ملي"، في تقرير لها، أن "الرد الإيراني على إسرائيل أصبح حتميًا"، وأشارت إلى أن بعض التقارير والمصادر تتحدث عن هذا الهجوم، ولا تعتبره حتميًا فحسب، بل إنه سيكون "مدمرًا" و"رادعًا" لإسرائيل، بعد هجومها الأخير.
وفي الغالب لا تبرز الصحف الإصلاحية مثل هذه التصريحات والمواقف، كونها تفضل الخيارات الدبلوماسية، وتعتقد أن الردود الإيرانية قد لا تضمن لها النجاة والسلامة، خلافًا لما يردده المتشددون والمنتمون إلى التيار الأصولي، لكن إظهار مثل هذه التصريحات قد يعني أن القرار بالرد على إسرائيل بات حتميًا؛ بسبب حجم الأضرار، التي لحقت بإيران بعد الهجوم الإسرائيلي، وأن هذه الصحف تحاول التوطئة للرد؛ لكي لا يعيش الاقتصاد الإيراني آثار الصدمة المفاجئة.
وسلطت صحيفة "سازندكي" الضوء على تصريحات مستشار المرشد الإيراني والرئيس السابق للبرلمان، علي لاريجاني، حول قضية انتشار المندسين في مؤسسات النظام، مؤكدة أن "التغلغل الاستخباراتي في إيران أصبح قضية خطيرة خلال السنوات الأخيرة".
وأضاف لاريجاني: "أعتقد أنه منذ سنوات ظهرت بعض حالات الغفلة، ورغم أن الأجهزة الأمنية في البلاد وجّهت ضربات لهذه الحالات، لكنها لم تتمكن من منعها جميعًا".
وفي شأن آخر، أبرزت صحيفتا "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، و"كيهان" التابعة للمرشد، تصريحات رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، الذي أعاد التهديد بإمكانية تغيير إيران عقيدتها النووية.
وقال خرازي: "إن إيران ستغيّر عقيدتها النووية، إذا واجهت تهديدًا وجوديًا". وأضاف أن لدى إيران القدرة اللازمة لصنع سلاح نووي، إلا أن فتوى علي خامنئي تحظر ذلك.
ومن الملفات الأخرى، التي غطتها الصحف الصادرة اليوم السبت 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، هو قرار ألمانيا بإغلاق ثلاث قنصليات تابعة لإيران لدى ألمانيا، ردًا على إعدام المواطن الإيراني، حامل الجنسية الألمانية، جمشيد شارمهد، الذي أعدمته السلطات الإيرانية، يوم 29 أكتوبر الماضي، مما أثار إدانات من الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان.
ونقلت صحيفة "ابتكار" كلام وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حول التوتر مع ألمانيا؛ حيث وصف قرار الحكومة الألمانية بإغلاق القنصليات الإيرانية، بسبب إعدام جمشيد شارمهد، بأنه "عقوبة ضد الإيرانيين المقيمين في ألمانيا"، ووعد بتعزيز الأقسام القنصلية في سفارة إيران ببرلين والقنصليات القريبة الأخرى.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": السفارة الألمانية قنصلية إسرائيلية ويجب إغلاقها
دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إلى إغلاق السفارة الألمانية في طهران، بعد الموقف الألماني من إعدام مواطنها جمشيد شارمهد في إيران بتهمة "الإرهاب"، وذكرت أن السفارة الألمانية عبارة عن قنصلية لإسرائيل، ويجب إغلاقها.
وأكدت أن السماح بعمل السفارة ووجود السفير الألماني في طهران يعني السماح لإسرائيل بالعمل، وفتح قنصليتها، حسب ما جاء في الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن ألمانيا تخفي وراء احتجاجها على إعدام جمشيد شارمهد حقيقة غضبها بسبب دعم إيران لحزب الله وحماس والحوثيين و"الثوار العراقيين" ومواجهة إسرائيل، وأن موقفها الأخير، وإن جاء بحجة إعدام شارمهد، إلا أن سببه في الحقيقة هو موقف إيران من "دعم المقاومة".
