السويد والدنمارك تتهمان طهران باستخدام عصابات إجرامية في هجمات مسلحة على سفارتي إسرائيل
أكد مصدر مطلع، في حديثه مع "إيران إنترناشيونال"، أن التحقيقات الأولية ترجح ضلوع طهران في الهجوم المسلح على السفارتين الإسرائيليتين في استكهولم وكوبنهاغن، مستخدمة عناصر إجرامية، وذلك تزامنًا مع الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
ووفقًا لهذا المصدر، فإن النظام الإيراني "يستخدم عناصر إجرامية محلية لتنفيذ هذه الأعمال الإرهابية ضد السفارات"، ويواصل "محاولاته لاستهداف السياح والمراكز اليهودية والإسرائيلية في أوروبا".
وأشار المصدر إلى اعتقال مجموعة من المجرمين في يونيو (حزيران) الماضي، كانوا مسؤولين عن إطلاق النار على السفارة الإسرائيلية في السويد، وأوضح أن "التحقيقات أظهرت أن هذه المجموعة كانت تُدار أيضًا من قِبل عناصر نظام طهران".
وحذرت وكالة الأمن السويدية (سابو)، بعد هذا الحادث، من أن الحكومة الإيرانية توظّف عناصر في عصابات سويدية للقيام بأعمال عنف ضد مجموعات وأفراد آخرين في السويد.
وأكد المصدر أن "توظيف المجرمين للقيام بأعمال إرهابية نيابة عن النظام ضد من يعتبرهم أعداءه" يعد إحدى الطرق المفضلة لطهران.
ووفقًا له، فإن هذا الأسلوب يسمح "للنظام الإيراني بالتهرب من الأفعال الإرهابية" لكي تبدو مثل هذه السلوكيات "كأعمال إجرامية بحتة". ومع ذلك، تمكنت وكالات الاستخبارات والأمن الغربية من ربط "أفعال الوسطاء المجرمين بشكل مباشر بمحرضيهم في إيران".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، قد نشرت، في تقرير لها، يوم 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، أن السلطات الإيرانية تعتمد على شبكات إجرامية غربية للتخطيط لأعمال عنيفة ضد معارضيها في أميركا وأوروبا.
وتعتبر هذه المؤامرات، التي تشمل استخدام عصابات إجرامية بدلاً من عناصر الاستخبارات الإيرانية، إنذارًا للمعارضين.
وأشارت الشرطة السويدية إلى احتمالية تدخل نظام طهران في الهجمات على سفارتي إسرائيل في استكهولم وكوبنهاغن.
وأفاد مصدر شرطي تحدث إلى "إيران إنترناشيونال"، بأن هناك أدلة على تورط النظام الإيراني في هذه الهجمات، وذلك خلال التحقيقات الأولية.
يُذكر أن السفارتين الإسرائيليتين في السويد والدنمارك، قد تعرضتا لاعتداءات مسلحة، خلال الأسبوع الماضي.
وتعرضت السفارة الإسرائيلية في استكهولم لإطلاق نار، يوم الاثنين 9 أكتوبر (تشرين الأول)، في الهجوم الأول، بينما حدثت انفجارات بالقرب من السفارة الإسرائيلية في وسط كوبنهاغن بالدنمارك، في الحادث الثاني، الذي وقع خلال الساعات الأولى من يوم الأربعاء 11 أكتوبر.
ولم تؤكد شرطة الدنمارك ما إذا كانت السفارة الإسرائيلية هي هدف هذه الانفجارات أم لا. حيث كانت هناك سفارات أخرى بالقرب من تقاطع الشارع الذي سُمع منه دوي الانفجار.
وفي هذا السياق، تم اعتقال شابين سويديين، أحدهما في السادسة عشرة والآخر في التاسعة عشرة، في محطة قطار كوبنهاغن، يُزعم أن أحدهما اشترى تذكرة إلى أمستردام. وتم اتهام الشابين بحيازة قنابل يدوية وإظهارها بالقرب من السفارة، يوم أمس الخميس، وقد أعلنا براءتهما، وسيبقيان في الاحتجاز حتى 30 أكتوبر.
وفي الوقت نفسه، أعلنت النيابة العامة في السويد أن الهجومين مترابطان. فيما أشار فريدريك هالستروم، من جهاز الأمن السويدي (سابو) إلى أن "اختيار الأهداف والأساليب متجه نحو إيران"، لكنه أضاف أن ذلك لا يزال فرضية.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى، التي تقع فيها أحداث من هذا القبيل بالقرب من السفارات الإسرائيلية في عواصم شمال أوروبا. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، تم العثور على "جسم خطر" خارج السفارة الإسرائيلية في استكهولم، وتفجيره. وقال أولف كريسترسون، رئيس وزراء السويد، في ذلك الوقت، إن "الوضع خطير جدًا"، ووعد بتشديد الرقابة على السفارة الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية.
كما اتهمت السويد طهران، في الشهر الماضي، باختراق خدمة رسائل نصية لإرسال 15 ألف رسالة إلى السويديين بهدف "إحداث انقسام في المجتمع" وإظهار هذا البلد "كبلد معادٍ للإسلام". وردت السفارة الإيرانية في استكهولم على هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها "لا أساس لها" و"ضارة بالعلاقات بين البلدين".