صحف إيران: صفقة هجوم إسرائيل برعاية أميركا.. و"فوائد" بريكس المزعومة.. ومقتل ممثل خامنئي

جاء الهجوم الإسرائيلي على إيران، بعد ما يقارب الشهر من الانتظار؛ ردًا على هجوم الحرس الثوري الإيراني، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي؛ لينهي مرحلة من الترقب لدى الأطراف الدولية والإقليمية.

وسبق هجوم الفجر، الذي بدأ بعد منتصف الليل، الصحف الصادرة اليوم السبت، إذ لم يتناول أي منها هذا الهجوم وآثاره، لكن بعضها، مثل "كيهان"، تحدث عن استعدادات إيران للرد الفوري على إسرائيل، في حال قامت بهجمات على البلاد، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "في حال هاجمت إسرائيل إيران فإن طهران سترد بـ 1000 صاروخ باليستي".

ولا يُعرف بالتحديد ما إذا كانت إيران ستقوم فعلاً بالرد على إسرائيل، لكن يبدو أن صفقة سرية قد أُبرمت بين إيران وإسرائيل بوساطة ودور أميركي لتجنب الحرب الشاملة، ومِن ثمّ فلن يكون هناك رد من قِبل إيران، إذ إن الهجوم الإسرائيلي كان "مدروسًا" و"محدودًا"، وتجنب استهداف المواقع النووية أو النفطية، مقتصرًا على بعض الأهداف العسكرية، بلغ عددها 20 موقعًا، حسب الرواية الإسرائيلية، التي رفضتها إيران، وقالت إن العدد أقل من ذلك بكثير.

ومن الملفات الأخرى، التي تناولتها صحف اليوم السبت، قضية منظمة "بريكس" ومشاركة إيران فيها كعضو رسمي للمرة الأولى، وحاولت الصحف الأصولية، وكذلك الصحف المقربة من حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تضخيم الحديث عن هذه المنظمة ومستقبلها؛ حيث تعتبر هذه الصحف أن هذه المنظمة ستحل محل الكثير من المنظمات الدولية الكبيرة، قائلة: "أصبحنا الآن على أعتاب نظام عالمي جديد بمحورية الدول الأعضاء في منظمة بريكس".

صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري أشارت إلى اجتماع دول أعضاء بريكس في روسيا، الأسبوع الماضي، وعنونت في صفحتها الأولى: "الجنوب ضد الشمال وأميركا ضد بريكس"، لافتة إلى تحركات دول "بريكس" لاعتماد العملات المحلية بدل الدولار في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، وقالت إن هذه فرصة تاريخية أمام دول "بريكس"؛ للتخلص من هيمنة الدولار الأميركي.

وفي شأن آخر أشارت بعض الصحف، مثل "اعتماد"، إلى مقتل رجل الدين، محمد صباحي، ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، وخطيب صلاة الجمعة في مدينة كازرون بمحافظة فارس، بعد أن أطلق عليه مسلح النار عقب خروجه من صلاة الجمعة؛ ليُتوفى لاحقًا في المستشفى متأثرًا بجراحه.

والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"آرمان امروز": اتفاق أميركي- إسرائيلي على موعد الهجوم ونطاقه

ذكرت صحيفة "آرمان امروز"، قبل ساعات من بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران، أن موعد الهجوم، بات وشيكًا، مشيرة إلى تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي لإيران من داخل إحدى القواعد العسكرية في إسرائيل وكذلك زيارة بلينكن لإسرائيل والمنطقة؛ بهدف التنسيق لهذه الهجمات ونطاقها.

وأكدت الصحيفة أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، كان يعلم بموعد الهجوم الإسرائيلي وحجمه، وفقًا لتصريحات له، ما يعني أن هناك اتفاقًا قد حدث بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، لتحديد طبيعة الهجوم على إيران، ووقوعه قبل الانتخابات الأميركية؛ لأن واشنطن تريد الاطمئنان على أنه لن يكون هناك تصعيد، ولن تخرج الأمور عن السيطرة أثناء الانتخابات.

