شبهات حول ملكية نجل مستشار خامنئي لشركات تبيع النفط الإيراني والروسي الخاضع للعقوبات
أفادت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية بأن صندوق الاستثمار "أوشن لئونيد"، ومقره لندن، يلعب دوراً مهماً في إمبراطورية حسين شمخاني، نجل مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي وأحد الشخصيات البارزة في بيع النفط من قبل النظام الإيراني وروسيا.
وفي تقرير نشرته "بلومبرغ" اليوم الخميس 24 أكتوبر (تشرين الأول)، استناداً إلى تصريحات أكثر من 12 مصدر مطلع ووثائق اطلعت عليها الوكالة، كُشف أن "أوشن لئونيد"، الذي تم تسجيله في المملكة المتحدة في يونيو 2022، يعمل تحت إشراف حسين شمخاني.
كما أن صندوق الاستثمار هذا، المعروف في الأوساط المالية كشركة خاصة تركز على مجال الطاقة، لديه أيضاً مكاتب في جنيف ودبي وسنغافورة. وخلال السنوات الأخيرة، قام "أوشن لئونيد" بتوظيف عدد من الخبراء ذوي الخبرة في تجارة السلع، بما في ذلك أعضاء سابقون في شركات مثل "غانفور"، و"كوخ إندستريز"، و"سيتادل".
وذكر موقع الشركة أن "أوشن لئونيد" هو منصة متعددة الاستراتيجيات تعمل في جميع مجالات تجارة السلع.
ورغم أن هوية الداعم وراء هذا الصندوق ظلت غير معروفة لفترة طويلة، إلا أن تحقيقات استمرت لعام كامل أجرتها "بلومبرغ" كشفت أن "أوشن لئونيد" هو جزء من إمبراطورية حسين شمخاني.
وأكد التقرير أنه "لا توجد دلائل تشير إلى أن (أوشن لئونيد) انتهك القوانين أو تورط في ممارسات غير قانونية، إلا أن حساسية المملكة المتحدة تجاه صادرات النفط المحظورة بشكل عام، وحسين شمخاني بشكل خاص، تجعل وجود هذا الصندوق في لندن مسألة ذات أهمية كبيرة".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين اسم حسين شمخاني وتجارة النفط الخاضعة للعقوبات الإيرانية والروسية. ففي تقرير سابق صدر في سبتمبر (أيلول)، كشفت "بلومبرغ" أن مجموعة "ميلاووس" في دبي، التي يديرها حسين شمخاني، قد حققت مليارات الدولارات من بيع السلع من إيران وروسيا ودول أخرى.
وفي تقريرها الصادر يوم 24 أكتوبر (تشرين الأول)، ذكرت "بلومبرغ" أن "أوشن لئونيد" يدير محفظة استثمارية تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات نيابة عن شمخاني.
ونقلاً عن أربعة مصادر مطلعة، ذكرت الوكالة أن "أولوية (أوشن لئونيد) هي الاستثمار في مجموعة واسعة من الأوراق المالية، بما في ذلك قطاعات النفط والغاز والمعادن". وأضافت هذه المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاً من الانتقام، أن "الصندوق يتلقى تمويله من شركات النفط التي يديرها شمخاني، والتي تقوم بنقل الأموال عبر عدد من الشركات الوهمية إلى حسابات يسيطر (أوشن لئونيد) عليها".
وأضاف التقرير أن "شمخاني لا يشغل رسمياً أي منصب في الشركة، ولكن كبار المسؤولين في (أوشن لئونيد) يناقشون استراتيجيات التداول الخاصة بالشركة معه بانتظام".
دعم من مؤسسات غربية لشركة شمخاني
كما كشفت "بلومبرغ" عن دور المقرضين الغربيين في دعم شركة شمخاني. ووفقاً للتقرير، فقد قدمت كل من "جي بي مورغان تشيس"، و"إيه بي إن أمرو"، و"مجموعة ماركس" خدمات مالية لشركة "أوشن لئونيد".
ورفض ممثلو هذه الشركات الثلاث التعليق على الأسئلة المتعلقة بعلاقاتهم بصندوق الاستثمار المرتبط بشمخاني.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن "أوشن لئونيد" يعمل كشركة عائلية، مما يمكن شمخاني من استخدام الأموال التي يحصل عليها بسهولة في جميع أنحاء أوروبا ومناطق أخرى.
وتظهر سجلات الشركات البريطانية أن مواطناً إيطالياً يدعى لويجي سبانيا كان مديراً في فرع "أوشن لئونيد" بلندن منذ تأسيسه. ويظهر اسم هذا المواطن الإيطالي أيضاً كأحد مديري شركة "ميلاووس".
وقد نفى المتحدث باسم "أوشن لئونيد" أي تورط أو إشراف من حسين شمخاني على أعمال الشركة، مؤكداً أن جميع الكيانات المرتبطة بـ"أوشن لئونيد" تدار من خلال صندوق "ISFAD"، الذي يقع مقره في مركز دبي المالي الدولي.
وأحد المديرين البارزين الآخرين في "أوشن لئونيد" هو مهديار زارع مجتهدي، المعروف أيضاً بين زملائه باسم ليام، وهو الذي يحمل الجنسية الدومينيكانية وكان يدير الشركة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. ولا يزال، وفقاً لمصادر "بلومبرغ"، يلعب دوراً مهماً في الصندوق.
وأضافت "بلومبرغ" أن مهديار زارع مجتهدي كان سابقاً المدير التنفيذي لشركة بتروكيماويات حكومية تحت سيطرة وزارة الدفاع الإيرانية.
وفي تقرير سابق صدر في 16 سبتمبر، أفادت "بلومبرغ" بأن هيئة تسجيل الشركات في لندن طالبت شركة "نست وايز تريدينغ"، المرتبطة بحسين شمخاني، بتقديم معلومات إضافية، محذرة من أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، فسيتم حل الشركة خلال أشهر.