صحف إيران: الرد على إسرائيل والامتيازات الدبلوماسية.. وتصحيح السياسات.. وأول محافظ سُني

عادت الصحف الإيرانية إلى تحليلات ما قبل الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عندما هاجمت إيران إسرائيل، بعد قرابة الشهرين من الانتظار والوعيد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، وباقي الضربات، التي تلقتها إيران حتى ذلك الحين.

وباتت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 31 أكتوبر منقسمة بين من يدعو إلى الرد "الحاسم" و"الحقيقي"، ومن يقترح الاكتفاء بالجهود الدبلوماسية، أو استغلال هذه الورقة للحصول على امتيازات في ملفات أخرى.

ودعت صحيفة "كيهان" إلى ضرورة الرد؛ لأن "عدم الرد سيجعل إسرائيل تسيء تقدير قدرات إيران وإمكاناتها"، مؤكدة أن "الحرب قد اندلعت بين إيران وإسرائيل" ولا معنى لعدم خوضها بكل قوة وقدرة.

وذكرت صحيفة "إسكناس" أن "عدم رد إيران سيغيّر المعادلة لصالح إسرائيل"، لاسيما أن المسؤولين الإيرانيين قد صرحوا أكثر من مرة قبل هجوم إسرائيل بأن أي اعتداء على إيران سيُواجه برد فوري وحاسم وكبير، حتى لو كان هجوم إسرائيل صغيرًا.

ونقلت صحيفة "سازندكي" تصريحات وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، عن ليلة الهجوم الإسرائيلي على إيران، ذاكرًا تفاصيل جديدة عن أبعاد الهجوم ونطاقه.

وفي شأن آخر ضخّمت بعض الصحف الإصلاحية، مثل "آرمان امروز"، من تعيين الحكومة قائمقام محافظة بلوشستان، من بين البلوش السُّنة لأول مرة، منذ بداية الثورة الإيرانية عام 1979.

واعتبرت الصحيفة أن هذا إنجاز لحكومة بزشكيان، التي تحاول تغيير النهج السائد في إيران منذ عقود، وكسر حالة الحرمان، التي يعانيها السُّنة فيما يتعلق بالمناصب؛ حيث دأبت الحكومات المتعاقبة على تعيين مسؤولين شيعة ومن محافظات أخرى في المناصب داخل المحافظات السُّنية، مثل: كردستان وبلوشستان وخوزستان.

وأشارت صحيفة "جمله"، الموالية لحكومة بزشكيان، إلى الموضوع، وكتبت: "هذا هو معنى الوفاق الحقيقي".

ويأتي قرار الحكومة هذا وسط أزمات أمنية تشهدها المحافظة الفقيرة، التي تعاني الحرمان والإهمال الحكومي، وكان آخرها الهجوم المسلح على دورية للشرطة الإيرانية، والذي أدى إلى مقتل 10 عسكريين إيرانيين.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"كيهان": لا بد من الرد على إسرائيل لأنها اعتدت علينا بشكل مباشر ولا ينبغي أن نبقى متفرجين

حاولت صحيفة "كيهان" الأصولية الإجابة عن أسئلة قالت إنها باتت اليوم تُطرح من قِبل الكثير من الإيرانيين ودول المنطقة وحتى العالم، وهي عما جرى في ليلة الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر السبت 26 أكتوبر الجاري وكذلك عن مآلات هذا الهجوم وما إذا كانت إيران سوف ترد على هذا الهجوم أم لا؟

ونفت الصحيفة أن تكون منظومات الدفاع الجوي في إيران قد تدمرت بفعل الهجوم، حسبما تقول إسرائيل ووسائل الإعلام الغربية، مؤكدة أن الأضرار طفيفة، على الرغم من المشاركة المباشرة للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا، والمشاركة غير المباشرة من بعض الدول الأخرى.

ومع ذلك دعت الصحيفة النظام الإيراني إلى الرد الحتمي كما وعد مسؤولوه، وكتبت: "نحن لا نريد الحرب لكن ليس هذا أمرًا دائمًا. قبل دخول الحرب يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنبها، لكن عندما تندلع الحرب فيجب أن ندخلها بكل ما أوتينا من قوة، فإذا ما أظهرنا ضعفًا أو تراجعًا فإن ذلك يجعل العدو أكثر جرأة وشجاعة".

وتابعت الصحيفة، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي: "إذا كنا لا نرغب في الحرب ولا نريدها فيجب أن نرد بشكل مناسب ومدروس؛ لأن الكيان الصهيوني (إسرائيل) هاجمنا في 26 أكتوبر بشكل غير مسبوق، وأعلن ذلك رسميًا في منابره الإعلامية".

وكتبت الصحيفة أيضاً: "العدو اعتدى على أراضينا رسميًا، ولا ينبغي أن يكون تعاملنا مع ذلك هو المشاهدة وعدم فعل شيء. عدم القيام بالرد سيجعل إسرائيل أكثر جرأة ويوقعها في سوء التقدير والفهم".

"ستاره صبح": ضرورة مراجعة إيران لسياساتها الكبرى وخروجها من "أرض الأحلام"

انتقد الكاتب والسياسي، يد الله إسلامي، في مقاله بصحيفة "ستاره صبح"، نظرة الاستهتار التي ظهرت على البعض تجاه الحرب والهجوم الإسرائيلي، لا سيما بعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وطريقة تعامل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بشأن ذلك.

وأكد إسلامي ضرورة مراجعة السياسات الكبرى والخروج من أرض الأحلام إلى ميدان الواقع، معتبرًا أن شعارات الموت لم تجلب شيئًا لإيران، وأن الحرب ستخلف الخراب والدمار.

وتابع الكاتب أن الشعارات لا تكلف شيئًا، مذكّرًا بأن هناك موارد تُهدر من الوطن وفرص تضيع بدل أن تُستغل، داعيًا إلى عدم.

النظر للحرب على أنها أمر سهل، وعدم ترك مصير البلاد بأيدي الشعارات والإثارة والأوهام.

"سازندكي": وزير الدفاع الإيراني يروي تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي

نشرت صحيفة "سازندكي" تصريحات لوزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، بعنوان: "تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي"، وكتبت على لسان وزير الدفاع الإيراني: "حاول العدو الإسرائيلي الإضرار بمنظومتنا الهجومية والدفاعية، لكنه لم ينجح بشكل كبير. قدراتنا الدفاعية محلية الصنع، ولهذا استبدلنا إحدى المنظومات المتضررة بمنظومة أخرى في اليوم التالي من الهجوم".

وذكر نصير زاده أن "الهجوم الإسرائيلي تم على 3 موجات وشمل 4 محافظات هي طهران وخوزستان وإيلام وسمنان؛ في الموجة الأولى تم استهداف أنظمة الرادار والدفاعات الجوية في خوزستان وموقع لصناعة الصواريخ في إيلام".

وأضاف: "في الموجة الثانية من الهجوم استهدفت إسرائيل قاعدة للصواريخ ومجمع بارشين العسكري الواقع على بعد نحو 30 كيلو مترًا شرق طهران، فيما استهدفت الموجة الثالثة صناعات إنتاج الصواريخ"، حسب وزير الدفاع الإيراني.

وأشار نصير زاده أيضًا إلى أن إسرائيل أطلقت 84 صاروخًا اعترضت إيران 70 إلى 78 منها، فيما أصابت الصواريخ الأخرى أهدافها.