صحف إيران: محاربة متزامنة لإسرائيل و"عدم الحجاب" وعودة "شرطة الأخلاق" وضعف الحماية الأمنية
حاولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت، 20 أبريل، التقليل من الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر الجمعة؛ واعتبرته هجومًا "فاشلًا"، لم يحقق أهدافه، وتغافلت عن التقارير، التي تؤكد أنه تم بصواريخ أطلقتها طائرات حربية من الخارج، واستهدف واحدة من أهم القواعد العسكرية بقلب إيران.
وتغافلت الصحف، كذلك، عن تهديدات النظام السابقة حول رد إيراني مباشر في حال تعرضت لهجوم إسرائيلي من الخارج، وادعى بعضها، مثل صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن الهجوم تم عبر الطائرات المُسيّرة الصغيرة، التي انطلقت من داخل إيران، وهي رواية سبق أن تبنتها وسائل إعلام النظام في الساعات الأولى من الهجوم؛ لتبرر بذلك امتناع النظام عن الرد على إسرائيل.
ووصفت صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد الإيراني، الرد الإسرائيلي، بأنه فاشل مقابل الهجوم الإيراني الكبير، الذي "حيَّر العقول"، وأن الهجوم الإسرائيلي، يوم أمس، لم يحفظ هيبة إسرائيل أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي.
في سياق آخر، سلطت بعض الصحف الضوء على قضية عودة شرطة الأخلاق، ومحاولات فرض الحجاب الإجباري من جديد.
وكتبت صحيفة "ستاره صبح"، في صفحتها الأولى، وعنونت بالقول: "محاربة متزامنة لإسرائيل وعدم الحجاب"، وانتقدت إصرار السلطة على موضوع الحجاب في الوقت، الذي أصبحت البلاد على شفا الحرب العسكرية مع دولة أجنبية.
وتزامنت هذه الهجمة مع إجراءات أكثر عنفًا وقسوة من قِبل السلطات ضد النساء، وتم توثيق عشرات الاعتقالات في صفوف السيدات الرافضات للحجاب الإجباري.
وتحدثت صحيفة "آرمان امروز" عن "عودة شرطة الأخلاق" من جديد، وأكدت ضرورة ألا تقع هذه المؤسسة الأمنية في الأخطاء نفسها، التي ارتكبتها في الماضي، وكلفت الشعب والنظام خسائر كبيرة، كانت أكثرها إيلامًا الاحتجاجات الواسعة، بعد حادثة وفاة مهسا أميني في مركز لشرطة الأخلاق عام 2022.
ونقلت الصحيفة كلام الخبير الاجتماعي والباحث الحقوقي، محمد تقي فاضل ميبدي، الذي أكد أن إجراءات السلطة فيما يتعلق بموضوع الحجاب، في الأيام الأخيرة، "تتعارض مع العقل والشرع"، مؤكدًا أن إجراءات الحجاب والقيود في هذه القضية كانت قد جلبت نتائج عكسية، وأضرت بمفهوم العدالة الاجتماعية في البلد.
وتناولت صحيفة "اقتصاد بويا"، استمرار انهيار العملة الإيرانية والبورصة هذه الأيام، وتحدثت عن عوامل عدة تؤثر على الوضع الاقتصادي المضطرب في إيران، منها الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وكذلك الانتخابات الأميركية المقبلة.
ولفتت الصحيفة كذلك، إلى زيادة الفوارق بين الاقتصاد الإيراني والاقتصاد العالمي من حيث مؤشرات الكفاءة والجودة وغياب التوازن الاقتصادي بين الدخل والتكاليف المعيشية للإيرانيين؛ حيث تتراجع القدرة الشرائية للمواطنين باستمرار في ظل الارتفاع المستمر بنسب التضخم.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": إشكالية رواية النظام في تبرير الهجوم على أصفهان
أقرت صحيفة "جهان صنعت" بتعرض قواعد عسكرية إيرانية في أصفهان وتبريز، إلى هجوم يُنسب إلى إسرائيل، وأعربت عن أملها في أن تكون هذه الهجمات المتبادلة نهاية التصعيد في هذه الجولة بين إيران وإسرائيل.
وعلى الرغم من تأكيدها أن هذه المواجهة لن تكون الأخيرة بين الجانبين، فإنها يبدو أنها النهاية، في هذه المرحلة، وأن "الرايات البيضاء" في طهران وتل أبيب رُفعت، بعد أن هاجم كل من البلدين الآخر واستهدف أراضيه.
