صحف إيران: ضوء أخضر غربي لمهاجمة طهران وسيناريوهات الرد الإسرائيلي وتغيير العقيدة النووية

ما هو مصير الصراع بين إيران وإسرائيل؟ وإلى أين تتجه هذه الجولة من التصعيد بين الجانبين؟ هذا هو السؤال الأبرز الذي حاولت بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 9 أكتوبر (تشرين الأول)، الإجابة عليه.

وبينما كانت الصحف الموالية للنظام تتكلم بلغة المنتصر والمتفوق على الطرف الآخر، حاولت الصحف الإصلاحية وشبه المستقلة أن تكون أكثر عقلانية في تعاطيها مع هذا الصراع، مشددة على ضرورة أن تعمل إيران بكل وسعها لتجنب صراع مفتوح مع إسرائيل، سيجر حتما أطرافا أخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.

صحيفة "آرمان ملي" ذكرت عددا من السيناريوهات شرحت فيه توقعاتها لمستقبل الصراع والتصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل، مشددة على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي للحيلولة دون وقوع السيناريو الأسوأ، وهو الصراع الشامل والمفتوح بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي.

صحف أخرى أشارت إلى احتمالية أن تعمد طهران إلى تغيير عقيدتها النووية في ظل الضغوط التي يتعرض لها النظام، والمطالب من قبل بعض الشخصيات والجهات المتطرفة الإيرانية.

في سياق غير بعيد وحول نتائج الهجوم الصاروخي لإيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر زعمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، أن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل خلف 341 قتيلا من العسكريين الإسرائيليين، بمن فيهم قيادات رفيعة المستوى.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"آرمان أمروز": هل اختبرت إيران سلاحا نوويا بشكل سري الأسبوع الماضي؟

تناولت صحيفة "آرمان أمروز" التقارير التي تفيد باحتمالية بدء النظام الإيراني تجريب صنع القنبلة الذرية، لافتة إلى أن البعض ادعى بأن سماع دوي أصوات في محافظة سمنان، والتي سمعت أصداؤها في طهران أيضا باعتبارها زلزالا في تلك المنطقة، قد يكون محاولات واختبار لتجريب سلاح نووي في منشآت تحت الأرض.

الصحيفة لفتت إلى تسارع جهات محسوبة على مجلس الأمن القومي الإيراني إلى نفي هذه الأخبار، واعتبارها شائعات في وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن امتلاك سلاح نووي يتعارض مع العقيدة النووية لإيران.

وذكرت الصحيفة أن المشككين بمواقف طهران تجاه القضية النووية يقولون ربما تكون إيران قد أنشأت موقعا نوويا تحت الأرض في محافظة سمنان، دون أن يطلع أحد، لإجراء هذا الاختبار النووي بعيدا عن الأنظار، وبعيدا عن المواقع النووية المعروفة، مثل موقع "نطنز" في أصفهان الذي هو أيضا تحت الأرض لكنه يخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يصعب مهمة اختبار سلاح نووي.

الصحيفة الإصلاحية أيضا انتقدت رغبة بعض المتطرفين في امتلاك السلاح الذري، وقالت إن البعض يحاول جهلا وبشوق أن تصبح طهران مالكة للسلاح النووي، متناسين أن ذلك سيشكل إجماعا دوليا ضد إيران، وستصبح الأمور أكثر سوءا على البلاد.

"تجارت": الغرب أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة إيران

الكاتب والمحلل السياسي أمير موسوي قال لصحيفة "تجارت" إن الغرب أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لمهاجمة إيران، لكن الخلافات الآن تدور حول طبيعة هذا الهجوم وأبعاده.

ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل قد جهزت العديد من المقاتلات الحربية في أذربيجان، بمحاذاة الحدود الإيرانية من جهة الشمال الغربي، مؤكدا أن استخدام هذه المقاتلات من أذربيجان يعني أن إيران ستبادر بضرب حلفاء إسرائيل في المنطقة ممن يقدمون لها الدعم.

كما لفت الكاتب إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الإيراني والروسي الجمعة القادمة، وقال إن هذا اللقاء مهم، وستوضح إيران موقفها لروسيا، حيث تؤكد طهران باستمرار إن مهاجمة مواقعها النووية أو مصافي النفط ومحطات الكهرباء خط أحمر.

"آرمان ملي": 7 سيناريوهات للصراع بين إيران وإسرائيل

صحيفة "آرمان ملي" ذكرت عدة سيناريوهات للصراع بين إيران وإسرائيل مستقبلا، وكذلك توقعاتها بشن الرد الإسرائيلي على هجوم إيران الصاروخي الذي نفذته مساء الثلاثاء 1 أكتوبر (تشرين الأول)، معتقدة أن حجم الهجوم الإيراني أجبر إسرائيل على التفكير جديا برد كبير ومؤثر على الجانب الإيراني، لكي لا يفكر مستقبلا في مثل هذا الهجوم.

السيناريو الأول هو استمرار إسرائيل في الحرب الإعلامية والتأكيد المتكرر على تخطيطها لمهاجمة إيران، وخلق أزمة وتوتر في الداخل الإيراني الذي يترقب هذا الهجوم، وقد تقوم طهران تحت هذه الضغوط الإعلامية بارتكاب خطأ ما يجعل إسرائيل في موقف المظلوم، وتكسب في ضوئه مزيدا من الدعم الدولي والعسكري من حلفائها في العالم.

السيناريو الثاني، حسب ما جاء في الصحيفة، هو أن تنفذ إسرائيل هجوما على مفاعلات إيران النووية، والمواقع الاستراتيجية لكن باستخدام أدوات من الداخل، ويكون تأثيرها قليلا لكنها تضخمه في الإعلام، وفي هذا السيناريو قد لا تستطيع إيران الرد لأنها لن تملك دليلا على ضلوع إسرائيل ووقوفها خلفه.

السيناريو الثالث هو الاغتيالات، على غرار ما تم تنفيذه سابقا ضد محسن فخري زاده كبير العلماء النوويين الإيرانيين، بهدف تعطيل البرنامج النووي لإيران.

أما رابع السيناريوهات فهو الهجوم المباشر على المواقع النووية، معتقدة أن إسرائيل لن تستطيع تنفيذ مثل هذا الهجوم دون مساعدة ودعم من الولايات المتحدة الأميركية.

والسيناريو الخامس هو مهاجمة المواقع الأمنية والعسكرية، موضحة أن مثل هذا السيناريو لن ينهي المواقع العسكرية الإيرانية الكثيرة ما يعني أننا سنستمر في رؤية الردود والردود المتقابلة.

أما السيناريو الأكثر خطورة، حسب تقرير الصحيفة، هو الهجوم الشامل من قبل إسرائيل على إيران، لافتة إلى وجود مؤشرات على نية إسرائيل تنفيذ مثل هذا السيناريو، حيث اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي تغيير اسم الحرب الحالية من "السيوف الحديدية" إلى "حرب القيامة".

والسيناريو السابع والأخير هو أن تقوم إسرائيل برد يتضمن دمج بعض هذه السيناريوهات، كأن تقوم بعمليات من الداخل الإيراني بالتزامن مع ضرب مواقع وأهداف الجماعات المسلحة الموالية لإيران، واغتيال بعض الشخصيات في آن واحد، معتقدة أن هذا السيناريو أكثر عقلانية.