صحف إيران: طهران تعرضت لـ"ضربة" من قبل روسيا ومعاناة الفقراء تتضاعف بعد رفع أسعار الخبز

زيارة بزشكيان المرتقبة إلى العراق يوم غد الأربعاء، وقضية ممر "زنغزور" وما رافقها من جدل، هما العنوانان الأبرز في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول).

فعلى صعيد قضية ممرر "زنغزور" وما رافقها من جدل في الإعلام الإيراني، نقلت صحيفة "آرمان ملي" عن الدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد قوله إن الأحداث في السنوات القليلة أثبتت أن "موسكو ليست حليفا استراتيجيا لطهران"، مشددا على ضرورة أن تفهم إيران هذه الحقيقة.

واستشهد الكاتب بعدد من الملفات، مثل دعم روسيا للدول العربية في قضية الجزر الثلاث، وعدم تنفيذها عقدًا بقيمة 40 مليار دولار مع إيران، وعقدها اتفاق بحر قزوين مع أربع دول دون مراعاة مصالح إيران، مؤكدا أن هذه الأحداث لا يمكن أن تقع بين حليفين استراتيجيين.

أما السفير الإيراني نعمت الله إيزدي فقال لصحيفة "ستاره صبح" إن "طهران تعرضت لضربة من قبل الروس"، ولا ينبغي بعد الآن الوثوق بهم والاعتماد عليهم.

وأوضح إيزدي أن إيران تعرّضت مرات عديدة لضربات نتيجة الأطماع الروسية، وأن روسيا تستخدم طهران دائمًا وسيطًا في معادلاتها الدولية، وكلّما مارس الغربيون ضغوطًا على الكرملين، لعبت موسكو بالورقة الإيرانية خلف الطاولة، على حد تعبيره.

في شأن آخر تناولت الصحيفة ملف رفع أسعار الخبز وتبعات ذلك على الطبقة الفقيرة، وأوضحت أن الخبز هو الملجأ الأخير لهذه الطبقة في ظل الغلاء الرهيب في باقي القطاعات، وبالتالي فإن قرار رفع سعره سينجم عنه مزيدا من الضغط على شريحة الفقراء المتزايدة في المجتمع الإيراني.

صحف أخرى مثل "مردم سالاري" تناولت تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، التي قال فيها إن احتياطيات طهران من اليورانيوم المخصب بمستوى 20% و60% لا تزال تتزايد، وإن الوكالة ليس لديها معلومات كافية عن إنتاج أجهزة الطرد المركزي، ومدى توفرها في إيران.

والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"آرمان ملي": علاقة إيران بروسيا علاقة "حب من طرف واحد"

قال الكاتب والمحلل السياسي صلاح الدين هرسني، في مقال بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، إن العلاقة بين إيران وروسيا تشبه علاقة "حب من طرف واحد"، وهي أبعد ما تكون عن طبيعة العلاقات الاستراتيجية، موضحا أن هذه العلاقة هي علاقة تكتيكية ومرحلية، وأن ما يجري بينهم بمثابة "الصلح البارد".

وأشار هرسني إلى أهداف روسيا من فتح ممر "زنغزور"، وقال إن الناظر في أهداف موسكو يجد أنها أخطر على إيران من أهداف أذربيجان وتركيا، مؤكدا أن طهران هي الخاسر الأكبر من موافقة روسيا على فتح ممر "زنغزور"، والذي يعد بمثابة انقلاب جيوسياسي ضد إيران.

"جوان": الإصلاحيون يهاجمون بزشكيان بشكل أشد من الأصوليين

في شأن منفصل قالت صحيفة "جوان"، الأصولية والمقربة من الحرس الثوري، إن الإصلاحيين بدأوا بمهاجمة بزشكيان وانتقاده بحدة، لدرجة أن خصومه من الأصوليين أنفسهم لم يبلغوا هذه الحدة في النقد والهجوم، ويتهمونه بالانقلاب على التيار الإصلاحي الذي كان السبب في فوزه بالانتخابات الرئاسية.

وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "بعض الإصلاحيين يستخدم أسلوبا في نقد حكومة بزشكيان والمسؤولين الحاليين لم يستخدمها أشد معارضي الرئيس الإيراني في التيار المقابل".

واتهمت الصحيفة هؤلاء الإصلاحيين بأنهم دائما ما يظنون بأن حل مشكلات البلد يكمن في التعامل مع الغرب، ويعتبرون سياسات إيران الإقليمية بأنها عائق أمام التقدم والتطور، وهو ما يخلق تصورا لدى عامة الشعب بأن مشكلات إيران سببها سياسات النظام، وليست الأطراف الخارجية.

"کیهان": سياسة الضغوط القصوى لم تؤد لسقوط النظام

في هذا السياق قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، بأن الإصلاحيين يقدمون حلولا خاطئة للرئيس بزشكيان، ويدّعون بأن مشكلات إيران تكمن في قضية العقوبات، ويطالبونه بالانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، مؤكدة أن مثل هذه القراءات والعلاجات هي وصفات خاطئة بامتياز.

وذكرت الصحيفة أن سياسة الضغوط القصوى فشلت دون أن تؤدي إلى سقوط النظام، ولم تجبر السلطة أيضا على قبول الاتفاق النووي وفق الشروط الأميركية، موضحة أن إيران استطاعت بيع نفطها بأكثر من مليوني برميل يوميا، وذلك عبر سفن بحرية لا يمكن رصد حركتها من قبل الرادارات وأجهزة الرصد الحديثة.

واستشهدت الصحيفة بقائمة من الاتفاقيات والتفاهمات التي أبرمتها حكومة رئيسي السابقة، وقالت إن هذه القائمة دليل عن نجاح حكومة رئيسي الراحل، وأن تيار الإصلاحيين وأتباع الغرب لم يجلبوا للبلد سوى مضاعفة العقوبات وتعطيل الصناعة النووية الإيرانية، وتحميل إيران خسائر كبيرة.

"اعتماد": لماذا اختار بزشكيان العراق ليكون أول محطاته الخارجية؟

قالت صحيفة "اعتماد" إن بعض المراقبين يعتقد بأن محور زيارة بزشكيان إلى العراق يدور حول التفاوض عن الأموال الإيرانية المجمدة لدى بغداد، ويرى هؤلاء المراقبون بأن الآثار السلبية للعقوبات الأميركية على العلاقة التجارية بين طهران وبغداد وسائر الدول الأخرى دفعت بزشكيان باتخاذ أول خطوة نحو حلحلة هذه القضية، باعتبار أن العراق لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في فترة سابقة.

كما ذكرت الصحيفة أن العراق أيضا لعب دورا في تقارب وجهات النظر والمصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية، وبالتالي فإن هذه الزيارة أيضا قد تكون مقدمة لإحياء وتحسين علاقات إيران بباقي الدول العربية.