صحف إيران: اعتقال إصلاحي بارز ومعركة روحاني مع "صيانة الدستور" واستمرار إضراب سوق الذهب

قال المرشح الرئاسي السابق مصطفى هاشمي طبا، في مقال بصحيفة "آرمان ملي"، إن السلطة الحاكمة في إيران لن تأخذ الدروس والعبر من نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والنسبة المتدنية من المشاركة الشعبية والتي لم تتجاوز 8 في المائة بعدد من المدن الكبرى، وعلى رأسها العاصمة طهران.

وأوضح هاشمي طبا أن الأقلية الحاكمة في إيران لم تعد تنظر إلى الشعب من المنظور العام، وإنما باتت تعرف الشعب بـ"الجماعة الموالية لها"، والمؤيدة في كل قرارات وسياسات تقدم عليها هذه السلطة، وبالتالي فلا تبالي بحجم المشاركة المتدنية.

من القضايا الأخرى التي اهتمت بها الصحف الصادرة اليوم الاثنين 13 مايو (أيار)، هو خبر اعتقال الناشط السياسي الإصلاحي صادق زيبا كلام، واقتياده إلى السجن وهو في طريقه إلى معرض طهران للكتاب للتوقيع على كتابه الجديد الذي جاء بعنوان: "لماذا لم يعتقلوك؟".

ويعرف عن زيبا كلام جرأته في نقد السياسات الخارجية والداخلية للنظام الإيراني، ومشاركته في مقابلات تلفزيونية في الخارج الإيراني، تصنف طهران العديد منها كمنظمات إرهابية، وتحظر المشاركة معها، والظهور على شاشاتها.

الصحف الإصلاحية مثل "آرمان أمروز" و"اعتماد"، انتقدت القرار وطريقة اعتقال أستاذ جامعي معروف بوزنه السياسي والتحليلي في الوسط الإيراني، ودعت النظام إلى إعادة النظر في الحكم، وإطلاق سراحه.

كما قالت صحيفة "ستاره صبح" إن زيبا كلام الذي كان سجينا سياسيا في عهد النظام الملكي السابق يُرمى به اليوم في عهد النظام الجمهورية الإسلامية إلى غياهب السجن!

أما صحف النظام فرحبت بالخطوة، واتهمت زيبا كلام بأنه يشوه صورة النظام في الإعلام الفارسي المعارض، كما أنه يقدم تحليلات مغايرة لتوجهات السلطة في الشؤون المحلية والدولية.

وسخرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، من زيبا كلام، وقالت: "لم تكن هناك حاجة لسجن زيبا كلام لأن آراءه ومواقفه لم يعد لها تأثير، وهو بات بمثابة "جدحة النار الفاسدة التي لا تعمل".

صحف أخرى أشارت إلى استمرار الإضرابات والاحتجاج بين العاملين في سوق الذهب والمجوهرات، وذكرت "نقش اقتصاد" أن سوق طهران للذهب في حالة شبه معطلة، وأنه على الرغم من محاولات الحكومة التوصل إلى اتفاق مع أصحاب المحال التجارية، إلا أنهم لم يقبلوا، ولا يزال العديد منهم مصرا على الإضراب.

في سياق منفصل اهتمت صحف النظام أيضا بموضوع تسليم المرشد وساما فخريا لعائلة محمد رضا زاهدي، قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان الذي قتل بقصف إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

ونقلت هذه الصحف، مثل "كيهان"، مقتطفات من إشادة خامنئي بزاهدي، وكتبت: "عظمة الجمهورية الإسلامية تجلت بفضل زاهدي".

اقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان ملي": المستقبل السياسي لروحاني بعد إقصائه من الانتخابات

يكثر الكلام هذه الأيام حول تحركات الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، وانتقاداته الصريحة ضد مجلس صيانة الدستور، بعد أن تم إقصاؤه من الترشح للانتخابات بقرار من هذا المجلس.

صحيفة "آرمان ملي" ذكرت أن الرئيس الإيراني السابق يعيش أوقاتا صعبة هذه الأيام، بعد أن تم إقصاؤه وإهمال العديد من رسائله وبياناته التي طالب بها المجلس لإيضاح سبب استبعاده.

وانتشرت اليوم الاثنين رسالة لحسن روحاني تنتقد مجلس "صيانة الدستور"، وقال إن المجلس المذكور صير الانتخابات في إيران مرحلتين: الأولى هو أن يختار المرشحين، والثانية يُراد من المواطنين اختيار شخص من بين من اختارهم المجلس وزكّاهم، مؤكدا أنه لن يسكت عن هذا الظلم بعد اليوم، دون أن يبين ما هي الأدوات والأوراق التي يملكها في مواجهة مجلس مدعوم من قبل المرشد علي خامنئي، ومؤسسات الدولة الأخرى.

وذكرت الصحيفة تعليقا على إبعاد روحاني من الترشح لانتخابات مجلس الخبراء، إن الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني مُني بمصير مماثل للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، الذي هو الآخر له ذكرى في إقصاء مجلس صيانة الدستور له، وأوضحت أن هاشمي رفسنجاني بعد إبعاده من الرئاسة بقي فاعلا في المشهد السياسي بفضل سجله وشخصيته، لكنها لم تتوقع مصيرا مشابها لروحاني الذي يفتقد لبعض خصائص هاشمي رفسنجاني وتأثيره على المشهد السياسي الإيراني.

"جمهوري إسلامي": ازدواجية السلطة في التعامل مع الفساد

تناولت صحيفة "جمهوري إسلامي"، في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، حجم الفساد المنتشر في مؤسسات الدولة في إيران، وأوضحت أن السلطة تتعامل بازدواجية مكشوفة قضايا الفساد.

وكتبت الصحيفة: "عندما يكون الهدف إقصاء شخص أو تيار سياسي تقوم السلطة بذلك باسم الفساد، وتعاقبه بأشد شكل ممكن للقضاء عليه، لكن عندما يكون هناك مؤيدون لها غارقين بالفساد تتغافل وتتجاهل الفساد تماما، لدرجة توحي بأنها لم تر أصلا ولم تسمع شيئا عن هذا الفساد".

وأكدت الصحيفة أن إدارة البلاد بشكل قانوني لا تتم دون مواجهة حقيقية للفساد، وفي حال غابت هذه الميزة عن السلطة السياسية الحاكمة فلن يعد هناك أحد يثق بالنظام ومسؤوليه، "فالناس تطلب العدالة ودونها لن يدوم الحكم".

"اعتماد": زيبا كلام كان ينتقد الوضع في البلاد من أجل الإصلاح.. والسلطة لا تطيق سماع النقد

انتقد الباحث الحقوقي محمد صالح نقره كار، في مقال بصحيفة "اعتماد"، اعتقال السلطات الإيرانية للناشط السياسي والأستاذ الجامعي صادق زيبا كلام بسبب مواقفه وانتقاداته للسلطات.

وأكد الباحث أن الانتقادات التي يقوم بها زيبا كلام وأمثاله من الأساتذة تأتي بهدف إصلاح الوضع الراهن في البلاد، ويجب أن يُنظر إليها من هذه الزاوية.

وأوضح نقره كار أن سعة صدر السلطة لا ينبغي أن تضيق لدرجة أن تقوم بإسكات أصوات الأساتذة وتحرمهم من النقد ومحاولات تصحيح الوضع في البلد.