وقال الكاتب والدبلوماسي الإيراني السابق، عبدالرضا فرجي راد، للصحيفة: "إن إسرائيل تمتلك معلومات دقيقة عن إيران، وهي تدرك طبيعة الأعمال التي تقوم بها، بغرض زيادة الاستياء والغضب لدى الشعب تجاه السلطة"، لافتا إلى أن نظام صدام حسين في العراق خضع لعقوبات لمدة 12 عامًا، ما خلق استياءً شعبيًا كبيرًا سهّل سقوطه والقضاء عليه.

وقارن الكاتب بين نظام صدام حسين والنظام الإيراني الحالي، قائلاً: "إن نظام صدام، وعلى الرغم من خضوعه للعقوبات لمدة 12 عامًا، فإنه منع خلال هذه الفترة ارتفاع الأسعار، لكن إيران، التي تعيش الآن ظروفًا حربية ونقصًا كبيرًا في الميزانية، لم نر فيها أي إجراءات حكومية للحد من التضخم والغلاء الفاحش، الذي يزداد بالساعات والأيام ويخلق فوضى"، منوهًا إلى أن هذه القضية لن تكون غائبة عن إسرائيل في صراعها المستمر مع إيران.

"ستاره صبح": تصالحوا مع أميركا وأنهوا الحرب النفسية

دعا مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، النظام الإيراني إلى التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل إنهاء الحرب، النفسية التي تعيشها إيران، والآثار المدمرة على صعيد الاقتصاد والمجتمع في البلاد.

وذكر الكاتب، في مقاله الافتتاحي بالصحيفة، أن إيران تستمر في اعتماد خطابها المعروف منذ عهد حكومة الرئيس الأسبق، أحمدي نجاد، والذي كان يدعي أنه سيقضي على إسرائيل ويمحوها من الوجود، مؤكدًا أن هذا الخطاب كلّف إيران كثيرًا، وفي المقابل وفر دعمًا غربيًا واسعًا لإسرائيل.

وأكد الكاتب أن الدولار الأميركي الواحد الآن أوشك على الوصول إلى 70 ألف تومان، منوهًا إلى أن هذا الانهيار الرهيب في قيمة العملة الإيرانية، سببه هذا الخطأ القائل بأن إيران حتى الآن ضحية هذا الصراع والخطاب المتشدد، مؤكدًا أنه في حال وقوع حرب شاملة فإن البنية التحتية الإيرانية ستُدمر، وستسوء الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن، مضيفًا: "إذن ابتعدوا عن الحرب والجأوا إلى الدبلوماسية، وأدركوا قوة الخصم وشوكته، وتصالحوا مع الولايات المتحدة الأميركية".

"آرمان ملي": إيران لن تستفيد من مزايا "بريكس" ما لم تُرفع عنها العقوبات وتنضم لمجموعة (FATF) الدولية

قال الكاتب والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي": "إن الاحتفاء الإيراني بالانضمام إلى منظمة بريكس لن يكون مفيدًا، ما لم تستطع إيران الاستفادة من مزايا المنظمة كدولة طبيعية دون أن تخضع للعقوبات الغربية والأميركية الواسعة".

وأكد الكاتب أن استمرار هذه العقوبات واتساع نطاقها سيحرم إيران من أي مزايا قد تكون لمنظمة بريكس الاقتصادية؛ لأن الدول في هذه المجموعة جاءت بأهداف اقتصادية فقط، ولا علاقة لها بالخلافات السياسية والأيديولوجية للدول الأعضاء مع دول العالم، ومِن ثمّ فلن تغامر بمصالحها في سبيل مصالح إحدى الدول الأعضاء في هذه المنظمة.

كما لفت مجلسي إلى أن المشكلة الأخرى التي تواجه إيران هي عدم قبول طهران الانضمام إلى مجموعة (FATF) الدولية؛ حيث تتم جميع عمليات التبادل المصرفي بين الدول وفقًا لقوانين هذه المنظمة، وما لم تكن إيران عضوًا فيها فلن تُقبل أي دولة على التبادل التجاري والمصرفي مع طهران، حسب ما قال مجلسي.