صحف إيران: البرلمان أمام اختبار حكومة "الوحدة الوطنية" و"سر" ولاء بزشكيان لخامنئي

تستمر المناقشات داخل البرلمان الإيراني في السر والعلن حول مستقبل التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس مسعود بزشيكان لمنحها الثقة.

ويبدو أن الرئيس الجديد، ورغم مبالغته في إكرام الأصوليين والتغزل إليهم عبر تعيين عدد من الوزراء من بينهم، لم يقنع بعد هذا التيار الذي يطالب بالمزيد من المناصب والوزارات، أو أنه يصر على إبعاد وتغيير بعض الوزراء الإصلاحيين واستبدالهم بآخرين.

صحيفة "كيهان"، الأصولية والقريبة من المرشد، عارضت قبل أيام فكرة أن يتم تأييد وزراء بزشكيان جميعا، وشددت على أن الإصلاحيين وأنصارهم يحاولون أن "يرهبوا" البرلمان من عدم المصادقة على الوزراء، بحجة أنها "حكومة وفاق وطني"، لكن ذلك لا ينبغي أن يتم، وفق الصحيفة، وأن أعضاء البرلمان يجب عليهم أن يدرسوا أوراق المرشحين كل على حده، وبدقة متناهية.

وفي عددها الصادر اليوم الأربعاء 21 أغسطس (آب)، رأت "كيهان" أن شرط حكومة الوفاق لا يتم إلا من خلال إبعاد بعض الوزراء المرشحين من قبل بزشكيان، مدعية أن هذا الإصرار من البرلمان على التغيير والإبعاد لعدد من الوزراء هي خدمة جليلة يقدمها البرلمان إلى الحكومة.

وشددت الصحيفة على ضرورة رفض البرلمان لوزراء بزشكيان الذين "رسبوا" في اختبارات سابقة، وكانت لهم مواقف ضد النظام ومبادئه الأساسية، وشاركوا في مظاهرات واحتجاجات تصفها الصحيفة بـ"الفتنة".

في المقابل أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى أن البرلمان سيقرر اليوم مصير التشكيلة الوزارية وعنونت: "يوم الاختيار.. الوفاق أم المواجهة"، وقالت إن على البرلمان أن يحدد اليوم مصير الحكومة، وأنه بتزكية المرشحين يكون قد ساهم في مسار الوحدة والوفاق الوطني، وإلا فإنه يكون قد اختار المواجهة، وهي حالة غير مطلوبة بالنسبة للظروف التي تمر بها البلاد، حسب ما جاء في الصحيفة.

وكتبت صحيفة "إيران" التابعة للحكومة: "مفتاح الوحدة الوطنية بيد البرلمان"، وقالت إن اليوم هو يوم هام بالنسبة لإيران في هذه المرحلة، معربة عن أملها في أن يختار البرلمان طريق المسالمة والمصالحة مع الحكومة الوليدة، ولا يدخل البلد في مرحلة من الصدامات السياسية والخلافات الحزبية.

والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"آرمان ملي": عراقجي سيظهر انسجاما أكبر مع النظام مقارنة بظريف

رأى الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد، في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي"، أنه رغم وجود أوجه للتشابه بين وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف وعباس عراقجي مرشح وزارة الخارجية، لكن هناك اختلافات أيضا بينهما، متوقعا أن يُظهر عراقجي انسجامًا أكبر مع النظام والشارع، مما سيشجع على منحه الثقة في البرلمان.

ورأى أن ترشيح عراقجي لوزارة الخارجية كان لخبرته التي يتمتّع بها في التعامل مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، مما يدل على أن سياسة الحكومة الجديدة هي البدء بمحادثات تُسفر عن اتفاق لرفع العقوبات.

وأكد فرجي راد أن اختيار عراقجي ليس له علاقة بقضايا إقليمية أو قضايا أخرى، ففيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، كان هناك أشخاص آخرون كان من الممكن ترشيحهم، ولكن ما اتفق عليه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين هو خوض المحادثات مع الغرب، على حد تعبير الكاتب.

