ما هي علاقة المرشحين للرئاسة في إيران بالحرس الثوري؟
يرتبط جميع المرشحين الستة للرئاسة في إيران بـ"علاقات مختلفة النسب" بالحرس الثوري. فمن لم يكن منهم منتميا إليه، فلا بد أن يكون رئيس حملته الانتخابية أحد عناصر الحرس أو أنه كان مدرسا لعناصره أو سبق وقام بتعيين عنصر من الحرس الثوري نائبا له.
فما طبيعة هذه العلاقات بين الحرس الثوري والمرشحين للرئاسة، وما حدود هذه العلاقة ونسبها؟
على الرغم من ادعاء المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، قبل أيام بأن الحرس لن يتدخل في الانتخابات، فإن المساعد السياسي للحرس الثوري، يد الله جواني، أشار إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: "قد تكون مخرجات الانتخابات القادمة أمرين؛ الأول أنها تساهم في زيادة قوة النظام أو أنها تتحول إلى عامل تحد".
تجدر الإشارة إلى أن الحرس الثوري ليس مؤسسة عسكرية عادية، وإنما يضم مجموعات أخرى مثل الباسيج، ومنظمة "المستضعفين"، وقد تحول عمليا إلى حكومة موازية سبق أن هاجمها الرئيس السابق حسن روحاني، واتهمها بعرقلة مسار المفاوضات مع الدول الغربية.
قاليباف.. الجندي الوفي
امتزجت هوية محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي، بالحرس الثوري بشكل وثيق للغاية، فقد انضم إلى الحرس الثوري عندما كان في سن 19، وبقي عضوا فيه من عام 1981 إلى عام 2004.
وفي مارس (آذار) عام 2024 أثنى قائد القوات الجوية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، بشخصية قاليباف ودوره في إنشاء المنظومة الصاروخية للحرس الثوري، وقال إن قاليباف هو شخص "لا يعرف الكلل" و"يحب التحول"، وإن اقتصاد إيران في حاجة إلى "مدير جهادي" مثله.
وذكرت تقارير إعلامية أن فترة رئاسة قاليباف للقيادة الجوية في الحرس الثوري شهدت صدامات بين الجيش والحرس الثوري، الذي حاول الاستيلاء على أراض تابعة للجيش. وقد أدت الصدامات إلى مقتل جندي في الجيش الإيراني الذي رفض التنازل عن أراضيه.
وعندما كان قاليباف عمدة لطهران، وبعد ذلك رئيسا للبرلمان، تابع بشكل حثيث مصالح الحرس الثوري الاقتصادية، وقد كشف تقرير عام 2023 أنه قام بتغيير رئيس البنك المركزي في فترة حكومة إبراهيم رئيسي لتأمين الموارد المالية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري.
زاكاني.. الباسيجي الذي أدى مهمته على أكمل وجه
زاكاني، الذي تولي منصب عمدة طهران مثل قاليباف، كانت له علاقة مختلفة مع الحرس الثوري. في عام 1999 وأثناء احتجاجات طلاب جامعة طهران كان زاكاني عضوا في قوات التعبئة الشعبية (الباسيج)، ولعب دورا في قمع الطلاب.
وفي تصريح له قال القيادي بالحرس الثوري، إسماعيل كوثري، إن زاكاني عندما كان مسؤول الباسيج في الجامعة قام بمهمته بشكل جيد، ولهذا نحن ندعمه.
وكالة "فارس"، التابعة للحرس الثوري، أيضا دافعت بقوة عن تولي زاكاني منصب عمدة طهران، وهاجمت المنتقدين، وأكدت أن تولي زاكاني لمنصب عمدة طهران أمر حتمي ومؤكد.
رئيس حملته الانتخابية لطف الله فروزنده أيضا كان قياديا سابقا في الحرس الثوري، ومن الشخصيات المؤثرة في توصيل الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد إلى منصب رئاسة الجمهورية.
سعيد جليلي.. علاقات حميمة عن بُعد
سعيد جليلي، الذي يعرف بمواقفه المتطرفة بين الأصوليين، لم تكن له علاقات رسمية ومعلنة مع الحرس الثوري كما هو الحال بالنسبة لقاليباف وزاكاني.
بالإضافة إلى ذلك هناك مقولات تنسب إلى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق، تظهر أنه لا يكن ودا لجليلي ونهجه في الإدارة، حيث قال البرلماني السابق مجتبى ذو النور، في مقطع صوتي مسرب، إن سليماني قال بأنه "سيترك فيلق القدس إذا أصبح جليلي رئيسا. فهو شخص سلطوي، ويريد أن تكون جميع الأشياء تحت سيطرته، وفي ظل وجوده فإن الأمور ستتجمد".
رئيس الحملة الانتخابية لجليلي هو محسن منصوري وقد قام بتعيين رحيم نوعي، أحد أقدم أعضاء الحرس الثوري، في منصب مسؤول اللجنة الشعبية التابعة للحملة الانتخابية.
وتحتفظ مؤسسات الحرس الثوري الإعلامية بعلاقة جيدة مع جليلي. فقد امتلأت غرف وصالات وكالات أنباء مثل "تسنيم" و"فارس" وصحيفة "جوان" وقناة "أفق"، وهي مؤسسات إعلامية تابعة للحرس الثوري، بشخصيات ومحللين من تيار جليلي والمقربين إليه.
مصطفى بور محمدي
في عام 2011 عندما هاجم الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الحرس الثوري واتهمه بالنشاط غير القانوني، ووصف الحرس الثوري وقيادته بـ"الأخوة المهربين"، كان بور محمدي رئيسا لمنظمة الرقابة في إيران، وقد نفى هذه التهم، وادعى أن الحرس الثوري لم يقم بنشاطات اقتصادية غير قانونية.
وعين بور محمدي، عندما كان وزيرا للداخلية، نائب قائد الحرس الثوري محمد باقر ذو القدر نائبا له، بعد موافقة من المرشد علي خامنئي.
قاضي زاده هاشمي وبزشكيان
كان أمير حسين قاضي زاده هاشمي، لطبيعة عمله كرئيس "مركز الشهداء والمشاركين في الحرب"، يمتلك علاقة عمل مع الحرس الثوري. ورئيس حملته الانتخابية محمد رضا مير شمي كان مساعدا سياسيا في جامعة "الإمام الحسين" التابعة للحرس الثوري.
أما مسعود بزشكيان، المرشح الإصلاحي الذي يبدو عليه أنه ليس لديه علاقات حميمة مع الحرس الثوري، ارتدى زي الحرس الثوري مع باقي نواب البرلمان عندما تم فرض عقوبات على الحرس.
ولديه تصريح آخر يقول فيه، ردا على انتقاد طالب جامعي على ارتدائه زي الحرس الثوري: "سأرتدي من جديد زي الحرس الثوري. لو لم يكن الحرس الثوري موجودا لانتهى وجودنا".