أزمة السكن في إيران وزيادة الطلب على "المنازل المشتركة"
"عندما أعلن المالك أننا بحاجة إلى إضافة 50 مليون تومان إلى الرهن، و3 ملايين إلى الإيجار، كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نفكر بها هي البحث في جميع أنحاء طهران للعثور على منزل بإيجار مناسب، لكن أموالنا لم تكن كافية".
"مينا" هو الاسم المستعار لامرأة تبلغ من العمر 32 عامًا، تعيش بشكل مستقل ومع شريكها في منازل مختلفة في شارع "نامجو" في طهران لسنوات عديدة.
وفي إشارة إلى ضغوط المالك لإخلاء منزله السكني الذي تبلغ مساحته 65 مترًا، قالت لـ"إيران إنترناشيونال": "يجلب المالك عملاء جدد كل يوم، ولكن بما أن المنزل لم يبدو جيدًا، فإن عددا قليلا من الناس يوافقون على دفع رهن يبلغ 200 مليون، و11 مليون تومان كإيجار. بعد شهر، وافق زوجان شابان لديهما ابنة تبلغ من العمر 3 سنوات على استئجار المنزل، لكن لم يكن لديهما ما يكفي من المال".
وقالت هذه الشابة، التي لم تفكر قط في تقاسم المنزل مع زوجين آخرين في منزل مساحته 65 متراً: "بما أن ميزانيتهما كانت منخفضة، قررنا بموافقة صاحب المنزل تقاسم أموال الرهن العقاري والإيجار. وأعطيناهم الغرفة الأكبر لأنه كان لديهما طفل".
وهكذا بدأ خمسة أفراد بالعيش معًا في منزل برهن قدره 200 مليون تومان، وإيجار شهري ارتفع إلى 13 مليون تومان. وكانت مينا بائعة في محل لبيع الملابس بشارع "هفت تير" حتى قرر صاحب العمل فصل بعض مندوبي المبيعات، وكانت هي واحدة منهم.
وتحدثت مينا عن محاولتها الحصول على راتب آخر شهرين من عملها، وتابعت قائلة: "لم أجد وظيفة جديدة بعد، وعلينا أن نعيش براتب شريكي الذي يعمل في أحد المطاعم، وهو 8 ملايين تومان".
وقالت لـ"إيران إنترناشيونال" عن صعوبات العيش في منزل مشترك مساحته 65 متراً: "من المشاجرات العائلية وحقيقة أنه لا يمكننا استقبال ضيوف أبداً لأنه ليس لدينا مساحة شخصية". والمشكلة أخرى للعيش المشترك هي محدودية مرافق المنزل والاستخدام المشترك للأدوات عندما تحتاجها كلتا العائلتين، وفي بعض الأحيان تسبب هذه المشكلة خلافات".
وأشارت مينا إلى أن الغرفة التي تعيش فيها هي وشريكها لا تحتوي على أنابيب غاز لتركيب مدفأة، وقالت: "خلال فصل الشتاء، كنت أنا وشريكي نضطر لاستخدام مدفأة كهربائية ودفع ثمنها، وهذه مجرد واحدة من آلاف الحجج التي نتشاجر بسببها".
وقال محسن مسعوديان، الباحث والمحاضر الجامعي، في حديث لموقع "ديده بان" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 حول البيوت المشتركة في طهران: "إن اختيار البيوت المشتركة ما هو إلا شكل من أشكال الإكراه الذي يضطر الناس إلى اختياره بسبب القضايا والمشكلات الاقتصادية".
وفي إشارة إلى أن أنماط الحياة هذه في بعض البلدان تعتبر اختيارية تمامًا، قال: "في إيران، اختيار نمط الحياة هذا يرجع إلى قضايا ومشكلات اقتصادية؛ وهذا يعني أن الناس مجبرون على التحول إلى أنماط الحياة هذه".
تزايد الطلب على المنازل المشتركة
ومن الأمور التي أشار إليها علماء الاجتماع مراراً في السنوات الماضية، هو تأثير التضخم على تقلص الطبقة الوسطى وسقوط هذه الطبقة تحت خط الفقر، وهو ما يتجلى بشكل أوضح في سوق الإسكان.
وعن زيادة عدد الأزواج الذين يرغبون في استئجار شقق بمساحة 150 إلى 200 متر بشكل مشترك لأنه ليس لديهم ما يكفي من المال لدفع الرهن والإيجار، قال صاحب مكتب عقاري في منطقة "طهران بارس" لـ"إيران إنترناشيونال": "نواجه عددا كبيرا من الأزواج الشباب الذين ليس لديهم القدرة المالية على دفع الرهن العقاري وإيجار المنزل. أحيانا نقدمهم لبعضهم البعض، وأحيانا يجدون زوجين آخرين بأنفسهم".
وأشار إلى أن "بعض هؤلاء الأزواج يعملون كممرضين في المستشفيات أو يعملون في مصانع وشركات في ضواحي طهران، لكنهم غير قادرين على دفع إيجار المنزل كاملا". ووفقا لقول صاحب هذا المكتب العقاري: "عادة ما يتم إنفاق راتب أحد الشخصين على الإيجار، وعلى الآخر توفير الضروريات من طعام وملبس، وهو أمر صعب مع التضخم الذي لا يمكن التنبؤ به".
وقال صاحب المكتب العقاري إن رد فعل أصحاب المنزل على استئجار منزل لأسرتين، مختلف، وأضاف: "ليس لدى المالك الذي ظل منزله فارغًا منذ أشهر خيارًا سوى قبول هذه المشكلة، لأنه هو نفسه بحاجة إلى هذا المال. بالطبع، هناك أوقات يقع فيها زوجان في مشكلة ويجبران المالك على إلغاء عقدهما بتكلفة كبيرة".
وفي يوليو (تموز) من العام الماضي، قال داود بيكي نجاد، نائب رئيس اتحاد الاستشاريين العقاريين في طهران، لوكالة أنباء "إيلنا" عن الزيادة في المنازل المشتركة في طهران: "المنازل المشتركة لا تحدث في الشقق، وحتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي تقرير عن لإيجارات المشتركة في الشقق".
ونفى بيكي نجاد هذا الأمر تمامًا، وذكر أننا لم نواجه طلبا لاستئجار شقة واحدة لأسرتين، وقال: "إذا شوهدت هذه المسألة، فسوف يتم الإبلاغ عنها على الفور".