خطاب إيراني "لين" تجاه المفاوضات النووية وخامنئي يوعز للحكومة بإمكانية "التعامل مع العدو"

نكار مجتهدي
نكار مجتهدي

صحافية إيرانية

قال المرشد الإيراني علي خامنئي للحكومة الجديدة إنه "لا يوجد أي عائق" أمام التعامل مع "العدو" في الملف النووي. وبينما فسرت وسائل الإعلام الغربية هذه التصريحات على أنها "فتحت الباب" للمفاوضات، فإن بعض المتابعين لقضايا إيران ما زالوا يشككون في ذلك.

خامنئي حذر من أنه إذا استؤنفت المفاوضات خلال رئاسة مسعود بزشكيان، فلا ينبغي الوثوق بواشنطن.

وبحسب بعض الخبراء والمراقبين الإيرانيين، فإن هذا التوقيت والتصريحات قد تكون جزءا من "حملة خداع للحصول على إعفاءات من العقوبات".

وقالت أندريا ستريكر، نائبة مدير برنامج منع الانتشار النووي والدفاع ضد التهديدات البيولوجية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "يجب على القوى العالمية أن تنظر إلى رغبة المرشد الإيراني في استئناف المحادثات النووية باعتبارها حيلة بسيطة للحصول على المزيد من إعفاءات العقوبات، بغض النظر عن من سيُنتخب رئيسا للولايات المتحدة".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ"إيران إنترناشيونال" إن واشنطن ستحكم على الحكومة الإيرانية الجديدة بناء على الأفعال وليس الأقوال.

وأضاف: على هذا الأساس فإن النهج الأميركي لم يتغير، وإذا كانت إيران راغبة في إظهار جديتها، فيتعين عليها أن تتوقف عن تصعيد التوترات النووية، وأن تبدأ تعاوناً حقيقياً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووصفت ستريكر بيان خامنئي بأنه "استعراض"، وقالت إن طهران كان أمامها أكثر من ثلاث سنوات لإحياء الاتفاق النووي خلال إدارة جو بايدن، مضيفة: "بدلاً من ذلك، يشهد العالم تقدماً في البرنامج النووي لإيران وتخصيب اليورانيوم بما يكفي لإنتاج عدد من الأسلحة النووية".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشهر الماضي: "الوقت الذي ستحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع ربما يكون الآن أسبوعًا أو أسبوعين".

وكانت الدبلوماسية والسماح لإيران بالتحايل على العقوبات الاقتصادية هي الطريقة المفضلة لاحتواء نظام الجمهورية الإسلامية في إدارة بايدن.

وأفرجت الحكومة الأميركية عن نحو 16 مليار دولار من أصول طهران المجمدة في عام 2023، قبل أن تهاجم حماس إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وأجرى البيت الأبيض مفاوضات غير مباشرة مع طهران لأكثر من عام في 2021 و2022. وكان الهدف هو إحياء الاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة خلال رئاسة دونالد ترامب في عام 2018.

وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي، ولا تنوي إنتاج أسلحة نووية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الأسلحة النووية.

وتقدر احتياطيات طهران من اليورانيوم المخصب بأكثر من 30 مرة من الحد المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 بينها وبين القوى العالمية.

كما قامت طهران بطرد عدد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبدأ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان حملته الانتخابية بإعطاء وعود بتحسين العلاقات مع الغرب.

وشارك عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني الجديد، على نطاق واسع في مفاوضات اتفاق 2015.

عودة ترامب وتأثيرها على إيران

بالنسبة لكسرى عربي، مدير برنامج إيران في "معهد توني بلير للتغيير العالمي"، فإن المحادثات المقبلة المحتملة قد يستخدمها خامنئي كغطاء لتحرير المزيد من الأصول الإيرانية قبل عودة ترامب إلى السلطة.

وإذا عاد الرئيس الأميركي السابق إلى البيت الأبيض، فمن المتوقع أنه، وهو من أشد المنتقدين لسياسة بايدن الخارجية، سيكون أكثر صرامة تجاه النظام الإيراني.

وقال عربي: "قد يستغل خامنئي هذه الفرصة كمحاولة أخيرة لتحرير المزيد من الأصول قبل أن تتولى الإدارة الأميركية الجديدة مهامها. إذا كان الأمر كذلك، فتوقعوا زيادة التهديدات والتوترات في الأشهر المقبلة، لإجبارهم على تقديم تنازلات دبلوماسية".

وشهدت السياسة الأميركية في عهد ترامب "أقصى قدر من الضغط" ضد نظام الحكم في إيران.

وإذا تم انتخابه رئيساً للمرة الثانية، من المحتمل أن يتبنى هذه السياسة مرة أخرى.

وتزايد التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل بشكل حاد بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال زيارته لطهران نهاية يوليو (تموز) الماضي.

وعلى شبكة التواصل الاجتماعي "X"، كتب جيسون برودسكي، مدير السياسات في التحالف ضد إيران النووية (UANI)، أن "الباب" أمام المفاوضات بشأن "طموحات إيران النووية" لم يُغلق أبدًا.

ووفقاً لبرودسكي، فإن هذا هو التكتيك الذي استخدمته إيران مراراً، وهو تكتيك يسمح لطهران باستخدام احتمال المفاوضات كأداة لتحييد الضغوط.