قلق أميركي من محاولات إيرانية التأثير على الانتخابات بالتواصل المباشر مع الناخبين
نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن عناصر تابعة للنظام الإيراني قد تحاول خلال الأيام المقبلة التواصل المباشر مع الناخبين الأميركيين، بهدف التأثير على الرأي العام، وإثارة الانقسامات، وتحفيز الأفراد على العنف.
ووفقاً للتقرير، فإنه على الرغم من عدم وجود تفاصيل دقيقة حول هذه العمليات أو حتى التأكد من بدء تنفيذها، فإن الولايات المتحدة والسويد وإسرائيل اتهمت في السنوات الأخيرة إيران بإرسال رسائل تهديدية لمواطنيها.
كما أفادت تقارير استخباراتية أميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بأن قراصنة مرتبطين بإيران قد تمكنوا من الوصول إلى بعض سجلات الناخبين الأميركيين، كما حدث سابقاً في انتخابات عام 2020.
وقال جون هولتكوست، محلل بارز في فريق أمن المعلومات لدى "غوغل"، لشبكة "إن بي سي نيوز": "ليس من الضروري البحث عن دلائل جديدة لمعرفة أن هذا تكتيك محتمل؛ فالقراصنة الإيرانيون يمتلكون سجلاً واضحاً باستخدام هذا الأسلوب".
وخلال الأسبوع الماضي، أفاد مسؤولون استخباراتيون أميركيون بأن إيران وروسيا تواصلان جهودهما للتأثير على المجتمع الأميركي.
وأشاروا إلى أن روسيا تفضل فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تفضل إيران هزيمته.
كما أوضحوا أن الدولتين تسعيان لتعزيز الشكوك حول الديمقراطية الأميركية، وربما تسعيان لإثارة أعمال عنف قبل الانتخابات أو بعدها.
وفي الأشهر الأخيرة، اتهمت الحكومة الأميركية وشركات الأمن السيبراني إيران بتنفيذ عمليات قرصنة إلكترونية تستهدف الانتخابات الرئاسية، شملت سرقة بيانات حملة ترامب ونشرها، بالإضافة إلى إنشاء مواقع إخبارية زائفة، لكنها لم تحظَ باهتمام كبير من المواطنين الأميركيين.
ورفضت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة الرد على استفسارات شبكة "إن بي سي نيوز"، لكن طهران تنفي عادةً الاتهامات الأميركية بشأن تدخلها في الانتخابات.
وصرح ماكس ليسر، محلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بأن "القراصنة الإيرانيين يسعون من خلال التواصل المباشر مع المواطنين الأميركيين إلى تحقيق هدفين: الأول هو التأثير على أصواتهم بشكل مباشر، وهو أسلوب قد يكون أكثر فاعلية من المواقع الوهمية أو شبكات الروبوت على وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تلقَ نجاحاً كبيراً. أما الهدف الثاني، فهو ربما إثارة عمليات تخريبية مثل الكتابة على الجدران وأعمال شغب مماثلة".
ووفقاً لتقرير استخباراتي صدر في 8 أكتوبر (تشرين الأول) وأزيلت عنه السرية الأسبوع الماضي، فإن إيران ربما حصلت الآن على تفاصيل إضافية عن الناخبين الأميركيين.
وفي أغسطس (آب) 2023، تمكن قراصنة تابعون للحرس الثوري الإيراني من الوصول إلى بيانات متاحة على مواقع إلكترونية، والتي كُشفت سابقاً.
ويعتقد أن هؤلاء القراصنة استفادوا من تلك المعلومات لاستهداف الناخبين ونشر معلومات مضللة بينهم.
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، ورد أن قراصنة الحرس الثوري اخترقوا شبكة مرتبطة بانتخابات إحدى الولايات الأميركية، وحصلوا على بيانات عن تسجيل الناخبين، مما مكنهم من معرفة حالة التصويت لبعض الناخبين المسجلين.
وقبل انتخابات 2020، أعلنت السلطات الأميركية أن إيران شنت حملة مكثفة لزرع الانقسامات في البلاد.
وأظهر بيان لوزارة العدل صدر بعد ذلك بعام، أن موظفين في شركة تكنولوجيا إيرانية حصلوا على بيانات بعض الناخبين الأميركيين، وأرسلوا رسائل تهديدية لمواطنين ديمقراطيين مسجلين في ولاية فلوريدا، تحت اسم "براود بويز" (Proud Boys)، وهي جماعة متشددة مؤيدة لترامب. ووفقاً لغوغل، أرسل القراصنة نحو 25 ألف رسالة عبر البريد الإلكتروني، لكن تم حظر 90 في المئة منها بفضل فلاتر البريد المزعج.
وفي الشهر الماضي، اتهمت إسرائيل إيران وحزب الله باختراق منصة تجارية للرسائل النصية، وإرسال خمسة ملايين رسالة تهديد لمواطنيها. وفي أحد هذه الرسائل، وردت عبارة: "ودّعوا أحبّتكم، لكن لا تقلقوا؛ بعد ساعات قليلة سترونهم في جهنم".
وفي عام 2023، تسببت عمليات حرق القرآن في السويد بإدانات واسعة من الدول الإسلامية، ما أثار تهديدات من مجموعة "تيم آنزو" المرتبطة بإيران، والتي شنت هجمات سيبرانية وخصصت مكافآت مقابل معلومات عن المتورطين.
وكتبت المجموعة على "تليغرام": "لن تكون أي مؤسسة حكومية أو خاصة في مأمن حتى يتم تسليم المسيئين للقرآن للمجتمع الإسلامي." ولم يتم تحديث قناتهم منذ أغسطس (آب) من العام الماضي.
لاحقاً، تلقى نحو 15 ألف مواطن سويدي رسائل تهديد، وأعلنت السويد أن "تيم آنزو" كانت غطاءً لأنشطة الحرس الثوري الإيراني، الذي استخدم منصة رسائل محلية لإرسال تلك التهديدات.
وأعلنت السلطات السويدية، الشهر الماضي، أنها توصلت إلى أن "تيم آنزو" كانت واجهة لأنشطة الحرس الثوري الإيراني، وأن هذه الرسائل التهديدية أُرسلت بعد اختراق خدمة الرسائل النصية السويدية. وقد نفت طهران هذه الاتهامات.