"ستاره صبح": بزشكيان يؤكد على ولائه لخامنئي لمنع الخلافات الداخلية

قال الكاتب والمحلل السياسي مير قاسم مؤمني لصحيفة "ستاره صبح" إن الرئيس الإيراني الجديد يهدف من خلال كثرة تأكيداته على الولاء للمرشد علي خامنئي إلى منع الخلافات الداخلية والتناحر الحزبي، معتقدا أن البرلمان الحالي ليس له عذر في رفض منح الثقة للوزراء، لأن التشكيلة الوزارية متنوعة، وأن أعداد الوزراء الأصوليين مرتفعة.

وأوضح أن الرئيس الإيراني يدرك الظرف الخاص الذي تمر بها إيران، فالعقوبات تفتك بالبلد، والتضخم مرتفع، والعملة الإيرانية منهارة، وأعداء إيران متحدون ضدها، والبلد على شفا مقربة من الحرب، وعلى هذا الأساس فإن بزشكيان- وانطلاقا من ذلك- يريد أن تتفرغ حكومته لحل هذه المشكلات، وهذا لا يتحقق في ظل حكومة خالصة من التيار الإصلاحي، حيث إن المتطرفين سينشطون في مثل ذلك الواقع، ويعرقلون عمل الحكومة، لكنهم الآن مضغوطون ولا يريدون أن يظهروا بمظهر من يعارض خامنئي، لا سيما وأن بزشكيان أكد أكثر من مرة أن اختيار جميع الوزراء تم بالتشاور والتنسيق مع المرشد والجهات العليا في إيران.

وأشار إلى وزراء بزشكيان المقترحين، وقال إن الناظر في هذه التشكيلة يكاد يعتقد بأنهم مرشحون من قبل رئيسي الأصولي وليس بزشكيان الإصلاحي، فلا علاقة لهؤلاء المرشحين بالإصلاحيين أو محمد خاتمي (القائد الروحي للتيار الإصلاحي)، وعلى هذا الأساس فإنه من المتوقع أن البرلمان سيؤيد جميع مرشحي بزشكيان لتولي المناصب الوزارية.

"آرمان أمروز": أزمة الممرضين في إيران.. بين وعود بزشكيان وعراقيل متراكمة

سلطت صحيفة "آرمان أمروز" في تقرير لها الضوء على مظاهرات الممرضين هذه الأيام، والمستمرة منذ أسابيع، وانعكاسات ذلك على عمل حكومة بزشكيان التي وعدت بإيجاد انفراجة اقتصادية عبر التركيز على حل خلافات إيران الدولية، وتهدئة الأوضاع الداخلية.

الصحيفة قالت إن الرئيس بزشكيان، وهو طبيب متخصص، لا بد وأن يكون مدركا لظروف الممرضين ومعاناتهم، لهذا فقد رشح محمد رضا ظفر قندي لتولي وزارة الصحة، وهو من المعروفين بمواقفه الداعمة للمرضين أثناء وبعد أزمة كورونا، ويُتأمل من يكون توليه منصب وزارة الصحة تحولا في وقف معاناة هؤلاء الممرضين والممرضات.

واستندت الصحيفة إلى أزمة الهجرة التي تعصف بالقطاع الحيوي، حيث يفضل آلاف الممرضين الهجرة على البقاء في البلد، نظرا إلى الخدمات التي يحصلون عليها في البلدان الأخرى، والحرمان والمضايقات التي يتعرضون لها في إيران.

ونوهت الصحيفة إلى أن كثيرا من المستشفيات تشكو من شح الممرضين بسبب عدم رغبتهم في التوظيف في ظل الظروف الراهنة أو رغبتهم في الهجرة من البلاد، وهي مرحلة تتطلب منهم استعدادا مسبقا، مثل تعلم لغة البلد المقصود، والقيام بإجراءات أخرى تسهل انخراطهم في العمل فور وصولهم إلى بلدان أوروبية وغربية، وحتى خليجية.