كما أبرزت الصحيفة إشكالية ضعف الحماية الأمنية للمنشآت النووية؛ حيث استطاعت المُسيّرات الوصول إلى قرب المفاعلات النووية، بافتراض الرواية الإيرانية، واعتبار الهجوم تم بالمُسيّرات وليس الصواريخ، مؤكدة أن وصول المُسيّرات إلى هذه الأهداف يكشف عن ضعف الرقابة على دخول مثل هذه المُسيّرات، ولفتت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هذه المنشآت باستخدام المُسيّرات.
وانتقدت الصحيفة تناقض المسؤولين الإيرانيين في تلك القضية؛ حيث يصرون على أن الاستهداف تم باستخدام الطائرات المُسيّرة، وتساءلت بالقول: إذا كانت المُسيّرات قد حلقت من داخل إيران، فهذا يبرز إشكالية الضعف الأمني في السماح للدخول لهذه المُسيّرات عبر الحدود البرية أو البحرية، وإن كانت المُسيّرات حلقت من خارج إيران، فلماذا تسمح المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة بوصول هذه المُسيّرات إلى القرب من المنشآت النووية ليتم إسقاطها واعتراضها بعد ذلك؟".
"ستاره صبح": تكلفة الصراع مع إسرائيل
دعا رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح"، الكاتب علي صالح آبادي، السلطات الإيرانية إلى حساب الفوائد والأضرار من العداء مع إسرائيل، وقال إن مهمة الحكومات والأنظمة هي أن تدرس المصالح والمضار في علاقتها الخارجية مع الدول الأخرى، وتبني علاقاتها على هذا الأساس.. لافتًا إلى أن علاقات إيران الخارجية، ومنذ سنوات، لا تُصاغ على هذا الأساس، وهو ما انعكس سلبًا وبشكل دائم على وضع العملة الإيرانية ومعيشة الإيرانيين.
ولفت إلى تراجع التومان أمام العملات الصعبة في كل مرحلة من التصعيد، دون أن تعود العملة الإيرانية إلى وضعها السابق بعد انحسار تلك المرحلة من التصعيد والتوتر.
وتحدث الكاتب عن عدد من الحالات أو الحروب- كما سماها- بين إيران وإسرائيل، وقال إن البلدين ومنذ سنوات يخوضان هذه الحرب وهي مكلفة، وتسبب الخسائر على المديين: البعيد والقريب على البلد المتورط.
ومن أشكال هذه الحروب "الحرب النفسية" و"الحرب المحدودة" التي تستهدف نقاطًا ومواقع بعينها، وكذلك "شبه الحرب"، كما سماها الكاتب الإيراني، وهي مواجهة تبدأ بحادثة صغيرة، وتستمر انعكاساتها لسنوات طويلة في علاقة البلدين.. مستشهدًا بحادثة احتجاز إيران للرهائن الأميركيين في بداية الثورة الإيرانية؛ حيث استمرت أصداء هذه الحادثة سنوات طويلة.
"جمهوري إسلامي": وقت مناسب لتوظيف الدبلوماسية والتوصل إلى مرحلة من السلام والاستقرار في المنطقة
رأت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن الوقت الراهن وبعد موجة من التصعيد غير المسبوق هو أنسب وقت لتوظيف الدبلوماسية والتوصل إلى مرحلة من السلام والاستقرار في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنه وبعد الرد الإيراني على إسرائيل وتشنج الأوضاع بشكل ملحوظ، أصبح الشعور بالحاجة إلى السلام والصلح أكثر من أي وقت مضى، ومِن ثمَّ فإن قادة دول المنطقة ربما الآن أصبحوا أكثر إدراكًا لهذه الأهمية وسعيًا لتحقيق هذا المطلب.
وزعمت الصحيفة- كذلك- أن السنوات الماضية أظهرت فيها إيران حرصًا على السلام والاستقرار الإقليمي، وأن حضورها العسكري في الدول الأخرى جاء بطلب من الدول والحكومات في هذه البلدان ولمواجهة "الإرهاب" حصرًا، ومِن ثمَّ فإن النشاط العسكري الإيراني في المنطقة لا يتعارض مع حرص طهران على السلام والاستقرار، حسب قراءة الصحيفة.