وأشارت "كيهان" إلى أن "المحرقة" مجرد كذبة تاريخية كبيرة، وأصبح كثير من الألمان مدركين لهذه الحقيقة، وأن "الصهاينة"، الذين يتحكمون في المشهد السياسي الألماني هم من يروجون لهذه الكذبة.
"شهروند": الحرب ضرورة في بعض الأوقات وأميركا هي من هاجمت إيران عمليًا
نشرت صحيفة "شهروند" الأصولية تصريحات مستشار خامنئي ورئيس البرلمان الإيراني السابق، علي لاريجاني، حول التطورات العسكرية الأخيرة، والهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وموقف طهران من الجماعات والميليشيات المسلحة أو ما تسميها إيران "محور المقاومة".
وقال لاريجاني: "إن الحرب قد تكون ضرورة في بعض المراحل والأزمنة، لكن الكل يسعى إلى تجنبها قدر الإمكان، وأن تحل المشاكل عبر الدبلوماسية والحوار".
وأشار لاريجاني إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، مضيفًا: "يجب أن ندرك أن ما حدث تم بتعاون وتنسيق أميركي إسرائيلي؛ فالولايات المتحدة الأميركية كانت الفاعلة في هذا الهجوم، وأن إسرائيل هي آلة بيدها لتنفيذ الهجمات".
وتابع مستشار خامنئي: "تبين أن الولايات المتحدة هي من قدم المعلومات والأجهزة لإسرائيل في اعتدائها الجديد على إيران، لأن إسرائيل لا تملك هذه المعدات والأجهزة، وعلى هذا الأساس فإن من يقف ضد إيران اليوم هي الولايات المتحدة الأميركية".
كما دافع لاريجاني عن نشاط إيران الإقليمي ودورها في المنطقة، بزعم حماية مصالح الأمن القومي الإيراني، وقال: "أن تدافع عن أمنك القومي خارج حدودك، هذا لا يعد ضعفًا، وإنما يكشف عن قوتك واقتدارك".
"ستاره صبح": ارتفاع لهجة المسؤولين الإيرانيين يكشف حجم الخسائر الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي
أشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى قضية الهجوم الإسرائيلي على إيران وآثاره، وقالت إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول الهجوم الإسرائيلي كانت في البداية تدعي أن حجم الهجوم وآثاره محدودة، لكن بمرور الوقت ازدادت حدة خطاب المسؤولين في إيران، ما يكشف أن الهجوم الإسرائيل وخسائره على إيران كانت ملحوظة، لدرجة أنها أجبرت إيران على اتخاذ القرار بالرد.
وأضافت الصحيفة: "يبدو أن حجم الخسائر وصل إلى درجة جعلت إيران لا يمكنها إلا أن ترد".
كما لفتت الصحيفة إلى أن الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان وضعف دفاعات حزب الله قد يكون أحد الأسباب، التي جعلت إيران تقرر مهاجمة إسرائيل من جديد؛ لأن حزب الله هو حليف لإيران، ويعتبر جنوب لبنان نقطة مركزية من الناحية الجيوبوليتيكية.
كما رأت الصحيفة أن الإضرار بجنوب لبنان يعتبر إضرارًا بمصالح الأمن القومي الإيراني.
وتوقعت الصحيفة أن ينطلق الرد الإيراني على إسرائيل من الأجواء العراقية؛ لأن الهجوم الإسرائيلي نُفذ من سماء العراق.
"هم ميهن": لا يمكن الحديث عن الوفاق الوطني والاجتماعي مع تجاهل أهل السُّنة في إيران
رحبت صحيفة "هم ميهن" بقرار الرئيس الإيراني تعيين مسؤول من أهل السُّنة؛ ليكون حاكمًا لمحافظة بلوشستان السُّنية الواقعة جنوب شرقي إيران.
وانتقدت الصحيفة حرمان أهل السُّنة من تولي المناصب المهمة والمؤثرة، خلال العقود الأخيرة، وقالت إنه لا يمكن الحديث عن الوفاق الوطني والوحدة الوطنية وتجاهل ممثلي أهل السُّنة ونخبهم.
وأضافت الصحيفة أن الشرط الأساسي لنجاح أي محاولات للوفاق الاجتماعي هو الاهتمام بأهل السُّنة الذين يعتبرون ركنًا مهمًا وقوة فاعلة في البلاد.