صور أقمار صناعية تظهر أضرارا بالغة بقاعدة صواريخ للحرس الثوري الإيراني إثر هجوم إسرائيل

أفادت وكالة "أسوشيتد برس" نقلاً عن صور من شركة "بلانت لابز" للأقمار الصناعية بأن هجومًا إسرائيليًا فجر يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) ربما ألحق أضرارًا جسيمة بقاعدة صواريخ استراتيجية للحرس الثوري الإيراني في شاهرود، بمحافظة سمنان، شمالي إيران.

وتشير التقديرات إلى أن هذه القاعدة تُستخدم لتجهيز صواريخ باليستية تعمل بوقود صلب.

وأوردت الوكالة أن إيران لم تعلن سابقًا عن نشاط هذه القاعدة الصاروخية في شاهرود، ولم تذكرها السلطات الإيرانية في التصريحات الرسمية بعد الهجوم، حيث اكتفت بالإشارة إلى استهدافات في طهران وإيلام وخوزستان، دون التطرق إلى شاهرود.

ووفقًا لـ"أسوشيتد برس"، من المحتمل أن يُضعف هذا الهجوم قدرة الحرس الثوري على إنتاج صواريخ باليستية تعمل بوقود صلب تحتاجها إيران كوسيلة للردع في مواجهة إسرائيل، حيث تعتمد طهران بشكل كبير على منظومتها الصاروخية لتعويض النقص في السلاح المتقدم الذي تفتقر إليه بسبب العقوبات الغربية، بينما تمتلك إسرائيل مثل هذه الأسلحة بدعم من الولايات المتحدة.

وفي تطور لاحق، نشرت "بلانت لابز" صورًا أخرى تظهر أضرارًا واسعة في مواقع إيرانية متعددة تعرضت لهجمات إسرائيلية، بما في ذلك مواقع لإنتاج الصواريخ، ومنشآت لتصنيع وقود الصواريخ، بالإضافة إلى مواقع تطوير أسلحة نووية قرب طهران، مثل خجير، وبارشين، وطالقان.

تدمير المبنى الرئيس لقاعدة شاهرود

تشير صور الأقمار الصناعية التي حللتها "أسوشيتد برس" إلى أن المبنى الرئيس في قاعدة شاهرود الفضائية قد دُمر، حيث تظهر بقايا هيكله وسط آثار واضحة للدمار.

وأظهرت الصور عدة سيارات حول الموقع، يعتقد أنها تابعة لمسؤولين جاءوا لتقييم الأضرار، إضافة إلى عدد أكبر من المعتاد من المركبات عند المدخل الرئيس.

ووفقًا للصور، يبدو أن ثلاثة مبانٍ صغيرة إلى الجنوب من المبنى الرئيس، وحظيرة أخرى في الشمال الشرقي، قد تضررت أيضًا.

وتُظهر الصور الأخيرة أن عمليات بناء كانت جارية في القاعدة خلال الأشهر الماضية، حيث أُنشئت مبانٍ وصوامع جديدة.

ورغم أن طهران لم تؤكد رسميًا تعرض شاهرود للهجوم، إلا أن الضرر الواضح على عدد من المباني يوحي بأن الهجوم الإسرائيلي كان دقيقًا.

وتُظهر صور منخفضة الدقة بعد الهجوم آثار دمار لم تكن موجودة سابقًا، مما يعزز احتمال تعرض الموقع لضربات صاروخية إسرائيلية.

وصرّح فابيان هينز، خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لوكالة "أسوشيتد برس" أن محيط المبنى المحاط بسواتر ترابية يشير إلى أنه كان يُستخدم للتعامل مع مواد شديدة الانفجار، مرجحًا أن تكون قاعدة شاهرود مركزًا لتجهيز وقود الصواريخ الصلبة.

وأوضح هينز أن الصناديق الكبيرة التي تظهر بجانب المبنى الرئيس قد تكون مخصصة لمحركات الصواريخ الباليستية من طرازي "خيبر شكن" و"فتاح 1"، وهما من الصواريخ الإيرانية التي يُقال إنها تصل إلى سرعة "15 ماخ" (أي 15 ضعف سرعة الصوت)، ويُعتقد أنه تم استخدامها في هجومين ضد إسرائيل هذا العام.